نفى سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة المغربية والأمين العام لحزب «العدالة والتنمية»، وجود أي عرقلة للتعديل الحكومي المرتقب، واعتبر ما يروج بهذا الصدد مجرد أوهام. وأوضح العثماني، الذي كان يتحدث مساء أول من أمس في الاجتماع التأسيسي لـ«مؤسسة الدكتور عبد الكريم الخطيب للفكر والدراسات» التابعة لحزبه، قائلاً: «نحن نشتغل وليس هناك أي توقف، والحكومة تسير وفق المنهجية الضرورية، وستخرج في آجالها الموعودة بالطريقة السليمة، وما يروج إنما عبارة عن أوهام من قبل الذين يتمنون حدوث ذلك، مثلما توهم البعض قبل ذلك بانشقاق الحزب».
وأضاف العثماني أن حزبه «سيواصل عمله النضالي بكل ما يستطيع رغم الحملات الإعلامية الظالمة التي يتعرض لها باستمرار، ونعرف من يقف وراءها، وهي لن تؤثر فينا ولن تزيدنا إلا صلابة لمواصلة الرسالة التي بدأها الدكتور الخطيب». ودعا العثماني إلى الرفع من مستوى العمل السياسي، وحث الهيئات السياسية على «مراجعة طريقة عملها في اتجاه التنافس المنتج»، معتبراً أن «جزءاً أساسياً من مظاهر تطور الحياة السياسية للشعوب ورقي آلياتها الديمقراطية وتدبير التدافع السياسي بين مكوناتها، يرتبط بشكل كبير بحجم وقوة مراكز الدراسات والفكر».
في السياق ذاته، اعتبر العاهل المغربي الملك محمد السادس، أن إحداث هذه المؤسسة «مبادرة محمودة، أبينا إلا أن نزكيها، وأن نشملها برعايتنا السامية، تقديراً منا لهذا الوطني المجاهد والمقاوم الفذ الذي تحمل اسمه». ووصف الملك محمد السادس، الخطيب، في رسالة تلاها العثماني، بأنه «أحد القادة التاريخيين للمقاومة وجيش التحرير، المشهود لهم بخصال الوطنية الصادقة والنضال المستميت من أجل استقلال المغرب وحريته والدفاع عن مقدسات الأمة وثوابتها». واعتبر أن هذه المبادرة تندرج في إطار الدعوة التي سبق وأن وجهها بشأن «ضرورة توفر الأحزاب السياسية على مؤسسات علمية وفكرية موازية، تساهم في الرفع من مستوى الأداء الحزبي، ومن جودة التشريعات والسياسات العمومية».
ودعا الملك محمد السادس إلى جعل المؤسسة «فضاء لحفظ الذاكرة الوطنية، ولإشاعة القيم المغربية الأصيلة، دون تعصب أو مغالاة، وصلة وصل بين الأجيال المتعاقبة، ومنارة للفكر الرصين، والنقاش الجاد والمسؤول، في مختلف القضايا التي تهم الوطن والمواطنين». وحث أيضاً على جعل المؤسسة «مركزاً لتلاقح الأفكار البناءة، ولتأهيل الكفاءات والنخب السياسية، وإشاعة قيم الوطنية الحقة، التي ظل يجسدها المرحوم عبد الكريم الخطيب، والمتمثلة بالخصوص في الصدق والإخلاص والوفاء لثوابت الأمة ومقدساتها، والالتزام بخدمة المصالح العليا للبلاد، ووضعها فوق كل اعتبار».
واستعرض العثماني جانباً من سيرة الخطيب في مجال المقاومة وجيش التحرير، ومساهماته السياسية الغنية قبل وبعد الاستقلال، ومساندته لحركات التحرر الأفريقية، وأيضاً للشعوب العربية والإسلامية، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني. وأضاف أن إنشاء مؤسسة باسمه «ما هو إلا تقدير لهذه الشخصية الوطنية الفذة وإيلائها الاهتمام والعناية اللذين يليقان بها»، لافتاً إلى أن إحداث هذه المؤسسة، بتنسيق مع أسرته وثلة من رفاقه وأصدقائه، يأتي لإغناء الساحة السياسية وتوفير الكفاءات الحزبية القادرة على تدبير الشأن العمومي باقتدار وقيادة المشروعات الإصلاحية، خدمة لمصلحة الوطن والمواطنين.
يذكر أن الخطيب كان أحد مؤسسي «حزب الحركة الشعبية» عام 1959، إلا أنه انشق عنه وأسس في عام 1967 حزباً جديداً، هو حزب «الحركة الشعبية الدستورية». وفي عام 1992 سمح لأعضاء في حركة «الإصلاح والتجديد الإسلامية»، التي كانت تضم قيادات حزب «العدالة والتنمية» الحاليين، بالعمل السياسي في إطار حزبه، بعدما لم يتمكنوا من إنشاء حزب سياسي ذي توجه إسلامي. وفي نهاية عام 1998 تحوّل حزب «الحركة الشعبية الدستورية» إلى «العدالة والتنمية» بعد اندماجه مع حركة «الإصلاح والتجديد»، وانتخب الخطيب أميناً عاماً للحزب الجديد.
كان لافتاً غياب عبد الإله ابن كيران، الأمين العام السابق لحزب «العدالة والتنمية» ورئيس الحكومة السابق، عن حفل الإعلان عن أحداث هذه المؤسسة، وهو ما ربطه البعض بالخلاف المتفاقم بينه وبين القيادة الحالية لحزبه، فيما حضر نزار بركة الأمين العام لحزب «الاستقلال» المعارض، ومحند العنصر الأمين العام لحزب «الحركة الشعبية»، ونبيل بن عبد الله الأمين العام لحزب «التقدم والاشتراكية» وأمينه العام السابق مولاي إسماعيل العلوي الذي انتخب عضواً في المؤسسة. كما حضر وزراء من حزب «العدالة والتنمية».
وصوت الجمع العام بالأغلبية على القيادي والوزير لحسن الداودي، لشغل مهمة النائب الأول لسعد الدين العثماني رئيس المؤسسة، وعمر الخطيب نائباً ثانياً للرئيس. وصادق الجمع العام، بالأغلبية كذلك، على مولاي إسماعيل العلوي، وعبد الرحمن الكوهن، والبشير الفكيكي، وحسن الشرحبيلي، ورشيد المدور، ومصطفى الخلفي، وجميلة المصلي، وجميلة العماري، ليكونوا أعضاء في المؤسسة.
العثماني: لا وجود لأي عرقلة للتعديل الحكومي المرتقب
تلا رسالة ملكية تشيد بـ«مؤسسة عبد الكريم الخطيب»
العثماني: لا وجود لأي عرقلة للتعديل الحكومي المرتقب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة