مقتل 13 مدنياً بقصف للميليشيات على الحديدة

TT

مقتل 13 مدنياً بقصف للميليشيات على الحديدة

تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، ارتكاب مجازرها بحق المدنيين العُزل في الريف الجنوبي لمحافظة الحديدة الساحلية، حيث ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، من خلال القصف الهستيري على الأحياء السكنية، والقنص المستمر للمواطنين، وبينهم النساء والأطفال، بالتزامن مع القصف المستمر على أهالي مدينة تعز المحاصرة من قبل الانقلابين منذ 4 سنوات، وارتكاب مجازر وحشية بحق المدنيين.
وفي مجزرتين منفصلتين في محافظة الحديدة، قتل 11 مدنياً بقصف حوثي، الجمعة، في مديريات التحيتا وحيس، جنوب الحديدة، بينهم أطفال، إضافة إلى إصابة آخرين وصفت إصابتهم بالخطيرة.
ففي المجزرة الأولى التي ارتكبتها الميليشيات الانقلايبة في مدينة حيس، قتل طفلان، وأصيب 4 آخرون من أسرة واحدة، بقصف حوثي استهدف، الجمعة، منزل المواطنين.
وبحسب مصادر محلية، فإن «ميليشيات الحوثي الإرهابية، المدعومة إيرانياً، شنت قصفاً مدفعياً عنيفاً على منازل المواطنين في مديرية حيس». ووفقاً لما نقل عن مركز إعلام قوات ألوية العمالقة المرابطة في جبهة الساحل الغربي، فإن «الميليشيات أطلقت عدداً من القذائف المدفعية صوب قرية السبعة، جنوب حيس. وبشكل مباشر، طال القصف المنازل، وسقطت إحداها في منزل المواطن حسن عبد الله شحاح، وأدت إلى استشهاد اثنين من أطفاله: راكان حسن عبد الله شحاح (6 أعوام)، ومحمد حسن عبد الله شحاح (12 عاماً)، وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة، وهم: أبو بكر حسن عبد الله شحاح (8 أعوام)، ويونس حسن عبد الله شحاح (10 أعوام)، وأزهار حسن عبد الله شحاح (15 عاماً)، ومنال حسن عبد الله شحاح (4 أعوام)».
وفي مجزرة ثانية، قالت مصادر محلية بمديرية التحيتا إن «ميليشيات الحوثي قصفت، الجمعة، منازل المواطنين بقذائف المدفعية، وراح ضحية القصف الحوثي الهمجي 9 مواطنين، بينهم نساء وأطفال من أسرتين في منطقة المتينة، وإصابة اثنين آخرين بجروح خطيرة، في الجبلية بمديرية التحيتا».
وذكرت المصادر نفسها أن السكان «هرعوا إلى مكان المجزرة لنقل جثث الشهداء، ونقل الجرحى إلى المستشفى الميداني في الخوخة لتلقي الإسعافات الأولية، حيث قتل محمد علي شامي، وخميسة كليب حمادي، وأسماء يحيى فرج، وشوعية محمد عمر، وحميدة محمد عمر، وأحمد سالم مطري، و3 من أطفاله، فيما أصيب داؤود إبراهيم ناجي، وشيماء إبراهيم ناجي».
ومن جهته، قال المتحدث باسم عمليات تحرير الساحل الغربي، وضاح الدبيش، إن المجزرة التي ارتكبتها ميليشيا الحوثي بحق المدنيين في ريف الحديدة تأتي ضمن مسلسل الخروقات المستمرة، رغم سريان وقف إطلاق النار في مختلف جبهات المحافظة، وإن الميليشيا لا تعرف إلا لغة الدم، ولا تلتزم بأي عهود أو اتفاقات.
وجددت ميليشيات الحوثي، الموالية لإيران، السبت، سلسلة خروقاتها المتواصلة للهدنة الأممية لوقف إطلاق النار، حيث قصفت مواقع متفرقة تابعة للقوات المشتركة في مدينة الحديدة، وأطلقت نيران أسلحتها المدفعية والرشاشة بشكل مكثف عنيف على مواقع القوات المشتركة شرق مدينة الصالح.
وفي تعز، المحاصرة من قبل ميليشيات الانقلاب منذ أكثر من 4 سنوات، وسط المعارك المتقطعة التي تشهدها جبهات المدينة وريف المحافظة، وسط استماتة الجيش الوطني لاستكمال تحرير المحافظة من ميليشيات الانقلاب، الذي يقابله استماتة من الميليشيات الحوثية لاستعادة مواقع خسرتها في معاركها، قتل طفلان، الجمعة، إثر انفجار لغم حوثي شرق المدينة.
وقتل طفلان، وأصيب ثالث، من أسرة واحدة، مساء الجمعة، بقصف حوثي استهدف الأحياء السكنية في صالة، شرق تعز، بحسب ما أفاد به مصدر محلي لـ«الشرق الأوسط»، إذ قال إن «ميليشيات الحوثي شنت بقذائفها قصفاً على حي صالة، وقتل القصف الحوثي الطفلة سماء مروان طارش التميمي (7 أعوام)، وشقيقها تميم (4 أعوام)، فيما أصيب أخوهما الثالث عمرو الذي يرقد حالياً في العناية المركزة في مستشفى الثورة بتعز».
ويأتي ذلك في ظل استمرار الانقلابيين بقصفهم المستمر، بالمدفعية والدبابات، لأحياء مدينة تعز، وحصد أرواح المدنيين العُزل، وغالبيتهم من الأطفال، علاوة على قنص المواطنين.
وفي المقابل، أعلن مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان، وهو منظمة مجتمع مدني مقرها الرئيسي مدينة تعز، عن «إطلاقه حملة إلكترونية تندد بالقصف الممنهج للأحياء والقرى المكتظة بمحافظة تعز من قبل ميليشيا الحوثي الانقلابية».
وأوضح، في بيان له حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «هذه الحملة تأتي مواكبة لإطلاق المركز تقريراً نوعياً يرصد ما توصل له الفريق الحقوقي للمركز بالمحافظة من انتهاكات طالت مدنيين وممتلكات عامة وخاصة جراء القصف الكثيف واليومي الذي تشنه ميليشيا الحوثي من مواقع تمركزها المتعددة بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة منذ مارس (آذار) 2015 حتى يوليو (تموز) 2019».
وطالب المركز الحقوقي، وهو منظمة يمنية إقليمية حاصلة على الصفة الاستشارية بالأمم المتحدة، بـ«التحرك الدولي الجاد لوقف هذا القصف من أجل إنقاذ مئات الضحايا الذين يسقطون يومياً جراءه».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.