«الإصلاح» اليمني يدعو لحكومة مصغرة ومؤتمر لمكافحة الإرهاب

رفض عملية الإقصاء وندد بمساعي «شيطنة» الحزب من قبل خصومه

TT

«الإصلاح» اليمني يدعو لحكومة مصغرة ومؤتمر لمكافحة الإرهاب

دعا حزب التجمع اليمني للإصلاح إلى تشكيل حكومة مصغرة من مختلف القوى السياسية، كما دعا إلى عقد مؤتمر وطني لمكافحة التطرف والإرهاب، مشددا على ضرورة استمرار المواجهة مع الميليشيات الحوثية وصولا إلى إنهاء الانقلاب.
وجاءت تصريحات الحزب - وهو صاحب ثاني أكبر كتلة في البرلمان اليمني على لسان رئيسه محمد اليدومي الذي يشغل أيضا منصب مستشار الرئيس عبد ربه منصور هادي - بمناسبة الذكرى 29 لتأسيس الحزب.
وقال اليدومي في خطابه الذي بث مساء الخميس على قناة «سهيل» إنه يدعو إلى «تشكيل حكومة مصغرة يتم اختيارُ أعضائها على قاعدة الشراكة والتوافق الوطني وفق الاختصاص والكفاءة والنزاهة لإدارة المرحلة التي نصت عليها المبادرة الخليجية وآليتُها التنفيذية وبذل المزيد من الجهود لإصلاح الاختلالات في مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية».
وطالب اليدومي بضرورة إفساح المجال السياسي أمام كل مواطني اليمن والكف عن سياسة ادعاء التمثيل لهم أو التحدث باسمهم أو فرض خيارات محسومة سلفاً عليهم مما يعيد إنتاج وتكرار مآسي الماضي التي قال إنها «جعلت الوطن شعاراً فيما المواطنُ يعيش ظروف القهر والاستعباد».
وحذر رئيس الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح من محاولات تقويض منظومة الحقوق السياسية أو ممارسة الإقصاء أو إجبار المواطنين على تبني خيارات مفروضة قسراً أو منعهم حقهم الطبيعي في المشاركة السياسية.
واعتبر أن مخالفة ذلك يعد «انقلابا كارثيا على مكتسبات اليمنيين وموروثهم النضالي الذي يفاخرون به، ونكوصا على كل قيم الحرية ومبادئ الديمقراطية، وعودة لعصور الهيمنة الفردية والقروية والمناطقية والمذهبية والسلالية البغيضة، التي كافح ضدها الشعب كثيرا، ولن يتقبل فرضها عليه مجددا من أي طرف كان وتحت أي اسم يكون». بحسب تعبيره.
ورفض اليدومي مساعي خصوم الحزب لشيطنته، ورميه بتهم الإرهاب، وقال إنه يؤكد «الموقف المبدئي والثابت للحزب الرافض لكل صنوف التطرف والإرهاب بكل أساليبه وأشكاله وأسمائه، وعلى منهج (الإصلاح) الوسطي الذي اختطه منذ تأسيسه».
وأشار إلى أن الحزب يرفض ويدين «حملات الاستهداف والشيطنة التي يتعرض لها في أكثر نقاطه قوة»، وقال: «قد رأينا كيف يتم تحويل مواقفه الوطنية الأكثر إخلاصً وتضحية، لموضوع ابتزاز، ومنها موضوع دعمه للشرعية».
وأضاف: «فعادة ما يحاولُ البعضُ قلب الحقائق، والنظرَ لموقفه (الحزب) الوطني الثابت ودعمه القوي للشرعية، كما لو أنه تمسكٌ بمكاسب خاصة، وهنا تكمن مشكلة من يُقيّمون المواقف بمنظار المصالح الحزبية الضيقة ويسارعون للربط بين المواقف الوطنية والمكاسب الحزبية، بحيث يرون أن أي موقف وطني صلب لا بد أن خلفه مصلحة خاصة».
وتابع اليدومي بالقول: «عملنا وسنظل نعمل في التجمع اليمني للإصلاح على توحيد الجبهة الوطنية وتمتين بنيتها بالقدر الذي يمكنها من تنفيذ مهامها التاريخية المتعلقة بفرض الاستقرار وبناء حالة سلام حقيقي ومستدام وإعادة بناء الدولة على أسس وطنية تمثل المواطن وتخدمه دون أن تسقط في المحاصصات على أسس مناطقية أو جهوية أو مذهبية».
ودعا في خطابه إلى «المراجعة والوقوف أمام الاختلالات التي تسببت في تأخير الحسم العسكري»، وقال: «نثق في قدرة المملكة العربية السعودية على احتواء تبعات التمرد في العاصمة المؤقتة عدن وضمان عودة الدولة بجميع مؤسساتها لتمارسَ نشاطها بشكل كامل وغير منقوص».
وحض رئيس حزب «الإصلاح» أعضاء الحزب وناشطيه على التسامح، وقال: «علينا أن نسمو على الجراح ونضمدَها في سبيل الوطن، ونتمثل قيم التسامح وروح الحوار والانفتاح على جميع شركاء العمل السياسي والوطني والنضالي، وعلينا تجاوز الماضي بسلبياته كافة، وإشاعة ثقافة التعاون والتكاتف والمحبة والتعايش السلمي والحفاظ على السلم الاجتماعي واللحمة الوطنية».
وأكد اليدومي على أهمية «العمل المشترك من أجل تعزيز وتقوية مؤسسات الدولة في المناطق المحررة، وتجسيد قيم الشراكة وتمتين عرى الوحدة الوطنية وتعزيز الاستقرار في البلاد». داعيا «جميع الإصلاحيين للابتعاد عن المهاترات الإعلامية وتجاوز الإساءات والتعالي على الذات والدفع بالتي هي أحسن، والعمل بتجرد من أجل اليمن الكبير لأن كلَ هذا سيكون سداً منيعاً أمام مشاريع التمزيق». بحسب تعبيره.
وشدد على استمرار الحزب في دعم «القيادة الشرعية للبلاد متمثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي ومع أشقائه في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية».
وأضاف: «سيظل الإصلاح الممتد والفاعل والحاضر من صعدة حتى عدن ومن المهرة حتى الحديدة يؤدي دوره في صفوف الجماهير والمقاومة داعماً للجيش الوطني حتى استعادة اليمن عافيته مما لحق به من المشروع الإيراني ومشاريع التجزئة للبلد معرضاً عن كل صنوف التضليل وبث الإشاعات واحتراف الأكاذيب».
وجدد اليدومي موقف الحزب من مساعي السلام. وقال: «نؤكد على موقفنا المبدئي الداعم للسلام الشامل والدائم المستندِ إلى المرجعياتِ الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني الشاملِ والقرارات الدولية وفي مقدمها قرار مجلس الأمن 2216».
واتهم رئيس حزب «الإصلاح» المجتمع الدولي بالتساهل أمام «تعنت الميليشيات الحوثية التي قال إنها اختارت الحرب وتصر على استمرارها وبالتالي استمرار معاناة الشعب».
وتابع بالقول: «لقد ظهر المجتمعُ الدولي متساهلاً أمام رفض الانقلابيين تنفيذ القرارات الدولية». معتبرا أن فشل اتفاق السويد دليل لا لبس فيه على هذا التساهل الدولي، وإثبات قطعي أن الحوثي لا يرغب في السلام.
وطالب اليدومي بـ«ضرورة بناء الجيش والأمن على أسس وطنية تتجاوز المشكلات السابقة والمآلات الناتجة عنها، ووفق قوانين الخدمة في المؤسستين العسكرية والأمنية ومخرجات الحوار الوطني وبما يضمن قيام هاتين المؤسستين بواجبهما الدستوري والقانوني».
وأكد أن حزبه يرفض «قيام أي أجهزة أو تشكيلات عسكرية وأمنية موازية»، ويدعو إلى «استعادة ثقة المواطنين بالمؤسستين العسكرية والأمنية».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.