حول العالم

حول العالم
TT

حول العالم

حول العالم

جزر أبوسل (ويسكونسن بالولايات المتحدة)
عند أقصى الطرف الشمالي من ولاية ويسكونسن، توجد حديقة جزر أبوسل الوطنية الأميركية المكونة من 21 جزيرة صخرية وعشبية وعرة متناثرة على سطح بحيرة سوبيريور. بغاباتها الكثيبة وممراتها شديدة الانحدار وكهوفها العميقة، لا تحظى الحديقة بأي مرافق تُذكر، ومع ذلك تعرف إقبالاً من المغامرين الذين تتوجه إليهم الشركات السياحية المحلية بجولات موسمية بالقوارب حول الجزر، مع تجربة التجديف بقوارب الكاياك الصغيرة.
وتضم الجزر البالغ عددها 21 جزيرة، مع 12 ميلاً من ساحل البر الرئيسي، مزيجاً فريداً من مختلف الموارد الثقافية والطبيعية المتنوعة، بينما تضم حديقة جزر أبوسل الوطنية عدداً من المنارات والأبراج ومئات الأنواع من الطيور. من بين الجزر المهمة التي يمكن التوقف عندها، نذكر جزيرة بايفيلد، التي يوجد بها منتجع سياحي ينبض بالحياة وتتميز بممرات جبلية ومبانٍ على الطراز الفيكتوري القديم. كذلك جزيرة مادلاين، التي تكمن جاذبيتها في أنها من أفضل الوجهات لرحلات اليوم الواحد بالعبّارات، وإلى كونها موطن المتنزه الحكومي المحلي، ومن أهدأ المواقع لمحبي التخييم.
ويمكن للزوار هنا القيام بعدة نشاطات من المشي أو التجديف إلى الإبحار من أجل الاستمتاع بالتكوينات الصخرية المائية وحطام السفن الغارقة. مع العلم أن هناك فرصاً للتخييم على 19 جزيرة من أصل 21 جزيرة، بالإضافة إلى موقع واحد للتخييم في البر الرئيسي، وهو ما يتيح المشي لمسافات طويلة داخل الحديقة عبر أكثر من 50 ميلاً من مسارات تُوصل إلى المنارات ومواقع المزارع القديمة وغيرها.

مسطح سالار دو أويوني الملحي (بوليفيا)
يعد هذا المسطح الملحي، البالغة مساحته نحو 10.582 كيلومتر مربع، أكبر المسطحات الملحية الموجودة على مستوى العالم. يقع في مقاطعة بوتوسي في منطقة وسطى بين بوليفيا وتشيلي والأرجنتين. ومن المعروف أن المسطح الملحي قد تشكل أول الأمر نتيجة تحول بحيرات ما قبل التاريخ حول الأماكن المحيطة بها. ويُعيد البعض السبب إلى التبخر الذي أدى إلى تلاشي بحيرات ما قبل التاريخ.
في أوقات معينة من العام، تفيض البحيرات المجاورة وتحول طبقة رقيقة من المياه فجوات المسطح إلى انعكاس سماوي مثير للذهول. وتعد هذه التضاريس الاستثنائية من المواقع المربحة لاستخراج الملح والليثيوم –وهو العنصر المستخدم في تشغيل الحواسيب المحمولة والهواتف الذكية والسيارات الكهربائية. ويوجد بالمكان أول فندق ملحي في العالم، مُجهز لإقامة السياح الذين يصلون إليه عبر طرق وعرة ومن مناطق نائية يدفعهم الفضول إلى رؤية جماله الموحش والفريد، حيث تبدو القشرة الملحية السميكة مغطاة بأنماط متعددة الأضلاع من الملح البارز على سطح الأرض. وهناك فصلان مميزان في مسطح سالار دو أويوني الملحي: موسم الأمطار (من ديسمبر «كانون الأول» إلى أبريل «نيسان»)، وهو الموسم الذي يمكن فيه مشاهدة انعكاسات مرايا المسطح، وموسم الجفاف (من مايو «أيار» إلى نوفمبر «تشرين الثاني»)، حيث تنخفض درجات الحرارة، وتتصلب أرضية المسطح الملحي، ويمكن للزوار القيادة عبر المناظر الطبيعية البيضاء إلى مواقع يستحيل الوصول إليها في موسم الأمطار. ويعد منظمو الرحلات الفترة من يونيو (حزيران) إلى أغسطس (آب) ذروة الموسم السياحي، ما يُفسر ارتفاع الأسعار.



سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)
TT

سوق البحرين العتيقة... روح البلد وعنوان المقاهي القديمة والجلسات التراثية

سوق المنامة القديم (إنستغرام)
سوق المنامة القديم (إنستغرام)

«إن أعدنا لك المقاهي القديمة، فمن يُعِد لك الرفاق؟» بهذه العبارة التي تحمل في طياتها حنيناً عميقاً لماضٍ تليد، استهل محمود النامليتي، مالك أحد أقدم المقاهي الشعبية في قلب سوق المنامة، حديثه عن شغف البحرينيين بتراثهم العريق وارتباطهم العاطفي بجذورهم.

فور دخولك بوابة البحرين، والتجول في أزقة السوق العتيقة، حيث تمتزج رائحة القهوة بنكهة الذكريات، تبدو حكايات الأجداد حاضرة في كل زاوية، ويتأكد لك أن الموروث الثقافي ليس مجرد معلم من بين المعالم القديمة، بل روح متجددة تتوارثها الأجيال على مدى عقود.

«مقهى النامليتي» يُعدُّ أيقونة تاريخية ومعلماً شعبياً يُجسّد أصالة البحرين، حيث يقع في قلب سوق المنامة القديمة، نابضاً بروح الماضي وعراقة المكان، مالكه، محمود النامليتي، يحرص على الوجود يومياً، مرحباً بالزبائن بابتسامة دافئة وأسلوب يفيض بكرم الضيافة البحرينية التي تُدهش الزوار بحفاوتها وتميّزها.

مجموعة من الزوار قدموا من دولة الكويت حرصوا على زيارة مقهى النامليتي في سوق المنامة القديمة (الشرق الأوسط)

يؤكد النامليتي في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن سوق المنامة القديمة، الذي يمتد عمره لأكثر من 150 عاماً، يُعد شاهداً حيّاً على تاريخ البحرين وإرثها العريق، حيث تحتضن أزقته العديد من المقاهي الشعبية التي تروي حكايات الأجيال وتُبقي على جذور الهوية البحرينية متأصلة، ويُدلل على أهمية هذا الإرث بالمقولة الشعبية «اللي ما له أول ما له تالي».

عندما سألناه عن المقهى وبداياته، ارتسمت على وجهه ابتسامة وأجاب قائلاً: «مقهى النامليتي تأسس قبل نحو 85 عاماً، وخلال تلك المسيرة أُغلق وأُعيد فتحه 3 مرات تقريباً».

محمود النامليتي مالك المقهى يوجد باستمرار للترحيب بالزبائن بكل بشاشة (الشرق الأوسط)

وأضاف: «في الستينات، كان المقهى مركزاً ثقافياً واجتماعياً، تُوزع فيه المناهج الدراسية القادمة من العراق، والكويت، ومصر، وكان يشكل ملتقى للسكان من مختلف مناطق البلاد، كما أتذكر كيف كان الزبائن يشترون جريدة واحدة فقط، ويتناوبون على قراءتها واحداً تلو الآخر، لم تكن هناك إمكانية لأن يشتري كل شخص جريدة خاصة به، فكانوا يتشاركونها».

وتضم سوق المنامة القديمة، التي تعد واحدة من أقدم الأسواق في الخليج عدة مقاه ومطاعم وأسواق مخصصة قديمة مثل: مثل سوق الطووايش، والبهارات، والحلويات، والأغنام، والطيور، واللحوم، والذهب، والفضة، والساعات وغيرها.

وبينما كان صوت كوكب الشرق أم كلثوم يصدح في أرجاء المكان، استرسل النامليتي بقوله: «الناس تأتي إلى هنا لترتاح، واحتساء استكانة شاي، أو لتجربة أكلات شعبية مثل البليلة والخبيصة وغيرها، الزوار الذين يأتون إلى البحرين غالباً لا يبحثون عن الأماكن الحديثة، فهي موجودة في كل مكان، بل يتوقون لاكتشاف الأماكن الشعبية، تلك التي تحمل روح البلد، مثل المقاهي القديمة، والمطاعم البسيطة، والجلسات التراثية، والمحلات التقليدية».

جانب من السوق القديم (الشرق الاوسط)

في الماضي، كانت المقاهي الشعبية - كما يروي محمود النامليتي - تشكل متنفساً رئيسياً لأهل الخليج والبحرين على وجه الخصوص، في زمن خالٍ من السينما والتلفزيون والإنترنت والهواتف المحمولة. وأضاف: «كانت تلك المقاهي مركزاً للقاء الشعراء والمثقفين والأدباء، حيث يملأون المكان بحواراتهم ونقاشاتهم حول مختلف القضايا الثقافية والاجتماعية».

عندما سألناه عن سر تمسكه بالمقهى العتيق، رغم اتجاه الكثيرين للتخلي عن مقاهي آبائهم لصالح محلات حديثة تواكب متطلبات العصر، أجاب بثقة: «تمسكنا بالمقهى هو حفاظ على ماضينا وماضي آبائنا وأجدادنا، ولإبراز هذه الجوانب للآخرين، الناس اليوم يشتاقون للمقاهي والمجالس القديمة، للسيارات الكلاسيكية، المباني التراثية، الأنتيك، وحتى الأشرطة القديمة، هذه الأشياء ليست مجرد ذكريات، بل هي هوية نحرص على إبقائها حية للأجيال المقبلة».

يحرص العديد من الزوار والدبلوماسيين على زيارة الأماكن التراثية والشعبية في البحرين (الشرق الأوسط)

اليوم، يشهد الإقبال على المقاهي الشعبية ازدياداً لافتاً من الشباب من الجنسين، كما يوضح محمود النامليتي، مشيراً إلى أن بعضهم يتخذ من هذه الأماكن العريقة موضوعاً لأبحاثهم الجامعية، مما يعكس اهتمامهم بالتراث وتوثيقه أكاديمياً.

وأضاف: «كما يحرص العديد من السفراء المعتمدين لدى المنامة على زيارة المقهى باستمرار، للتعرف عن قرب على تراث البحرين العريق وأسواقها الشعبية».