نفّذ صحافيون وسياسيون لبنانيون وقفة تضامنية، أمس، مع جريدة «نداء الوطن» عشية مثولها أمام القضاء على خلفية انتقادها النفوذ الإيراني عبر «حزب الله» بمانشيت تحت عنوان «سفراء جدد في بعبدا... أهلاً بكم في جمهورية خامنئي».
ورفضت نقابة الصحافة، أمس، ملاحقة الصحافيين من قِبل المباحث الجنائية، مؤكدةً أن «الجهة الوحيدة لمقاضاة الصحافيين هي محكمة المطبوعات».
وقال رئيس النقابة عوني الكعكي، بعد اجتماع استثنائي خُصص لبحث الموضوع: «لاحظنا في المرحلة الأخيرة أن السلطات السياسية تلجأ أحياناً إلى استعمال المراجع القضائية لمحاسبة الصحافة، ناسيةً أو متناسيةً أن الجهة الوحيدة المخوّلة قانوناً مقاضاة الصحافيين وأصحاب الرأي والكلمة الحرة هي محكمة المطبوعات بموجب القانون رقم 1 الصادر في عام 1977 أيام حكومة الرئيس الدكتور سليم الحص، علماً بأن الأحكام تكون فقط مالية، إذ من غير المسموح سجن أي صحافي». وأضاف أن «ما يجري مع بعض الصحف غير مقبول، لذلك يدعو مجلس النقابة إلى إحالة قضايا الصحف والكلمة الحرة على محكمة المطبوعات بموجب المرسوم المشار إليه».
وقال رئيس تحرير الصحيفة بشارة شربل: «كنا نعلم أن المهمة التي ألينا على أنفسنا القيام بها والتموضع المهني والسياسي الذي اخترناه دفاعاً عن السيادة والدولة سيعرّضنا إلى السهام والاستهداف، لكننا لم نعلم أن صدر السلطة ضيق إلى حد الاستدعاء بواسطة المباحث الجنائية». وأضاف: «هالهم أن تظهر حقيقة انتهاك سيادة الدولة وأن نُبرز التواطؤ القائم بين الدولة والدويلة، بل رفعنا الصوت لمنع الدويلة من ابتلاع الدولة بالكامل».
وحول المانشيت الذي كان خلف استدعائه، أوضح شربل: «قلنا إنها جمهورية خامنئي ولم نكن نكرر إلا أقوالاً صريحة أعلنت أن أي اعتداء على إيران سيشعل المنطقة ويُدخل لبنان في أتون الحرب، وأن قرار الحرب والسلم ليس في بيروت بل في طهران... ضاقوا ذرعاً بالنقد المباشر الذي يرفض تقديس المسؤولين ويضعهم يومياً أمام محكمة الرأي العام».
واعتبر أن استدعاء الجريدة هو «كمين أعدّوه لـ(نداء الوطن) ومن خلاله يريدون تأديب الإعلام. يكرهون الكلمة إلا إذا كانت تبخيراً ومسح جوخ وتبييض وجه على أعتاب السلطان».
وأضاف: «نحن في (نداء الوطن) ذاهبون إلى قصر العدل ولا نريد اعتبار الاستدعاء نوعاً من الاعتداء. نريد أن نؤمن بأن القضاء هو إما حكم نزيه وإما خصم شريف وبأنه الحصن الحصين والمرجع الأخير لكل الناس».
وأكد وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان، من مكاتب الصحيفة، أن حضوره «لدعم الحريات السياسية والإعلامية وحق التعبير بالمطلق».
وقال: «أقل الإيمان أن نقف إلى جانب (نداء الوطن)، لقد خسرنا كل شيء ولم يعد لدينا إلا الحرية. ما نشرته الصحيفة عبر المانشيت لم يكن ينتقد العهد إنما كان ينقل الحقيقة ويعكس الواقع القائم في البلد، لذا تجب مساءلة مَن يتسبب بهذا الواقع».
وأضاف: «إذا كانوا يرون أن هناك مساً بالقانون فيجب طرح الأمر عبر محكمة المطبوعات لا أمام أي قضاء آخر. لم يعد لدينا شيء إلا الحرية، ونحن إلى جانب الصحيفة». وحذّر النائب في «اللقاء الديمقراطي» مروان حمادة من «الخطر على الصحافة إذا استمر العهد في هذه الذهنية العائلية الفاشيّة».
تضامُن مع صحيفة لبنانية لوحقت لانتقادها نفوذ إيران
تضامُن مع صحيفة لبنانية لوحقت لانتقادها نفوذ إيران
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة