نتنياهو يعترف من غور الأردن باستباق «صفقة القرن» بقرارات الضم

الفلسطينيون يقولون إن منح المستوطنين حق الشراء في الضفة تكريس لـ«الأبارتايد»

نتنياهو يعترف من غور الأردن باستباق «صفقة القرن» بقرارات الضم
TT

نتنياهو يعترف من غور الأردن باستباق «صفقة القرن» بقرارات الضم

نتنياهو يعترف من غور الأردن باستباق «صفقة القرن» بقرارات الضم

اعترف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال الجلسة العادية لحكومته التي أقامها في إحدى المستوطنات اليهودية في غور الأردن، أمس (الأحد)، بأن استعجاله بضم المستوطنات ومناطق واسعة في الضفة الغربية، منها غور الأردن وشمال البحر الميت، جاءت بهذا الإلحاح في سبيل فرض أمر واقع عشية طرح الخطة الأميركية للتسوية في الشرق الأوسط.
وكان نتنياهو يتحدث في جلسة الحكومة، أمس، بغية إقناع المستشار القضائي للحكومة، أفيحاي مندلبليت، الذي أدرك أن نتنياهو يتخذ إجراءات عملية ومواقف سياسية بالغة التطرف في إطار حملته الانتخابية، وأنه يطرح ضم الأراضي لكي يستقطب لصالحه مصوتين من المستوطنين وغلاة اليمين المتطرف. ولذلك اعترض مندلبليت على هذه الإجراءات، وقال إن الحكومة الحالية تُعد حكومة انتقالية، ولا يجوز أن تتخذ قرارات مصيرية ذات بعد استراتيجي غير ضروري وغير ملح. فقال له نتنياهو إن قرارات الضم هذه ملحة فعلاً لأن الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، ينوي نشر خطته المعروفة بـ«صفقة القرن» بعد أيام من الانتخابات الإسرائيلية، و«يجب أن نكون مستعدين لتلك اللحظة. كل ما نفرضه الآن سيأخذه الأميركيون بالحسبان». عندها، أعلن مندلبليت أنه اقتنع. فصادقت الحكومة على مقترح نتنياهو، ومنحت الشرعية القانونية لبؤرة الاستيطان العشوائية المسماة «مافوؤوت يريحو» (مشارف أريحا)، الواقعة جنوب غور الأردن شمال مدينة أريحا.
وأكد نتنياهو أن هذا القرار هو المقدمة لقرارات لاحقة، سيكون هدفها ضم منطقتي شمال البحر الميت وكل غور الأردن، وكذلك أراضي المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية لإسرائيل، إن نجح بتشكيل الحكومة المقبلة، بعيد الانتخابات التي ستجري يوم غد (الثلاثاء). وقال نتنياهو في الجلسة: «سنفرض السيادة في وادي الأردن وشمال البحر الميت، حالما يتم تشكيل الحكومة المقبلة في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) المقبل». ووصف نتنياهو غور الأردن بـ«الجدار الحامي لإسرائيل من الجهة الشرقية».
وعين نتنياهو فريق عمل، برئاسة مدير عام ديوان رئيس الحكومة، ليضع الخطوط العريضة لخطة فرض السيادة. وكشف نتنياهو أن «فرض السيادة الإسرائيلية على جميع المستوطنات في الضفة الغربية، وأراضٍ أخرى، ضروري لأمننا وتراثنا، ويشمل عدداً من المواقع التي تعدها إسرائيل (أماكن مقدسة لليهود)، وستُطرح في (صفقة القرن) التي ستُعرض سريعاً جداً بعد الانتخابات».
ورغم أن حلفاء نتنياهو في اليمين المتطرف يؤيدون بحماس هذا التوجه، فإنهم أدركوا أنه يطرحه اليوم لكي يسرق من جمهورهم آلاف الأصوات، بهدف تكبير كتلة «الليكود» في الانتخابات. لذلك شككوا في صدق نواياه. وقال وزير التعليم الإسرائيلي السابق، المرشّح في قائمة «يمينا»، نفتالي بينيت، إن «صفقة القرن» ستحول المستوطنات إلى «جزر إسرائيلية في محيط فلسطيني»، وإن إسرائيل ستكون محاطة من جوانبها كافة من «(حماس) وتنظيم (شبيبة فتح) ومنظمة التحرير»، وطالب بأن تُضم الأراضي الفلسطينية المحيطة بالمستوطنات. وقال وزير المواصلات الإسرائيلي، القيادي في «يمينا»، بتسلئيل سموتريتش، إنّ الخطة الأميركية «تشكل خطراً على المستوطنات، وتعنى إقامة دولة فلسطينية بحكم الأمر الواقع».
ورد نتنياهو على هذا الطرح، قائلاً إنه يخوض «تحدياً تاريخياً، وفرصة تاريخية كذلك لإسرائيل»، وأضاف: «القضية الأساسية ستكون من سيقود المباحثات مع الرئيس ترمب، أنا أم (رئيس قائمة كاحول لافان، بيني) غانتس». وقال إنه كان ينوي «إعلان السيادة الإسرائيلية على الكتل الاستيطانية كافة بالضفة الغربية، بالتنسيق مع الإدارة الأميركية، انطلاقاً من المناطق التي تشكل أهمية استراتيجية وأمنية لإسرائيل»، على غرار منطقة الأغوار التابعة للضفة الغربية المحتلة، لكنه ينوي إعطاء فرصة للإدارة الأميركية بطرح «صفقتها»، ومن ثم يبدأ بإعلان السيادة الإسرائيلية على مناطق قال إنها تشكل أهمية «أمنية وتاريخية» في الضفة الغربية.
ومن جهة ثانية، قام مستشارون قانونيون في وزارة الأمن الإسرائيلية ببلورة رأي قانوني يسمح للمستوطنين بشراء وتملك أراضٍ في الضفة الغربية بشكل فردي، وليس عبر شركات. وقال مصدر مطلع على المعاملات العقارية في الضفة الغربية لصحيفة «هآرتس» العبرية: «إنه مقترح ثوري ينتظره المستوطنون منذ سنوات». وتم وضع التوصية القانونية على مكتب نائب المدعي العام، إيريز كامينيتس، الذي من المتوقع أن يوافق عليها، بدعم من المستشار أفيحاي مندلبليت.
ووفقاً للقانون المعمول به في الضفة الغربية، يُسمح فقط للأردنيين أو الفلسطينيين أو «الأجانب من أصل عربي» بشراء وتملك الأراضي هناك، لكن لا يسمح لليهود ولا للإسرائيليين بتنفيذ صفقات عقارية وإبرام صفقات في الضفة الغربية بشكل فردي، ويسمح بذلك فقط من خلال شركة وموافقة رئيس «الإدارة المدنية».
رفضت السلطة الفلسطينية خطة إسرائيلية من أجل تكييف القوانين بما يسمح للمستوطنين بالتملك في الضفة الغربية بصفتهم الخاصة.
وقال رئيس هيئة تسوية الأراضي، موسى شكارنة، إن سعي سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتكييف قوانين تسمح للمستوطنين بصفتهم الخاصة بتملك أراضٍ في الضفة هو تكريس لسياسة «الأبارتايد» التي تنتهجها دولة الاحتلال. وأضاف في تصريح بثته الوكالة الرسمية «وفا»: «إن الملكية الخاصة مصانة بالقانون والعهد الدوليين، وأكدتها قرارات المنظمات الدولية». واتهم شكارنة إسرائيل بالعمل على الاستيلاء على الأملاك العامة والخاصة في الضفة.
وتعتزم الحكومة الفلسطينية منح تراخيص بناء في مناطق خاضعة لسيطرة السلطات الإسرائيلية أمنياً وإدارياً في الضفة الغربية، بموجب اتفاقيات أوسلو، رداً على التغول الإسرائيلي الاستيطاني في الضفة.
وحسب اتفاق أوسلو، تقسم الضفة إلى 3 مناطق: المنطقة «أ»، وتتضمّن المراكز السكانية الفلسطينية الرئيسية، وتقع تحت السيطرة الفلسطينية أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 18 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ فيما تقع مناطق «ب» تحت السيطرة الإدارية الفلسطينية، والسيطرة الأمنية لإسرائيل، وتبلغ مساحتها 21 في المائة من مساحة الضفة الغربية؛ أما مناطق «ج» فتقع تحت السيطرة الإسرائيلية أمنياً وإدارياً، وتبلغ مساحتها 61 في المائة من مساحة الضفة الغربية.
وفي المنطقة «ج» توجد مستوطنات ومساحات أراضٍ واسعة، وطرق خاصة بالمستوطنين، وهي تؤدي إلى القدس المعزولة عن باقي الضفة الغربية. ومع توجه نتنياهو لضم هذه المنطقة، وتمكين المستوطنين من الشراء في كل المناطق، بات من غير الواضح كيف ستتصرف السلطة الفلسطينية تجاه تضاؤل أراضيها، وانهيار حلم إقامة الدولة في حدود 1967.
رئيس الوزراء الإسرائيلي عقد جلسة لحكومته أمس في غور الأردن (أ.ف.ب)



محافظ حضرموت لـ«الشرق الأوسط»: الإمارات بدأت الانسحاب والباب ما زال مفتوحاً لـ«الانتقالي»

سالم الخنبشي محافظ حضرموت اليمنية (الشرق الأوسط)
سالم الخنبشي محافظ حضرموت اليمنية (الشرق الأوسط)
TT

محافظ حضرموت لـ«الشرق الأوسط»: الإمارات بدأت الانسحاب والباب ما زال مفتوحاً لـ«الانتقالي»

سالم الخنبشي محافظ حضرموت اليمنية (الشرق الأوسط)
سالم الخنبشي محافظ حضرموت اليمنية (الشرق الأوسط)

دعا محافظ حضرموت، سالم الخنبشي، جميع أبناء المحافظة المنخرطين مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وقوات الدعم الأمني، إلى العودة صوب منازلهم، أو الالتحاق بإخوتهم في «درع الوطن»، متعهداً باستيعابهم واستقبالهم وترتيب أوضاعهم.

وكشف الخنبشي -في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط»- أن القوات التابعة للإمارات بدأت فعلياً الانسحاب من جميع المواقع التي كانت تتمركز فيها، سواء في حضرموت أو شبوة.

سالم الخنبشي محافظ حضرموت اليمنية (الشرق الأوسط)

وأوضح أن صفارات الإنذار دوَّت، مساء الثلاثاء، بمطار الريان، تمهيداً لسحب القوات الإماراتية الموجودة هناك، لافتاً إلى أن قوات أخرى انسحبت أيضاً من بلحاف في شبوة.

وأوضح المحافظ أن للإمارات وجوداً محدوداً في منطقتي الربوة والضبة بحضرموت بأعداد قليلة، ويقتصر على خبراء وقادة يتولون الإشراف على قوات الدعم الأمني التابعة للمجلس الانتقالي.

وأفادت مصادر متطابقة بأن القوات الإماراتية في محافظة شبوة، وتحديداً في معسكر مُرَّة، بدأت يوم الثلاثاء فعلياً تفكيك أجهزة الاتصالات، في إطار استعدادها لمغادرة البلاد، بناءً على طلب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد العليمي.

وشدَّد محافظ حضرموت على أن الحلَّ الوحيد لإنهاء الأزمة الحالية يتمثَّل في انسحاب جميع قوات المجلس الانتقالي الجنوبي من محافظتي حضرموت والمهرة، بشكلٍ سلمي. وقال إن «الباب ما زال مفتوحاً، ونتمنى أن يستغل الإخوة في (الانتقالي) هذه الفرصة، لتجنيب أنفسهم وحضرموت وكل البلاد أي اقتتال أو مواجهة عسكرية، وأن يعودوا من حيث أتوا، بعدها يمكن الدخول في حوار سياسي حول أي تشكيل مستقبلي، ولكن من دون فرض أمر واقع بالقوة».

ولفت الخنبشي إلى جهوزية قوات «درع الوطن» التي يشرف عليها رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، واستعدادها للانتشار في حضرموت والمهرة، وفقاً لإعلان حالة الطوارئ الذي أصدره الرئيس العليمي.

وأضاف أن هناك أيضاً قوات من أبناء حضرموت تُقدَّر بنحو 3 آلاف عنصر، كانوا يخدمون في المنطقة العسكرية الأولى، وهم جاهزون لمساندة إخوانهم في «درع الوطن».

وأوضح محافظ حضرموت، سالم الخنبشي، أن مستوى التنسيق مع السعودية في أعلى مستوياته. وأضاف أن المملكة «تنظر إلى حضرموت والمهرة بوصفهما عمقها الأمني الاستراتيجي؛ إذ تجمعنا حدود تتجاوز 700 كيلومتر، ومن هنا فإن أمن واستقرار حضرموت والمهرة يُعدَّان جزءاً من الأمن الاستراتيجي للمملكة»؛ مشيراً إلى أنهما «يمثلان أيضاً عمقاً بشرياً وتاريخياً وإنسانياً، وتجمعنا أواصر القربى والأخوة»، مؤكداً الحرص على «ألا تتحول حضرموت والمهرة إلى بؤرة خطر تهدد أمن المملكة».

ووفقاً للخنبشي، فإن القرارات التي أصدرها الرئيس رشاد العليمي ومجلس الدفاع الوطني جاءت في توقيتٍ مناسب، بهدف تفويت الفرصة على كل من سعى إلى استغلال الوضع، على حدِّ تعبيره.


مصر تتابع التطورات في اليمن وتثمن التعامل البنّاء للسعودية والإمارات

العاصمة المصرية القاهرة (الشرق الأوسط)
العاصمة المصرية القاهرة (الشرق الأوسط)
TT

مصر تتابع التطورات في اليمن وتثمن التعامل البنّاء للسعودية والإمارات

العاصمة المصرية القاهرة (الشرق الأوسط)
العاصمة المصرية القاهرة (الشرق الأوسط)

قال بيان للمتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الثلاثاء)، إن القاهرة تتابع باهتمام بالغ الأوضاع الأخيرة على الساحة اليمنية، وذلك من خلال الاتصالات المكثفة التي تجريها على أعلى المستويات وعلى مدار الساعة مع الأطراف المعنية كافة.

وأضاف البيان أن مصر تؤكد ثقتها التامة في حرص الأشقاء في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة على التعامل بحكمة مع التطورات الحالية في اليمن، وذلك في إطار إعلاء قيم الأخوة بين البلدين الشقيقين، وصون وحدة الصف والمصير العربي المشترك في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها اليمن الشقيق والمنطقة.

وتعرب جمهورية مصر العربية في هذا السياق عن تقديرها البالغ لحكمة القيادتين السعودية والإماراتية في التعامل البنّاء مع تطورات الأوضاع في اليمن، والحرص على تحقيق الاستقرار في اليمن، والحفاظ على سيادته ومصالح شعبه الشقيق.

وتؤكد جمهورية مصر العربية أنها لن تألو جهداً في مواصلة اتصالاتها المستمرة مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، ومع الجانب اليمني، وباقي الأطراف الإقليمية والدولية المعنية؛ للعمل على خفض التصعيد، وبما يمهد إلى التوصل لتسوية سياسية شاملة في اليمن، تحقق طموحات وتطلعات الشعب اليمني الشقيق المشروعة في مستقبل آمن ومزدهر وتدعم الأمن والاستقرار في المنطقة.


العليمي: فرض الأمر الواقع في أراضينا يهدد الدولة ومكافحة الإرهاب ليست ذريعة سياسية

اجتماع العليمي مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن (سبأ)
اجتماع العليمي مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن (سبأ)
TT

العليمي: فرض الأمر الواقع في أراضينا يهدد الدولة ومكافحة الإرهاب ليست ذريعة سياسية

اجتماع العليمي مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن (سبأ)
اجتماع العليمي مع سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن (سبأ)

حذّر الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، من خطورة التحركات العسكرية الأحادية في المحافظات الشرقية، مؤكداً أنها تُمثل تهديداً مباشراً لوحدة القرار العسكري والأمني، وتقويضاً للمركز القانوني للدولة، وإعادة إنتاج لمنطق السلطات الموازية الذي يرفضه المجتمع الدولي.

جاء ذلك خلال لقائه، الثلاثاء، سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، بحضور وزير الخارجية وشؤون المغتربين الدكتور شائع الزنداني، حيث خُصص اللقاء لاستعراض آخر مستجدات الأوضاع المحلية، وفي مقدمتها التطورات في محافظتي حضرموت والمهرة، الأمر الذي استدعى اتخاذ حزمة من القرارات والإجراءات الدستورية والقانونية الحازمة، حمايةً لأمن المواطنين، وصوناً لوحدة اليمن وسيادته واستقراره وسلامة أراضيه.

وفي مستهل اللقاء، رحّب الرئيس بالسفراء، مثمّناً وحدة مواقف دولهم الداعمة للشعب اليمني في أصعب مراحله، سياسياً وإنسانياً واقتصادياً، ومؤكداً أن ما تشهده المحافظات الشرقية لا يندرج في إطار خلاف سياسي داخلي، بل يُشكّل مساساً خطيراً بأسس الدولة ووحدة مؤسساتها.

وأوضح الرئيس العليمي أن القيادة اليمنية بذلت خلال الفترة الماضية جهوداً مكثفة للتهدئة وخفض التصعيد، واحتواء تداعيات الإجراءات العسكرية الأحادية التي اتخذها المجلس الانتقالي الجنوبي خارج مرجعيات المرحلة الانتقالية، ودون موافقة مجلس القيادة الرئاسي أو التنسيق مع قيادة تحالف دعم الشرعية، غير أن هذه المساعي قوبلت - حسب تعبيره - بالتعطيل والإصرار على فرض الأمر الواقع.

وأشار إلى أنه بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، وجّه صراحة بمنع أي تحركات عسكرية خارج إطار الدولة، وتمت الموافقة على خطة إعادة تموضع تدريجية لقوات «درع الوطن» من ثلاث مراحل، نُفذت مرحلتان منها بالفعل. كما كشف عن تشكيل لجنة تواصل رفيعة المستوى لاحتواء التصعيد وفتح قنوات الحوار، إلا أن تلك الجهود لم تلقَ استجابة.

وشدّد الرئيس العليمي على أن المشكلة لم تكن يوماً نقصاً في الحلول، بل تعطيلها المتعمد، مفنداً في الوقت ذاته ما وصفها بالسرديات المضللة التي تحاول تبرير فرض الأمر الواقع بالقوة تحت لافتة مكافحة الإرهاب. وقال إن مكافحة الإرهاب «قرار دولة ومؤسسات شرعية، وليست ذريعة سياسية»، مذكّراً بالإنجازات التي حققتها المؤسسات العسكرية والأمنية اليمنية، بدعم شركائها، في تفكيك الخلايا الإرهابية، وتجفيف مصادر تمويلها، وتأمين المدن والممرات الحيوية.

وفي ملف القضية الجنوبية، جدّد الرئيس العليمي التأكيد على الموقف المبدئي والثابت من معالجتها، وفق أي خيارات تقررها الإرادة الشعبية الحرة، مع رفض قاطع لفرض أي حلول بقوة السلاح أو الأمر الواقع.

وعدّ أن اختزال القضية الجنوبية في تمثيل حصري أو تحركات عسكرية يسيء إلى عدالتها ويقوّض فرص الحل السياسي المستدام، ويلحق الضرر بأبناء الجنوب قبل غيرهم، لافتاً إلى أن هذا الموقف يتطابق مع ما أكدته المملكة العربية السعودية من أن القضية الجنوبية لا تُحل إلا عبر الحوار وفي إطار تسوية سياسية شاملة.

وحذّر رئيس مجلس القيادة الرئاسي من أن وجود ميليشيات لا تأتمر لأوامر الدولة يعرّض أولويات المجتمع الدولي ومصالحه في المنطقة للخطر، فضلاً عن تطلعات الشعب اليمني للأمن والاستقرار والعيش الكريم.

وأكد أن أي اضطراب في حضرموت والمهرة سينعكس مباشرة على تصدير النفط، ودفع المرتبات، ويعمّق الأزمة الإنسانية، ويقوّض الثقة مع مجتمع المانحين.

وتطرق الرئيس العليمي إلى الدور الإماراتي في التطورات الأخيرة، مؤكداً أن اليمن لا ينكر ما قدمته دولة الإمارات من أدوار ومساهمات في مراحل سابقة، لكنه شدد على أن المرحلة الراهنة تتطلب وضوحاً كاملاً، والنأي بالنفس عن دعم أي مكون خرج على آليات التوافق التي رعتها الإمارات نفسها ضمن تحالف دعم الشرعية. وقال إن أي ضغوط لدفع قوات محلية إلى تحركات عسكرية تشكل تهديداً للأمن القومي اليمني والسعودي، وتتعارض مع الأسس التي قام عليها التحالف.

وأضاف أن المطالبة بمغادرة القوات التي خرجت عن تلك الأسس «مطلب سيادي طبيعي»، لا يستهدف العلاقات الثنائية ولا ينكر التاريخ، بل يهدف إلى حماية فكرة التحالف ذاتها.

وفي ختام اللقاء، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدول الراعية للعملية السياسية إلى موقف دولي موحد وصريح يرفض الإجراءات الأحادية، ويدعم قرارات الدولة اليمنية وجهود التهدئة التي تقودها المملكة العربية السعودية، مع ممارسة ضغط سياسي وقانوني لتمكين الحكومة الشرعية من ممارسة سلطاتها الحصرية، وترجمة ذلك داخل مجلس الأمن والمحافل الدولية وفق القانون الدولي.

وختم الرئيس العليمي بالتأكيد على أن سقوط منطق الدولة في اليمن يعني غياب أي استقرار يمكن البناء عليه أو الاستثمار فيه، محذراً من تحويل اليمن إلى نموذج جديد لتفكك الدول، ومشدداً على أن الشعب اليمني يستحق فرصة حقيقية للسلام والحياة الكريمة.