ثلاث رسائل رئاسية فرنسية للسعودية

TT

ثلاث رسائل رئاسية فرنسية للسعودية

ثلاث رسائل ضمّنها الرئيس الفرنسي في الاتصال الهاتفي الذي أجراه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ليل الثلاثاء - الأربعاء، وفق البيان الذي صدر عن رئاسة الجمهورية الفرنسية.
تتضمن الرسالة الأولى «إدانة (فرنسية) شديدة للاعتداءين» اللذين استهدفا الموقعين النفطيين السعوديين، السبت الماضي، بينما تشدِّد الثانية على «تضامن فرنسا مع السعودية والشعب السعودي بمواجهة هذه الهجمات».
أما الرسالة الثالثة التي نقلها إيمانويل ماكرون إلى ولي العهد، وهي الأهم، فإنها «تعيد التأكيد على التزام فرنسا بأمن المملكة السعودية وباستقرار المنطقة».
الإجراء «العملي» الذي تم الكشف عنه هو تأكيد ماكرون لولي العهد عزمه «إرسال خبراء فرنسيين للمشاركة في التحقيقات الآيلة إلى إلقاء كامل الضوء على مصدر هجمات 14 سبتمبر (أيلول)، وكيفية حصولها». وأشارت الرئاسة الفرنسية إلى أن ذلك تم «بطلب من السلطات السعودية»، وهو يجيء في إطار رغبة الرياض في «مشاركة خبراء دوليين وخبراء تابعين للأمم المتحدة».
وسبق لوزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أن أعلن، من القاهرة، أول من أمس، أن باريس «تشاطر الجانب السعودي الرغبة في تقصي الحقائق بعناية قبل إبداء أي رد فعل»، بشأن المسؤوليات أو التدابير الواجب اتخاذها.
وكعادتها، تبدو باريس راغبة، وفق ما صدر عن مسؤوليها، خصوصاً تصريحات وزير الخارجية، في أخذ الوقت الكافي قبل التعبير عن موقف واضح.
وترى مصادر دبلوماسية عربية في العاصمة الفرنسية أن مردّ ذلك يعود إلى رغبتها في عدم القضاء على الوساطة التي تقوم بها بين واشنطن وطهران، حيث كان ماكرون يأمل في جمع الرئيسين الأميركي دونالد ترمب والإيراني حسن روحاني في نيويورك، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وترى هذه المصادر أن «حظوظ انعقاد مثل هذا اللقاء قد تراجعت، إن لم نقل إنها أصبحت معدومة»، بعد التصعيد الأخير الذي تشير أصابع الاتهام بشأنه إلى إيران.
وتضيف المصادر ذاتها أنه إذا أثبتت التحقيقات الجارية أن هجمات السبت الماضي استهدفت أهم المواقع النفطية السعودية، وبما لها من وقع على السوق النفطية وعلى الاقتصاد العالمي، وأن الطائرات المسيّرة والصواريخ التي ضربت بقيق وخريص قد انطلقت من الأراضي الإيرانية، فإن ذلك «سيضع الغربيين والولايات المتحدة بالدرجة الأولى» في موقف بالغ الحرج.
والسبب في ذلك أن هاتين العمليتين قد «تجاوزتا جميع الخطوط الحمراء»، وبالتالي «لن يستطيع هؤلاء غضَّ الطرف أو الاكتفاء بردة فعل ضعيفة» خصوصاً أن السعودية تقول إن المستهدَف هو «اختبار الإرادة الدولية» وفق ما قاله الأمير محمد بن سلمان.
وتتوقع المصادر المشار إليها أن تشهد أروقة الأمم المتحدة مشاورات مكثفة، أحد عناوينها «طبيعة الردود الممكنة» على التحدي الأخير. وسيكون الرئيس الفرنسي أحد الأطراف في المشاورات، ومن المنتَظَر أن يصل إلى نيويورك في 22 من الشهر الحالي.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».