قصف ريف إدلب الجنوبي بالمدفعية

قال عمال إنقاذ وسكان إن قوات النظام السوري قصفت ريف إدلب الجنوبي، أمس الأحد، حيث أوقفت هدنةٌ قبل أسبوعين هجوماً عنيفاً للجيش.
واستهدفت نيران المدفعية مدينة معرة النعمان والقرى القريبة في ريف إدلب الجنوبي على مدار اليومين الماضيين بعد أن قصفت طائرات حربية المنطقة يوم الخميس الماضي.
ونقلت «رويترز» عن مسؤول في المعارضة المسلحة، قوله، إن المقاتلين في حالة تأهب قصوى ودفعوا بتعزيزات للخطوط الأمامية. وقال ناجي مصطفى من «الجبهة الوطنية للتحرير» إن المعارضة ترد بشكل مباشر من خلال استهداف المواقع التي تنطلق منها القذائف.
والركن الشمالي الغربي من سوريا؛ بما في ذلك منطقة إدلب، هو آخر منطقة كبيرة لا تزال في قبضة المعارضة المسلحة في الحرب الدائرة منذ أكثر من 8 أعوام.
وشهدت إدلب هدوءاً في الضربات الجوية منذ أعلنت دمشق في 31 أغسطس (آب) الماضي وقفاً لإطلاق النار بعد 5 أشهر من القصف الذي قالت الأمم المتحدة إنه أودى بحياة المئات. وتقول حكومة الرئيس بشار الأسد وحليفتها الرئيسية موسكو، إنهما تردان على هجمات متشددين كانت تربطهم صلات بتنظيم «القاعدة».
ويستضيف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الرئيسين الروسي والإيراني غداً الاثنين. وستركز المحادثات على التوصل إلى هدنة في إدلب، وإحكام السيطرة على المتشددين هناك، ومنع تدفق موجة جديدة من اللاجئين إلى تركيا.
وفي أوائل أغسطس الماضي، انهار وقف آخر لإطلاق النار في غضون 3 أيام، وبعدها كثف الجيش هجومه وتقدم على طول طريق سريعة رئيسية.
ووصفت بثينة شعبان، وهي مستشارة كبيرة للأسد، وقف إطلاق النار هذا الشهر بأنه إجراء مؤقت يخدم استراتيجية «تحرير كل شبر» من الأراضي السورية.
وقال التلفزيون الحكومي السوري، أمس الأحد، إن القوات فتحت ممراً للسكان الراغبين في الخروج من مناطق المعارضة في إدلب باتجاه خطوط الجيش. واتهم المعارضة المسلحة بمنع الناس من المغادرة.
وقال «الدفاع المدني»، وهو منظمة إغاثة تعمل في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة، إن قصف المدفعية لقرى إدلب أسفر عن مقتل 7 أشخاص منذ يوم الجمعة الماضي.
وتوصلت أنقرة، التي تدعم بعض فصائل المعارضة المسلحة في شمال غربي سوريا، لاتفاق خفض التصعيد مع روسيا في عام 2017 بهدف الحد من القتال في إدلب. لكن ذلك الاتفاق لا يشمل المتشددين. وبموجب اتفاقات أبرمتها أنقرة مع روسيا وإيران، يحتفظ الجيش التركي أيضاً بنحو 12 موقعاً عسكرياً في إدلب، والتي وقعت على خط إطلاق النار خلال أحدث تقدم للجيش السوري.
إلى ذلك، أورد الإعلام الرسمي، أمس، أن آلاف السكان عادوا إلى بلداتهم التي استعادت قوات النظام السيطرة عليها بعد أن كانت خاضعة للفصائل الجهادية والمقاتلة في شمال غربي سوريا.
وشملت العودة إلى مناطق في جنوب محافظة إدلب وشمال محافظة حماة المجاورة «نحو 3 آلاف شخص، قادمين من مناطق سيطرة النظام في ريف حماة الشمالي والشرقي» بحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان».
وأشارت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) إلى أن «آلاف المواطنين يعودون إلى قرى وبلدات ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، المحررة من الإرهاب، عبر ممر صوران».
وتؤوي إدلب ومحيطها نحو 3 ملايين نسمة، نصفهم تقريباً من النازحين، وتسيطر عليها «هيئة تحرير الشام» كما تنتشر فيها فصائل معارضة وجهادية أقل نفوذاً.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.