فلتان أمني يقلق أهالي بعلبك ـ الهرمل

مطالبات بإجراءات جدية بعد تزايد حوادث السلب وإطلاق النار

TT

فلتان أمني يقلق أهالي بعلبك ـ الهرمل

تعيش منطقة بعلبك - الهرمل، في شرق لبنان، حالة من القلق والخوف نتيجة الفلتان الأمني، إذ تزايدت أخيراً حوادث السرقة وإطلاق النار، التي كان آخرها ليل أمس، بعد نحو أسبوعين على اختطاف شخص يدعى جوزيف حنوش في بعلبك، من دون أن يعرف مصيره، وهو ما دفع أهالي المنطقة ونوابها إلى رفع صوتهم أمس، مطالبين الدولة والقوى الأمنية باتخاذ الإجراءات اللازمة.
وذكرت «الوكالة الوطنية للإعلام»، أمس، أن «مسلحين مجهولين يستقلون سيارة رباعية الدفع من دون لوحات أقدموا بعيد منتصف الليل على اعتراض طريق المدعو أ. ر.، بهدف السلب عبر إطلاق النار في الهواء على الطريق الدولية بعلبك - حمص، خلال توجهه بسيارته من بلدة القاع باتجاه العاصمة بيروت، إلا أنه تمكن من الفرار بعدما رفض الامتثال لأوامرهم».
وتعرض شخص آخر لمحاولة سلب فاشلة على الطريق الدولية، بينما كان يقود سيارته وإلى جانبه زوجته، إذ اعترضهما أشخاص داخل جيب حاولوا توقيفه، لكنه تمكن من الهرب، إلا أنهم أطلقوا النار عليه من سلاح حربي، فأصابوا زوجته إصابة طفيفة، وتمكن هو من الوصول إلى مخفر.
وفي 27 أغسطس (آب) الماضي، اعترض 3 مسلحين ملثمين يستقلون سيارة جيب شيروكي في بلدة كفردبش البقاعية ثلاثة أشخاص كانوا بداخلها، وتعرضوا لهم بالضرب، قبل أن يعمدوا إلى خطف حنوش.
وتعرف محافظة بعلبك - الهرمل منذ سنوات بوجود المافيات وعصابات سرقات السيارات التي تعبث بأمن المنطقة، من دون أن تتمكن القوى الأمنية من فرض سيطرتها النهائية عليها، والقضاء على هذه الظاهرة، رغم إعلانها مرات عدة العمل على خطط، فيما يتّهم بعض الأفرقاء اللبنانيين أحزاباً بتأمين غطاء لهذه العصابات التي تحسب في معظمها على عشائر تتمتع بوجود واسع في المحافظة.
ومع إشارتها إلى دقة وضع المنطقة، تؤكد مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط» أن «الجيش يقوم بمهامه، وفقاً لقدراته وعدد عناصره الموجودين هناك، وينفذ بشكل دائم الإجراءات الأمنية اللازمة والدوريات والمداهمات، عندما يكون هناك مطلوبون، أو عند وقوع أي حوادث».
واستنكر نائب المنطقة، أنطوان حبشي، الحوادث التي تسجل في بعلبك - الهرمل في الفترة الأخيرة، محذراً من بقاء الوضع على ما هو عليه، مؤكداً أن المطلوب من الدولة والقوى الأمنية هو وضع حد لهذه الظاهرة المستمرة منذ سنوات.
وسأل في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «أين هي الخطة الأمنية التي يفترض أنها مطبّقة في المنطقة؟ وهل المطلوب أن يعمد الناس إلى حماية أنفسهم والابتعاد عن الدولة؟»، مشيراً إلى أن وزراء حزب «القوات اللبنانية» سيطرحون هذه القضية على مجلس الوزراء اليوم «لأننا نرفض أن تبقى المنطقة رهينة العصابات والمافيات الخارجة على القانون».
من جهته، استنكر النائب عن المنطقة ألبير منصور «التعرض للمواطنين الأبرياء في منطقة بعلبك - الهرمل من قبل قطاع طرق»، وطالب الدولة بـ«إيجاد حل جذري، قوامه التشدد الأمني، والضرب بيد من حديد، بموازاة تدابير تنموية جدية تخلق فرص عمل لأهالي المنطقة»، وأضاف: «يومياً، نسمع عن ممارسات شاذة يتعرض لها أبناؤنا على الطرقات، كفانا استهتاراً ولا مبالاة».
واحتجاجاً على الحوادث والفلتان الأمني، نفذ أهالي بلدتي رأس بعلبك والقاع، أمس، اعتصاماً على مفرق رأس بعلبك، حيث قطعوا الطريق الدولية، بعد عملية سلب وإطلاق نار تعرض لها أحدهم. وتوجه رئيس بلدية رأس بعلبك، منعم مهنا، إلى رئيس الجمهورية ميشال عون، ورئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة سعد الحريري، ووزارتي الدفاع والداخلية والأجهزة الأمنية، ومحافظ البقاع «لتأمين حماية المواطنين، وهي أولى واجبات الدولة»، وقال: «كفى تسيباً على الطرق، واعتداء على الحرمات، فلا تدعونا نكفر بالدولة، فتأمين الطرق مسؤوليتكم»،
وأضاف: «ننتظر منكم أفعالاً مباشرة، لا أقوالاً، لنتأكد بأم العين أن هناك دولة قوية تحفظ مواطنيها، وتنشر الأمن حيثما وجدت؛ أملنا بكم كبير. وندعوكم للتحرك الفوري، وإن ما وقع اليوم من اعتداءات طالت أبناء رأس بعلبك والقاع مرشح لأن يطال جميع أبناء المنطقة، والمطلوب الأمن ثم الأمن ثم الأمن».
وأشارت منطقة البقاع الشرقي في «القوات اللبنانية»، في بيان، إلى أنه «مرة أخرى، تتكرر، بل تتفاقم، ظاهرة التعدي على أبناء قرى المنطقة على الطريق الدولية بين مدينة بعلبك وبلدة القاع، وآخرها ما تعرضت له عائلتان من القاع ورأس بعلبك في سيارتيهما في المحلة عينها، وبفارق ساعات قليلة من محاولتي سلب وإطلاق نار، مما أدى إلى إصابة سيدة ونجاة الآخرين في السيارتين».
وأكدت أن «هذا التمادي في التعرض لأهالي المنطقة خلال انتقالهم من وإلى بلداتهم بات يحتاج إلى معالجة جدية وعاجلة لتفادي حصول الأسوأ، وهو ما ينبغي على المسؤولين المعنيين والمراجع الأمنية المختصة المبادرة إلى ضبطه، وملاحقة العصابات والمسلحين، إذ لم يعد من المقبول التغاضي عن هذه الاعتداءات السافرة، التي ينذر تكرارها بعواقب وخيمة».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.