نتنياهو يتهم غريمه غانتس بتسريب تقرير التجسس على البيت الأبيض

TT

نتنياهو يتهم غريمه غانتس بتسريب تقرير التجسس على البيت الأبيض

اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المعارضة الممثلة في حزب «كاحول لافان» (أزرق أبيض)، منافسه الرئيسي في الانتخابات التي تجرى الثلاثاء المقبل، بتسريب معلومات حول زرع إسرائيل لأجهزة تجسس في محيط البيت الأبيض.
ونفى نتنياهو كل التقارير عن زرع أجهزة تجسس في الولايات المتحدة، واتهم مستشار الجنرال بيني غانتس، زعيم «أزرق أبيض»، بأنه وراء نشر هذه المعلومات «الكاذبة». ونشر نتنياهو شريط فيديو قال فيه إن حزب «أزرق أبيض» يقف وراء نشر هذه المعلومات «الكاذبة» حتى يؤثر على سير العملية الانتخابية.
وتجرى الانتخابات البرلمانية للكنيست الإسرائيلي، الثلاثاء المقبل، وسط منافسة شديدة بين «الليكود» الذي يتزعمه نتنياهو و«أزرق أبيض» الذي يتزعمه غانتس. وهاجم نتنياهو، غانتس، والرجل الثاني في الحزب يائير لابيد، قائلاً: «بالنسبة لهم، كل شيء مسموح، إنهم على استعداد لفعل أي شيء لكسب بضع أصوات في الانتخابات، حتى وإن كانت النتيجة لهذا الكنز الثمين هو المس بالعلاقات الإسرائيلية الأميركية، وعلاقاتي مع الرئيس الأميركي».
وأضاف: «سمعتم الخداع الذي يقول إن إسرائيل تحاول التجسس على البيت الأبيض. هذا كذبة تامة». وأضاف: «لكن مارك ليفين، المدير السابق للمدعي العام الأميركي قال إن التقرير يُناسب ألاعيب مستشار أوباما السابق يوئيل بننسون، الذي يعمل الآن مستشاراً للدعاية الانتخابية لغانتس ولابيد».
وفوراً رد لابيد على نتنياهو، قائلاً إنه أجرى مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، ودعم فيها نتنياهو في قضية التنصت. لكن «لقد اتهمنا اليوم بالمبادرة بالقضية. تجاهلوا أنه كذاب، ماذا عن بعض المسؤولية الوطنية؟ لقد فقد الرجل عقله».
والتلاسن بين نتنياهو وحزب «أزرق أبيض» جاء على خلفية التقرير الذي نشره موقع «بوليتيكو» الأميركي، الخميس الماضي، أكد فيه أن إسرائيل زرعت أجهزة تنصت على هواتف نقالة في منطقة البيت الأبيض، وذلك استناداً إلى أقوال ثلاثة مسؤولين أميركيين سابقين.
وتضمن التقرير شهادات للمسؤولين الأميركيين حول زرع إسرائيل أجهزة تجسس وتنصت مصغرة تعرف باسم «Sting Rays» بالقرب من البيت الأبيض ومواقع حساسة أخرى في جميع أنحاء واشنطن العاصمة. وقال التقرير إن الأجهزة الصغيرة، المعروفة باسم «Rays Sting»، تخدع الهواتف الخليوية للكشف عن مواقعها ومعلومات تمكن التعرف عليها من خلال محاكاة أبراج خلوية.
وقال مسؤول استخباراتي أميركي رفيع سابق، «كان من الواضح أن الإسرائيليين هم المسؤولون». ونفى نتنياهو صحة ما ورد في التقرير، وقال لقناة «سي إن إن»: «بالتأكيد لا. لدينا توجيهات، أنا وجهت بعدم جمع معلومات استخباراتية في الولايات المتحدة الأميركية، لا تجسس. هذا يتم تطبيقه بصرامة دون أي استثناءات»؛ ووصف ما نُشر بأنه «فبركة كاملة».
ثم أصدر ديوان رئيس الوزراء بياناً أكثر حدة من تصريح نتنياهو نفسه، قائلاً: «كذبة كبيرة، هناك التزام طويل الأمد، وتوجيه شامل من قبل الحكومة الإسرائيلية بعدم الانخراط في أي نشاط استخباري في الولايات المتحدة، هذا التوجيه يتم تنفيذه بحذافيره دون أي استثناء». وأضاف الديوان: «لدينا التزام منذ سنوات بعدم القيام بنشاط استخباراتي داخل الولايات المتحدة الأميركية». كما نفى وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ما ورد في التقرير، وقال إن إسرائيل لا تدير عمليات تجسس في الولايات المتحدة. البلدان يتشاركان بينهما معلومات استخبارية عديدة، ويعملان معاً لمنع تهديدات وتقوية أمن كلا البلدين.
وبعد ظهر الخميس، قال كاتب تقرير «بوليتيكو»، دانيال ليبمان، إنه متمسك بالتقرير، على الرغم من نفي الحكومة الإسرائيلية التام. لكن لتشاك فرايليتش، النائب السابق لمستشار الأمن القومي، أكد أنه تم اتخاذ قرار في إسرائيل في أعقاب فضيحة جوناثان بولارد بتجنب التجسس على الولايات المتحدة.
وفي عام 1985، تم اعتقال بولارد، الذي كان محلل استخبارات في البحرية الأميركية حينها، واتُهم بالتجسس لصالح جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد). وأقر بأنه مذنب بعد عام، وقضى 30 عاماً في السجن قبل إطلاق سراحه عام 2015. ولا يزال الحادث مصدر توتر بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية والأميركية. وعقب فرايليتش: «كان بولارد حالة شاذة، وبعده، تقرر ألا يحدث ذلك مرة أخرى».
وأكد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أنه لا يصدق تقريراً بأن إسرائيل على الأرجح هي المسؤولة عن وضع أجهزة تنصت في محيط البيت الأبيض للتنصت على مكالمات هواتف خليوية. وأضاف: «علاقتي مع إسرائيل عظيمة... أي شيء ممكن. لكنني لا أصدق ذلك».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».