الدلافين تشارك البشر في مقاومة المضادات الحيوية

الفريق البحثي يفحص أحد الدلافين
الفريق البحثي يفحص أحد الدلافين
TT

الدلافين تشارك البشر في مقاومة المضادات الحيوية

الفريق البحثي يفحص أحد الدلافين
الفريق البحثي يفحص أحد الدلافين

كشفت دراسة أميركية حديثة عن أن مسببات الأمراض البكتيرية في الدلافين، طورت كما حدث عند البشر، سلالات مقاومة للمضادات الحيوية. وتوصف عدم فاعلية المضادات الحيوية، بأنها واحدة من أكبر التحديات التي تواجه صحة البشر في الوقت الراهن، فمع استخدامها لفترة من الزمن فإن البكتريا الممرضة تطور سلالات مقاومة لها، الأمر الذي يقتضي معه أن يتم تطوير مضادات جديدة بسرعة كبيرة لمواجهة المشكلة، واهتم فريق بحثي من معهد هاربور برانش لعلوم المحيطات بجامعة فلوريدا أتلانتيك، بالتعاون مع جورجيا أكواريوم، وجامعة ساوث كارولينا الطبية وجامعة ولاية كولورادو، بالإجابة على سؤال: هل توجد هذه المشكلة في بيئات غير بيئة البشر، ومنها البيئة البحرية؟
ويقول تقرير نشره أول من أمس، موقع جامعة فلوريدا أتلانتيك، أن الإجابة على هذا السؤال اقتضت 13 عاماً من البحث، حيث كان الباحثون يمسكون بالدلافين خلال شهري يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) خلال فترة الدراسة (2003 إلى 2015)، ويقومون بعزل الميكروبات من فتحة الأنف والسوائل المعدية والبراز، ثم يقومون بإعادتها مرة أخرى إلى موطنها ببحيرة النهر الهندي بفلوريدا، وتمكنوا من الحصول على 733 عزلة ممرضة من 171 دولفين، وكانت العديد من مسببات الأمراض البكتيرية المعزولة من هذه الحيوانات معروفة عند البشر أيضاً، مثل بكتيريا غازية قؤوبة «Aeromonas hydrophila»، إشريكية قولونية»، «E. coli، الإدْواردسيلة المتأخرة»، Edwardsiella tarda»، ضمة ألجينوليتيكاس» V. alginolyticus»، مكورة عنقودية ذهبية»S. aureus».
وخلال الدراسة تم تربية هذه العزلات البكتيرية على وسائط قياسية تحت ظروف هوائية، ثم اختبار مدى فاعلية المضادات الحيوية معها مثل إريثروميسين، والأمبيسيلين والسيفالوثين، وأظهرت نتائج الدراسة التي نشرت في العدد الأخير من دورية الثدييات البحرية «Aquatic Mammals» أن معدل المقاومة الكلية للمضادات الحيوية كان 88.2 في المائة، وكان انتشار المقاومة أعلى للإريثروميسين (91.6 في المائة)، يليه الأمبيسلين (77.3 في المائة) والسيفالوثين (61.7 في المائة).
ويقول آدم شايفر، أستاذ الصحة العامة والمؤلف الرئيسي بالدراسة في التقرير الذي نشرته جامعة فلوريدا أتلانتيك: «خلال مدة الدراسة وجدنا في عام 2009 ارتفاع معدل مقاومة المضادات الحيوية في الدلافين، وهو أمر غير متوقع، ومنذ ذلك الحين، نتتبع التغييرات بمرور الوقت ووجدنا زيادة كبيرة في مقاومة المضادات الحيوية في العزلات البكتيرية المأخوذة من هذه الحيوانات».
ويضيف: «هذا الاتجاه له علاقة بأوضاع رعاية صحة الإنسان، فاستناداً إلى النتائج التي توصلنا إليها، فقد تكون البكتيريا في الدلافين قد طورت مقاومة للمضادات الحيوية، لأن هذه المضادات تصلها بانتظام من خلال الأنشطة البشرية أو التصريفات من المصادر الأرضية».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.