الهلال يبرم اتفاقية مع «شريك إبداعي»

فهد بن نافل وعمرو أبو عنق وعدد من لاعبي الهلال في لقطة جماعية بعد توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
فهد بن نافل وعمرو أبو عنق وعدد من لاعبي الهلال في لقطة جماعية بعد توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
TT

الهلال يبرم اتفاقية مع «شريك إبداعي»

فهد بن نافل وعمرو أبو عنق وعدد من لاعبي الهلال في لقطة جماعية بعد توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)
فهد بن نافل وعمرو أبو عنق وعدد من لاعبي الهلال في لقطة جماعية بعد توقيع الاتفاقية (الشرق الأوسط)

أبرم نادي الهلال برئاسة فهد بن نافل اتفاقية شراكة مع وكالة XELEMENT لتصبح بموجبها الشريك الإبداعي للنادي، حيث وقّع «بن نافل» مع المدير التنفيذي للوكالة «عمرو أبو عنق» اتفاقية الشراكة؛ وسط حضور أعضاء مجلس إدارة النادي، وعدد من كبار التنفيذين في الوكالة، وذلك في قاعة كبار الشخصيات في استاد جامعة الملك سعود.
وستصبح الوكالة بموجب الاتفاقية «الشريك الإبداعي الرسمي» المسؤول عن تطوير الهوية البصرية للنادي، إضافة إلى الإسهام في تطوير الأعمال الإبداعية، وخلق وتطوير استراتيجيات تسويقية من شأنها تنمية العلامة التجارية الخاصة بالهلال وتكوين البنية الإعلانية للمنصات الرقمية والتسويق لها وعمليات بيعها، كما ستنال بموجب الاتفاقية كثيرا من المزايا والحقوق التي تشمل الفعاليات والحملات التسويقية.
من جانبه، عبّر «بن نافل» عن سعادته بتوقيع النادي اتفاقية الشراكة مع إحدى كبريات الشركات المتميّزة في مجالها، مشيرا إلى أن هذه الشراكة تأتي في إطار سعي مجلس الإدارة للارتقاء بالجوانب الاستثمارية للنادي، وزيادة مداخيل النادي عبر إبرام كثير من العقود الاستثمارية، التي تسهم في تحقيق الأهداف المرجوة على الأصعدة كافة، متمنيا أن تحقق الاتفاقية ما يعود بالنفع على الطرفين.
من جهته، أوضح أبو عنق أن هذه الشراكة هي أولى الخطوات؛ لتحقيق أهداف كبيرة ومحورية تسعى لها إدارة الهلال ليتميز كعادته بالريادة في كل ما يتعلق بالإنجازات في صناعة الرياضة في المملكة، مشيرًا إلى أنّ أهداف نادي الهلال تتوافق مع قدرات وخبرات الوكالة، من خلال العمل على استراتيجيات تسويقية من شأنها توسيع القاعدة الجماهيرية على مستوى العالم، وقال: «نعمل مع نادي الهلال على أن نكون عاملاً رئيسياً في تحقيق أحد أهداف رؤية الوطن عبر هذه الشراكة»، مختتما حديثه بأمنياته أن تحقّق هذه الشراكة الأهداف المرجوة للطرفين.
من جانب آخر، أكمل فريق الهلال تحضيراته قبل مواجهة نظيرة الفيحاء مساء اليوم في الجولة الثالثة من دوري كاس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين السعودي، واعتمد المدرب الروماني رازفان القائمة الأساسية، والتي سيتقدمها المحترف الكولومبي جوستافو كويلار والذي سيسجل إطلالته الرسمية الأولى مع الهلال.
وأبدى اللاعب جاهزية فنية ولياقية كاملة وهو الذي تدرب مع الفريق لعشرة أيام فيما سيتخلف عن المباراة البيروفي أندري كاريلو لوصوله متأخراً بسبب ارتباطه مع منتخب بلاده، حيث سيتم تحضيره لمواجهة الاتحاد الثلاثاء المقبل في إياب ربع نهائي من دوري أبطال آسيا.
وينتظر أن يمثل الفريق عبد الله المعيوف وعلي البليهي وجانغ هيون سو وياسر الشهراني وحسن كادش وكويلار وسلمان الفرج وسالم الدوسري وكارلوس إدواردو وهتان باهبري وغوميز.
من جانب آخر، أكد عبد الله أبانمي نادي الفيحاء جاهزية فريقه الفنية والمعنوية لمواجهة فريق الهلال اليوم.
وقال أبانمي: «خلال فترة التوقف خضنا مباراة ودية مع فريق الشباب خرجنا منها بالتعادل الإيجابي 1 - 1 ورسم المدرب التكتيك المناسب لهذه المواجهة بعد الوقوف على جاهزية اللاعبين اللياقية والفنية بعدما قدموا أداء جيدا خلال مشوارهم في الدوري، أضف إلى ذلك أن العناصر الأجنبية سيكون لها دور كبير في دعم الفريق في مباراة اليوم، وجميع اللاعبين جاهزون لهذه المباراة ولا توجد ولله الحمد أي إصابات».
وقال: «ندرك قوة الفريق الهلالي وما يملكه من نجوم وخبرة والمدرب وضع خطة للحد من خطورة لاعبيه، خصوصا أن الفريق الهلالي يتميز بقوة هجومه، وبالتالي علينا عدم المبالغة في الهجوم وتعزيز خط الدفاع والوسط والاعتماد على الهجمات المرتدة».
وزاد: «ندرك أهمية المباراة وصعوبتها لكونك تلعب أمام فريق جماهيري وصاحب بطولات وينافس على اللقب ولكن هذا سيزيدنا إصراراً ورغبة في تقديم كل ما لدينا والهلال سيلعب على أرضه وبين جماهيره ولن تشكل علينا أي ضغوط بل بالعكس حضور الجماهير سينعكس إيجابياً على اللاعبين لمضاعفة جهودهم داخل الملعب».
وواصل: «في هذا الموسم كان المستوى الفني بين أندية دوري المحترفين متقاربا إلى حد كبير وكل فريق يسعى لتقديم كل ما لديه من مستوى وإمكانيات من أجل حصد النقاط وفريقنا حالياً في وضع جيد بعد حصولنا على أربع نقاط من مباراتين، وهذا سيكون دافعا للجهاز الفني واللاعبين لرفع معنوياتهم».
وقال أبانمي: «لن تتكرر نتيجة الموسم الماضي في المجمعة بعد أن خسرنا من الهلال بنتيجة 5 – 0، فالآن أصبح الطموح كبيرا ونتطلع للوصول إلى مراكز متقدمة في الوسط والابتعاد عن مراكز المؤخرة والهبوط، وخلال اجتماعي مع الجهاز الفني وجدت أن العمل يسير في الطريق الصحيح والمدرب أبلغني أنه يثق بقدرات اللاعبين وقادر على خلق الانسجام وتوظيف قدراتهم، ولا يحتاج إلى التغيير ومع مرور الوقت سيكون حال الفريق أفضل، فالدوري يحتاج إلى عمل جبار وهذا لن يأتي إلا من خلال تكاتف الجميع، وإدارة النادي عموما تسعى دائما للوقوف مع اللاعبين وتوفير جميع متطلباتهم كالمستحقات والرواتب حيث يتم صرفها أولا بأول».
وأردف أبانمي: «سلمنا اللاعبين رواتب شهر يوليو (تموز) بتكلفة ما يقارب ثلاثة ملايين ورواتب شهر أغسطس (آب) جاهزة وننتظر نهاية الشهر لتسليمها ولم نتأخر يوماً واحداً خصوصاً بعد الدعم المالي الكبير الذي قدمته هيئة الرياضة للأندية».
من جهة أخرى، أجرى الفريق مرانه الأخير على ملعب نادي الشباب وركز المدير الفني خورخي سيماو على كثير من الجمل التكتيكية، فيما أجرى لاعبو خط الدفاع تمارين فنية تكتيكية برفقة مساعد المدرب جيلبيرتو أندرادي، كما أجرى لاعبو خط الهجوم تدريبات تكتيكية في بناء الهجمات والتسديد على المرمى بعدها أجرى المدرب مناورة على كامل الملعب بمشاركة جميع اللاعبين، بمن فيهم حارس المرمى الأردني عامر شفيع بعد فراغه من المشاركة مع منتخب بلاده.


مقالات ذات صلة

مدربو الدوري السعودي: 8 «مغادرون»... و6 «صامدون» لموسم آخر

رياضة سعودية كاسترو أضاف نقلة نوعية للأداء الفني في النصر (تصوير: يزيد السمراني)

مدربو الدوري السعودي: 8 «مغادرون»... و6 «صامدون» لموسم آخر

شهد الدوري السعودي للمحترفين، في نسخته الأخيرة، منافسة ملتهبة وارتفاعاً ملحوظاً في مستوى الأداء، وذلك بفضل الأسماء العالمية اللامعة التي استقطبتها الأندية، والت

فارس الفزي (الرياض)
رياضة سعودية وزارة الرياضة أعلنت أسماء الأندية التي ستخضع للتخصيص (الشرق الأوسط)

«الرياضة السعودية» تكشف رسمياً عن تخصيص 14 نادياً رياضياً

أعلنت وزارة الرياضة، اليوم الأربعاء البدء في المرحلة الثانية من المسار الثاني في مشروع الاستثمار والتخصيص للأندية الرياضية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية علي هزازي لحظة التجديد للاتفاق حتى عام 2027 (نادي الاتفاق)

مالكي الهلال «اتفاقي»... وانتقال علي هزازي للأهلي مشروط بـ35 مليون ريال

أبلغت مصادر مطلعة «الشرق الأوسط» أن إدارة نادي الاتفاق اتفقت مع لاعب ارتكاز الهلال عبد الإله المالكي للعب مع الفريق في الموسم الكروي الجديد

«الشرق الأوسط» (الرياض)
رياضة سعودية جماهير العروبة تميزت بحضورها القوي خلف ناديها طوال مسيرته (نادي العروبة)

العروبة «غصن الزيتون» يعيش فرحة الصعود... والتخصيص

في شمال السعودية وتحديداً على أرض الحلوتين «الماء والتمر» والمعروفة بمنطقة الجوف يقع نادي العروبة الذي ابتهج عشاقه مؤخراً بخبر التخصيص.

فهد العيسى (الرياض )
رياضة سعودية فريق الأخدود نجح في البقاء موسماً آخر بين الكبار (تصوير: عدنان مهدلي)

الأخدود... مصنع النجوم لاستكمال مشواره الطموح بـ«التخصيص»

تأسس نادي الأخدود الرياضي بقرار من «الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير فيصل بن فهد» عام 1396 وكان أول مجلس إدارة له برئاسة الأمير سلطان بن أحمد السديري.

علي الكليب (نجران)

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
TT

بعد فرارها من «طالبان»... أفغانية سترقص مع فريق اللاجئين في «أولمبياد باريس»

 الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)
الافغانية مانيزها تالاش في فريق اللاجئين في اولمبياد باريس (حسابها الشخصي-انستغرام)

حققت الأفغانية مانيزها تالاش حلمها بالأداء خلال مسابقات «أولمبياد باريس 2024» المقامة في العاصمة الفرنسية، ضمن فريق اللاجئين، بعد هروبها من قبضة «طالبان».

وترقص تالاش (21 عاماً) «بريك دانس»، وكانت أول راقصة معروفة في موطنها الأصلي (أفغانستان)، لكنها فرَّت من البلاد بعد عودة «طالبان» إلى السلطة في عام 2021. ومع ظهور رقص «البريك دانس» لأول مرة في الألعاب الأولمبية في باريس، ستصعد تالاش إلى المسرح العالمي لتؤدي ما هي شغوفة به.

وتقول تالاش في مقابلة أُجريت معها باللغة الإسبانية: «أنا أفعل ذلك من أجلي، من أجل حياتي. أفعل ذلك للتعبير عن نفسي، ولأنسى كل ما يحدث إذا كنت بحاجة إلى ذلك»، وفقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

ترقص تالاش «بريك دانس» وهي في عمر السابعة عشرة (حسابها الشخصي - إنستغرام)

شبح «طالبان»

يرفض العديد من الأفغان المحافظين الرقص، وفكرة مشاركة النساء محظورة بشكل خاص. وفي ظل حكم «طالبان»، مُنعت النساء الأفغانيات فعلياً من ممارسة العديد من الأنشطة الرياضية. منذ عودة الجماعة إلى السلطة قبل 3 سنوات، أغلقت الحكومة مدارس البنات، وقمعت التعبير الثقافي والفني، وفرضت قيوداً على السفر على النساء، وحدَّت من وصولهن إلى المتنزهات وصالات الألعاب الرياضية.

مقاتل من «طالبان» يحرس نساء خلال تلقي الحصص الغذائية التي توزعها مجموعة مساعدات إنسانية في كابل (أ.ب)

وقال تقرير للأمم المتحدة عن حقوق الإنسان هذا العام إن «عدم احترام (طالبان) للحقوق الأساسية للنساء والفتيات لا مثيل له في العالم». منذ اليوم الذي بدأت فيه تالاش الرقص، قبل 4 سنوات، واجهت العديد من الانتقادات والتهديدات من أفراد المجتمع والجيران وبعض أفراد الأسرة. وقالت إنها علمت بأنها إذا أرادت الاستمرار في الرقص، فليس لديها خيار إلا الهروب، وقالت: «كنت بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة».

فريق اللاجئين

سيضم الفريق الذي ظهر لأول مرة في ألعاب «ريو دي جانيرو 2016»، هذا العام، 36 رياضياً من 11 دولة مختلفة، 5 منهم في الأصل من أفغانستان. وسيتنافسون تحت عَلَم خاص يحتوي على شعار بقلب محاط بأسهم، للإشارة إلى «التجربة المشتركة لرحلاتهم»، وستبدأ الأولمبياد من 26 يوليو (تموز) الحالي إلى 11 أغسطس (آب). بالنسبة لتالاش، التي هاجرت إلى إسبانيا، تمثل هذه الألعاب الأولمبية فرصة للرقص بحرية، لتكون بمثابة رمز الأمل للفتيات والنساء في أفغانستان، ولإرسال رسالة أوسع إلى بقية العالم.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

وفي فبراير (شباط) الماضي، تدخلت صديقة أميركية لتالاش، تُدعي جواركو، بالتقديم إلى عناوين البريد الإلكتروني الأولمبي لمشاركة الفتاة الأفغانية، وفي اليوم التالي، تلقت رداً واحداً من مدير فريق اللاجئين الأولمبي، غونزالو باريو. وكان قد تم إعداد فريق اللاجئين المتوجّه إلى باريس، لكن المسؤولين الأولمبيين تأثروا بقصة تالاش وسارعوا إلى تنسيق الموارد. وافقت اللجنة الأولمبية الإسبانية على الإشراف على تدريبها، وكان المدربون في مدريد حريصين على التطوع بوقتهم.

وقال ديفيد فينتو، المدير الفني للمنتخب الإسباني: «شعرت بأنه يتعين علينا بذل كل ما في وسعنا. في شهر مارس (آذار)، حصلت تالاش على منحة دراسية، مما سمح لها بالانتقال إلى مدريد والتركيز على الاستراحة. وبعد بضعة أسابيع فقط، وصلت الأخبار بأنها ستتنافس في الألعاب الأولمبية». يتذكر جواركو: «لقد انفجرت في البكاء، وكانت تبتسم».

وقالت تالاش: "كنت أبكي بدموع الفرح والخوف".وجزء من مهمة الألعاب الأولمبية المعلنة هو "دعم تعزيز المرأة في الرياضة على جميع المستويات" وتشجيع "مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة". ولهذا السبب، كانت العلاقة بين الحركة الأولمبية وأفغانستان مشحونة منذ فترة طويلة. وقامت اللجنة الأولمبية الدولية بتعليق عمل اللجنة الأولمبية في البلاد في عام 1999، وتم منع أفغانستان من المشاركة في دورة الألعاب الأولمبية في سيدني.

شغفها حقق هدفها

لم يغِب عن تالاش أن موسيقى «البريك» و«الهيب هوب»، المحظورة في موطنها، أعطتها هدفاً لحياتها، وساعدت أيضاً في إنقاذ عائلتها. وقالت: «هذا أكبر بكثير من أي حلم حلمت به من قبل أو حتى يمكن أن أفكر فيه»، مضيفة: «إذا قالت (طالبان) إنها ستغادر في الصباح، فسوف أعود إلى منزلي بعد الظهر».

ويحكي جواد سيزداه، صديق تالاش وزعيم مجتمع «الهيب هوب» في كابل: «إذا سألت الأجانب عن أفغانستان، فإن الشيء الوحيد الذي يتخيلونه هو الحرب والبنادق والمباني القديمة. لكن لا، أفغانستان ليست كذلك». وأضاف: «أفغانستان هي تالاش التي لا تنكسر. أفغانستان هي التي أقدم فيها بموسيقى الراب، ليست الحرب في أفغانستان وحدها».

وعندما كانت تالاش في السابعة عشرة من عمرها، عثرت على مقطع فيديو على «فيسبوك» لشاب يرقص «بريك دانس» ويدور على رأسه، في مشهد لم يسبق لها أن رأت شيئاً مثله. وقالت: «في البداية، اعتقدت أنه من غير القانوني القيام بهذا النوع من الأشياء». ثم بدأت تالاش بمشاهدة المزيد من مقاطع الفيديو، وأصابها الذهول من قلة الراقصات. وأوضحت: «قلتُ على الفور: سأفعل ذلك. أنا سوف أتعلم».

وقامت بالتواصل مع الشاب الموجود في الفيديو (صديقها سيزداه) الذي شجعها على زيارة النادي المحلي الذي تدرب فيه، والذي كانت لديه محاولة لتنمية مجتمع «الهيب هوب» في كابل، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي لدعوة جميع الأعمار والأجناس للرقص وموسيقى الراب. كان هناك 55 فتى يتدربون هناك. كانت تالاش الفتاة الأولى.

وقال سيزداه (25 عاماً): «إذا رقص صبي، فهذا أمر سيئ في أفغانستان وكابل. وعندما ترقص فتاة، يكون الأمر أسوأ. إنه أمر خطير جداً. رقص الفتاة أمر غير مقبول في هذا المجتمع. لا توجد إمكانية لذلك.

انتقلت إلى العيش في إسبانيا بعد هروبها من موطنها الأصلي (حسابها الشخصي - إنستغرام)

كنا نحاول أن نجعل الأمر طبيعياً، لكنه كان صعباً للغاية. لا يمكننا أن نفعل ذلك في الشارع. لا يمكننا أن نفعل ذلك، كما تعلمون، في مكان عام»، وفقا لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».

كانت تالاش أول فتاة تنضم إلى نادي الرقص «Superiors Crew» في كابل.

تهديدات بالقتل

بعد استيلاء «طالبان» على السلطة، فرَّ أعضاء النادي إلى باكستان. وفي أحد الأحداث الجماعية الأولى للفريق في النادي الصغير، انفجرت سيارة مفخخة في مكان قريب. ووقعت إصابات في الشارع، لكن الراقصين بالداخل لم يُصابوا بأذى. ومع انتشار أخبار بأن تالاش كانت ترقص، بدأت تتلقى تهديدات بالقتل.

مقاتل من «طالبان» يقف في الحراسة بينما تمر امرأة في العاصمة كابل يوم 26 ديسمبر 2022... وشجب مفوض حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة القيود المزدادة على حقوق المرأة بأفغانستان (أ.ب)

كان من المفترض أن يكون النادي مكاناً آمناً، ولكن في أحد الأيام دخل رجل مدعياً أنه راقص يريد التعلم. وبدا مريباً لباقي الأعضاء، ووفقاً لتالاش وسيزداه، سرعان ما داهمت قوات إنفاذ القانون النادي، وألقت القبض على الرجل الذي كان يحمل قنبلة. قال سيزده: «إنهم قالوا إنه عضو في (داعش). لقد أراد فقط أن يفجِّر نفسه».

رحلة الهروب للنجاة!

وبعد بضعة أشهر من الواقعة، غادرت قوات «حلف شمال الأطلسي» والجيش الأميركي أفغانستان، وعادت «طالبان» إلى السلطة في 2021، وقال سيزداه إن مالك العقار اتصل به وحذره من العودة، وإن الناس كانوا يبحثون عن أعضاء الفريق، وقال سيزداه: «هناك أسباب كثيرة» للمغادرة. «الأول هو إنقاذ حياتك».

وقام العشرات من أعضاء نادي «الهيب هوب» بتجميع ما في وسعهم وتحميلهم في 3 سيارات متجهة إلى باكستان. أخذت تالاش شقيقها البالغ من العمر 12 عاماً، وودعت والدتها وأختها الصغرى وأخاً آخر.

وقالت تالاش: «لم أكن خائفة، لكنني أدركت أنني بحاجة إلى المغادرة وعدم العودة. كان هذا مهماً بالنسبة لي. لم أغادر قط لأنني كنت خائفة من (طالبان)، أو لأنني لم أتمكن من العيش في أفغانستان، بل لأفعل شيئاً، لأظهر للنساء أننا قادرون على القيام بذلك؛ أنه ممكن». اضطرت تالاش إلى ترك والدتها في أفغانستان، وتحقق الحلم الأولمبي ولم شمل الأسرة.

لمدة عام تقريباً، عاشوا بشكل غير قانوني في باكستان دون جوازات سفر وأمل متضائل. لم يشعروا بالأمان في الأماكن العامة، لذلك قضى 22 شخصاً معظم اليوم محشورين معاً في شقة. لم يكن هناك تدريب أو رقص. تلقت تالاش كلمة مفادها أن مسؤولي «طالبان» اتصلوا بوالدتها في كابل للاستفسار عن مكان وجود الفتاة الصغيرة. وقالت: «أحياناً أتمنى أن أنسى كل ذلك»، ثم تواصل أعضاء نادي «الهيب هوب» مع السفارات ومجموعات المناصرة والمنظمات غير الحكومية للحصول على المساعدة. وأخيراً، وبمساعدة منظمة إسبانية للاجئين تدعى People HELP، تم منحهم حق اللجوء في إسبانيا.

انقسم الفريق، وتم نقل تالاش وشقيقها إلى هويسكا، وهي بلدة صغيرة في شمال شرقي إسبانيا. كانت لديها وظيفة تنظيف في صالون محلي، ورغم عدم وجود استوديو أو نادٍ مخصص للاستراحة، فقد وجدت صالة ألعاب رياضية تسمح لها بالرقص بعد ساعات العمل. بعد سنوات من الانفصال، تم لم شمل تالاش وعائلتها أخيراً حيث يعيشون الآن في نزل للاجئين بمدريد.