أصبح المهندس خالد الفالح أول شخص يحصل على اسم وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية في تاريخ المملكة، حيث كان المنصب يقتصر على البترول والثروة المعدنية بينما كانت الصناعة منفصلة.
والفالح، الذي تخرج في جامعتي تكساس إيه آند إم والملك فهد للبترول والمعادن، هو أحد أبناء الجيل الثاني من «الأرامكاويين» (الاسم الذي يطلق على موظفي أرامكو السعودية)، ذلك أن والده عبد العزيز الفالح من الجيل الأول للسعوديين الذين عملوا في الشركة، وتقلد كثيراً من المناصب كان آخرها منصب نائب الرئيس لإمدادات المواد.
بدأ خالد الفالح مسيرته في الشركة والقطاع قبل 30 سنة، تنقل فيها بين كثير من وحدات الشركة ومشاريعها المشتركة في الداخل والخارج. وكان وما زال البحث عن الغاز الطبيعي وإنتاجه هو أهم خطوة في مسيرته المهنية في الشركة، حيث ارتبط اسم الفالح بالغاز بصورة كبيرة. وكانت البداية هي انضمامه إلى الفريق المسؤول عن مفاوضات امتيازات الغاز الطبيعي للشركات الأجنبية.
وانطلق الفالح بعدها حيث عيّن رئيس شركة الربع الخالي (سراك) التي كانت شراكة بين «توتال» الفرنسية و«رويال دتش شل» و«أرامكو» وقد أُسست عام 2003. وبعدها تنقل الفالح بين كثير من المناصب في «أرامكو» حتى أصبح الرئيس التنفيذي في عام 2009. ولعب الفالح دوراً كبيراً في التنسيق مع باقي المنتجين المستقلين خارج «أوبك» ضمن تحالف (أوبك+)، وهو ما يميز سياسة الفالح داخل «أوبك» عن الوزراء الذين سبقوه.
المهندس علي النعيمي
من الأشخاص القلائل الذين لا يحتاجون لتعريف هو وزير البترول والثروة المعدنية الأسبق علي بن إبراهيم النعيمي الذي أعفي من منصبه وعيّن مستشاراً في الديوان الملكي، بحسب أمر ملكي.
بدأ النعيمي حياته المهنية في قطاع النفط قبل ما يزيد على 60 سنة، عندما دخل شركة أرامكو وهو يبلغ من العمر نحو 12 سنة تقريباً، وتقاعد وهو في سن الرابعة والثمانين تقريباً، ليكمل بذلك أكثر من 7 عقود وهو يعمل في قطاع النفط.
والواقع أن أحداً ما كان يتصور أن النعيمي ذلك الطفل القادم من أسرة بدوية تعيش في بر الراكة، والذي بدأ تعليمه في «أرامكو»، سيصبح يوماً من الأيام أول رئيس سعودي للشركة بعدما تحوّلت ملكيتها للمملكة وأصبح اسمها «أرامكو السعودية». تخرج النعيمي في جامعتي ليهاي وستانفورد الأميركيتين ببكالوريوس وماجستير في الجيولوجيا، وأكمل 21 سنة له وزيراً للبترول، خاض فيها كثيراً من التحديات وتمكن من قهر كثير منها. وكان أحد اللاعبين المهمين في وضع السياسة البترولية كونه أحد أعضاء المجلس الأعلى للبترول الذي تم حله واستبدال المجلس الأعلى لشركة أرامكو السعودية به، والذي كان النعيمي عضواً فيه.
وكان النعيمي يترأس مجلس إدارة شركة أرامكو منذ أصبح وزيراً حتى خروجه من المجلس، عندما تم تعيين وزير الطاقة والصناعة خالد الفالح رئيساً للمجلس.
والنعيمي لديه محطات كبيرة ومهمة جداً؛ فهو أول وزير سعودي يتمكن من التنسيق مع الدول خارج «أوبك» لإنقاذ السوق في عام 2000، وكان شخصاً هادئاً ومفاوضاً بارعاً استطاع نقل اجتماعات «أوبك» من جدل سياسي عقيم إلى اجتماعات فاعلة مختصرة. وتمكن ببراعة من إبعاد «أوبك» عن الحساسيات السياسية بين الدول الأعضاء وأسس صورة مختلفة عن «أوبك» بجعلها منظمة قائمة على التوجهات الاقتصادية لا السياسية.