أظهرت استطلاعات الرأي الانتخابية، التي أجريت في مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية، أن الكتلة التي يتزعمها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتضم أحزاب اليمين والأحزاب المتدينة، أقرب إلى الوصول للعدد المطلوب لمقاعد الكنيست، غير أن ذلك لم يحسم بعد.
ويتراوح مجمل المقاعد البرلمانية التي من المتوقع أن تحصل عليها الأحزاب المؤيدة لنتنياهو في الانتخابات الوشيكة بين 56 إلى 59 مقعداً.
ويحتاج أي ائتلاف إلى 61 نائباً من أصل 120، هو عدد نواب الكنيست، من أجل تشكيل حكومة في إسرائيل.
والأحزاب التي تتشكل منها كتلة اليمين هي: حزب الليكود بزعامة نتنياهو، وتمنحه الاستطلاعات ما بين 32 و30 مقعداً في الكنيست. يليه التشكيل السياسي الجديد «يمينا» بزعامة وزير القضاء السابقة شكيد، وتحصل وفقاً للاستطلاعات على ما بين 11 و9 مقاعد، يليهما حزب «المتدينين الغربيين» (يهدوت هتوراة)، وتمنحه الاستطلاعات ما بين 7 و8 مقاعد، يليه حزب «المتدينين الشرقيين»، ويتوقع أن يحصل على ما بين 8 و6 مقاعد برلمانية. وثمة حزب يميني متطرف يطلق عليه «عوتمساه يهوديت» (قوة يهودية)، بزعامة بن غفير، وهو يترنح حول نسبة الحسم، وفي حال تمكن من تخطيها فإنه سيحصل على 4 مقاعد برلمانية.
أما في الجهة المقابلة، فالمعارضة البرلمانية التي يصطلح على تسميتها «مركز - يسار»، والتي تضم أحزاباً تعارض نتنياهو، فتمنحها استطلاعات الرأي العديدة ما بين 52 إلى 54 مقعداً.
ويقف في مقدمة هذه القوى السياسية المعارضة تحالف «أزرق أبيض» بزعامة بيني غانتس، الذي يوصف بأنه «حزب الجنرالات»، ويضم وزير الأمن الإسرائيلي الأسبق، موشيه يعلون، وكذلك رئيس الأركان الأسبق، غابي أشكنازي، وينضم إليهم حزب «يش عتيد» برئاسة يائير لابيد. وهذا التحالف تتراوح نتائجه في الاستطلاعات الانتخابية ما بين 30 إلى 32 مقعداً.
وفي مقدمة الأحزاب التي تشكل «مركز - يسار» يأتي حزب «العمل + غيشر» بزعامة عمير بيرتس، ويحصد في الاستطلاعات الانتخابية ما بين 6 إلى 4 مقاعد.
ويأتي بعد ذلك تحالف «المعسكر الديمقراطي» الذي تشكل حديثاً، ويضم حزب «ميرتس» اليساري وحزب «إسرائيل ديمقراطية» الجديد، الذي أسسه إيهود براك. وتمنح استطلاعات الرأي الانتخابية لهذا التحالف ما بين 8 إلى 5 مقاعد في الانتخابات القريبة. ثم تأتي القائمة العربية «المشتركة»، برئاسة أيمن عودة، وتمنحها الاستطلاعات ما بين 12 و9 مقاعد برلمانية، وتعتبر القوة السياسية الثالثة في الكنيست، وفقاً لنتائج الاستطلاعات الانتخابية، وهي لا تعتبر جزءاً من حكومة مستقبلية يشكلها الائتلاف المعارض غير أنها من المعارضين لحكومة نتنياهو.
وتتشكل «المشتركة»، التي تعتبر ممثلة للأقلية العربية في إسرائيل، من أربعة تشكيلات سياسية، هي «الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة» برئاسة أيمن عودة، و«الحركة الموحدة» (الحركة الإسلامية الجنوبية) برئاسة عباس منصور، و«التجمع الوطني الديمقراطي» برئاسة مطانس شحادة، و«الحركة العربية للتغيير» برئاسة أحمد الطيبي.
وأخيراً هناك حزب «يسرائيل بيتينو» الذي يتزعمه أفيغدور ليبرمان، وهو يعارض بشدة تشكيل حكومة أقلية، سواء بزعامة نتنياهو، أو بزعامة بيني غانتس، ويطالب بتشكيل حكومة ائتلاف واسعة تضم كلا الجانبين («الليكود» و«أزرق أبيض») وحزبه، على أن يتناوب الحزبان على رئاسة الحكومة. وتتراوح نتائج الاستطلاعات بشأن حزب «يسرائيل بيتينو» بين 11 و9 مقاعد برلمانية، ويعتبر هذا الحزب بمثابة بيضة القبان التي لا تستطيع أي من الكتلتين تشكيل حكومة من دون دعم منه.
وتعيد هذه النتائج التذكير بجولة الانتخابات التي جرت في أبريل (نيسان) الماضي، وانتهت بحل الكنيست، وقرار إعادتها، لأن أي من «الليكود» و«أزرق أبيض» لم يستطعا حسم الكنيست. وفي الانتخابات السابقة حصل الحزبان على عدد مقاعد متساوٍ، ولم ينجح نتنياهو الذي حصل على مقاعد أكبر ضمن تحالف اليمين تشكيل حكومة.
ويتوقع مراقبون إمكانية إعادة الانتخابات للمرة الثالثة، مطلع العام المقبل، في حال فشلت أي من الكتلتين في تشكيل حكومة جديدة.
وقبل 3 أيام على الانتخابات، دعا رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إلى عقد اجتماع طارئ في وقت متأخر، أمس، مع رئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي حنان ملتسير، لضمان ما وصفه حزب الليكود بـ«عدم تكرار التلاعب بالانتخابات».
وقالت مصادر في الحزب إن هذه الدعوة وجهت في أعقاب الكشف عن نتائج خطيرة لتقرير نشره الصحافي كلمان ليفسكيند، في جريدة «معاريف»، نهاية الأسبوع الحالي، ويظهر أن الشرطة لم تراجع إلا اثنين من أعضاء لجنة الانتخابات الـ82 الذين أبلغوا بحدوث تزوير في الانتخابات الأخيرة.
وأشارت مصادر «الليكود»، كما نشرت هيئة البث الإسرائيلية، إلى أنه بسبب أعمال التزوير هذه، تمكن حزب «التجمع الوطني الديمقراطي» من تجاوز نسبة الحسم، فيما فقد «الليكود» مقعدين. وقالت المصادر ذاتها إنه لو تم فحص هذه الشكاوى حينها لما خاضت إسرائيل معركة انتخابية أخرى.
ويوجد جدل ومعركة في إسرائيل حول اتهامات «الليكود» للآخرين بالتزوير، وهي اتهامات يرى فيها المنافسون أنها تهدف إلى ردع المنافسين عن المشاركة، وتهيئة الرأي العام إلى إمكانية الطعن في أي نتائج، وعدم الإقرار بها.
وحمل رئيس قائمة «العمل» غيشر عمير بيرتس، بشدة، على طلب نتنياهو هذا، وقال إنه من الخزي والعار أن يصدر طلباً كهذا من مكتب رئاسة الوزراء.
استطلاعات الرأي تعطي تفوقاً لليكود... من دون حسم الانتخابات
استطلاعات الرأي تعطي تفوقاً لليكود... من دون حسم الانتخابات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة