صدمت البداية المتعثرة للمنتخب السعودي الأول عشاق الأخضر، وذلك بعد تعادله مع المنتخب اليمني في أولى مبارياته في تصفيات كأس آسيا المؤهلة لكأس العالم رغم فارق الإمكانات الفنية والعناصرية التي تميل للأخضر السعودي.
وأرجع مدربون سعوديون نتيجة المباراة للثقة المفرطة التي كان عليها لاعبو الأخضر وغياب التهيئة المعنوية والنفسية لهم، مطالبين بعدم المبالغة في النقد وإلقاء اللوم على المدرب الذي ما زال حديث عهد بمجموعة اللاعبين، داعين الإعلام الرياضي للوقوف بصدق مع الأخضر باعتباره يتحمل جزءا من المسؤولية.
وأكدوا أن الخيارات العناصرية للأخضر كانت جيدة لعدم وجود لاعب بارز لم يتم ضمه للقائمة، منوهين لحاجة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد للوقت للتعرف على كل القدرات الفنية للاعبين حتى يقدم ما لديه، فيما حثوا على دعم مشاركة اللاعبين مع أنديتهم في المباريات الرسمية.
وطالب المدرب الوطني عبد العزيز الخالد الرياضيين بعدم إصدار الأحكام النهائية على اللاعبين قياساً بنتيجة المباراة، سواء على المدرب واللاعبين، باعتبارها التجربة الأولى للمدرب الذي يحتاج لمزيد من الوقت ليشرب اللاعبون المنهجية التكتيكية التي يعمل عليها في ظل قصر الفترة التي قضاها مع اللاعبين لمعرفة قدرات وإمكانات اللاعبين، مشيراً: «يجب ألا نبالغ في النقد، وخيارات المدرب في تشكيلة المنتخب تعتبر معقولة، وإذا أردنا منتخبا قويا يجب مشاركة جميع لاعبي المنتخب بعد عودتهم لأنديتهم».
وأشار المدرب الخالد: «يجب أن نتفق جميعاً أن المستوى الذي ظهر به المنتخب السعودي في لقائه أمام المنتخب اليمني وخروجه بالتعادل الذي يعتبر بمثابة الخسارة على عدم تحميل المدرب واللاعبين المسؤولية ووضع اللوم عليهم في هذه النتيجة، فهذه المباراة هي أول تجربة للمدرب وخلال فترة قصيرة وما زال الجهاز الفني في مهمة التعرف على قدرات اللاعبين وإمكاناتهم الفنية ولم يقف على مستوياتهم بشكل جيد، وما زالوا في بداية الموسم، وكان الموسم الماضي موسما صعبا ولا توجد فترة انتقالية كبيرة بين الموسمين الماضي والحالي، حيث بدأت الفرق الإعداد للموسم الجديد، وهذه العوامل جميعها تؤثر على اللاعبين بدنياً ونفسياً، ولهذه الجوانب نسبة من عدم ظهور المنتخب بمستوى جيد».
واستطرد الخالد: «الجميع يتفق أن المنتخب لم يقدم المستوى المأمول في مباراة اليمن، وكانت هناك أخطاء وقع فيها اللاعبون، ولكن علينا ألا نبالغ في النقد، وشاهدنا منتخبات لها بطولاتها وصولاتها وجولاتها على مستوى العالم ومع ذلك نجدها تتعادل أو تخسر أو تفوز بصعوبة من منتخبات ضعيفة، فهذه هي حال كرة القدم، وهذا مدخل مهم جداً حتى لا نبالغ في النقد».
وأوضح الخالد أن خيارات المدرب في الملعب كانت معقولة، حيث لا يوجد نجم يشار له بالبنان أو يعتبر لاعبا كبيرا لم يتم استدعاؤه، منوهاً: «ولو تحدثنا عن 40 إلى 50 لاعبا يشاركون في الدوري السعودي الذين يحق لهم المشاركة مع المنتخب السعودي نجدهم متقاربين في المستوى، فلا توجد مستويات فارقة أو أسماء لم يتم استدعاؤها يعملون فارقا في المنتخب، فالخيارات جيدة ولكن تحتاج إلى الوقت وتحتاج إلى معرفة المدرب بكل القدرات الفنية العالية للاعبين حتى يقدم كل ما لديه مع وجود دعم كبير».
وتابع الخالد: «مدرب المنتخب الفرنسي رينارد لم يقف على مستويات لاعبي المنتخب بالتفصيل، والفترة التي قضاها المدرب لا تعطيه الوقت الكافي لمعرفة قدرات كل اللاعبين، وهذه النقطة مهمة جداً ويجب أن نضعها في الحسبان، وإذا تحدثنا عن التكتيك لا أعتقد أنه يأتي من خلال مباراة واحدة وربما تكون في قمة الجاهزية وتقدم مباراة لا تليق باسمك وقدراتك كلاعب، فتجد مثلاً متصدر الدوري في الدوري الإسباني أو الإنجليزي يخسر أو يتعادل من فريق صاعد، وهذا يحدث في الدوريات الأخرى، وهذه هي كرة القدم، ونحن نتحدث عن جوانب نفسية ومعنوية وفنية وقدرات لاعبين يمكن أن يكون اللاعب خلالها ليس في يومه، وكذلك اتحاد كرة جديد يجب أن يأخذ الفرصة الكافية ولديهم الإمكانات والخبرة وعلينا الوقوف معهم».
وحذر المدرب الوطني الخالد من الاندفاع في إصدار الأحكام، قائلاً: «ما أخشاه أن مباراة اليمن تؤثر على العمل والجهد الذي يقدم، لذلك علينا أن نأخذ الأمور خطوة خطوة وعلينا التقييم بعد ثلاث إلى أربع مباريات، أما إذا قيمنا العمل من مباراة واحدة أو اثنتين سيكون الحكم ظالما وغير منصف».
وأضاف: «إذا تحدثنا عن المرحلة المقبلة يجب على الإعلام الوقوف بصدق مع المنتخب، فهو يتحمل جزءا من المسؤولية، وحقيقة يؤسفني القول إن العمل الإداري بالمنتخب أقل من المطلوب، مع الاحترام لحسين الصادق الذي يجب أن يكون قريبا من اللاعبين ويكون له دور ومساعدة المدرب على النجاح، وشاهدنا موضوع اللاعب محمد كنو وقرار المدرب باستبعاده، فالإداري يستطيع إذا اللاعب غلبه النوم أو لم ينتبه لساعة المنبه أن يتم إيقاظ اللاعب، ومن المفترض أن المدرب يضع منهجيته الإدارية والفنية بالاتفاق مع مدير الفريق ويكون الأخير له دور خفي بعيدا عن الإعلام وحتى عن المدرب في تجهيز اللاعبين للالتزام بالمواعيد والوقت، والإداري الناجح لا بد أن يقترب من اللاعبين».
من جانبه، أشار المدرب الوطني بندر الجعيثن إلى أن لاعبي المنتخب السعودي دخلوا أرضية الملعب خلال مواجهة المنتخب اليمني بثقة كبيرة وكأن المباراة لهم مباراة ودية وليست رسمية مع غياب الروح القتالية لهم، مشيراً إلى أن المدرب كان عليه إشراك عبد الفتاح عسيري من بداية المباراة بعد أن شكل خطراً بمهاراته وتحركاته، منوهاً إلى أن وجود سبعة أجانب في الدوري السعودي كان له دور وتأثير كبير في عدم بروز اللاعبين السعوديين في المنتخب.
وأضاف الجعيثن أنه قبل الخوض في مجريات المباراة يجب المقارنة بين المنتخب السعودي والمنتخب اليمني، حيث سنجد أن هنالك فوارق من حيث الإمكانات الفنية والاستعدادات ومشاركة اللاعبين المحترفين في الدوري، وأعتقد أن احترام الخصم له دور كبير، وفي تصوري أن لاعبي المنتخب السعودي نزلوا أرضية الملعب وتفكيرهم أن المنتخب اليمني ضعيف وستكون المباراة سهلة والفوز في متناول أيديهم ولم يكن أحد يتوقع أن المنتخب اليمني سيلعب بالأسلوب الدفاعي والاعتماد على الكرات المرتدة.
وأضاف: «جميع المنتخبات في قارة آسيا تطورت وأصبحت تجاري المنتخبات القوية، وإذا تحدثنا عن المنتخب اليمني فرغم المشكلات وعدم الاستقرار الأمني فإنهم تغلبوا على أنفسهم بالروح القتالية والانضباطية واستطاعوا الوصول للمرمى السعودي أكثر من مرة وتسجيل هدفين نتيجة للأخطاء الدفاعية للمنتخب السعودي الذي كان بعيدا كل البعد عن مراقبة المهاجمين وكان يلعب على خط واحد ولا توجد أي مراقبة لتحركات المهاجمين في المنتخب المنافس، الذين استطاعوا من خلالها تسجيل هدف بطريقة جميلة لعدم وجود متابعة من لاعبي العمق الدفاعي، وتكررت الأخطاء الدفاعية ونجحوا في تسجيل هدفهم الثاني بعد مراوغة الظهير ياسر الشهراني والتسديد على المرمى وفي نفس الزاوية التي كان يتمركز فيها الحارس عبد الله المعيوف».
وأبدى الجعيثن استغرابه من هبوط مستوى ياسر الشهراني في المباراة، منوهاً إلى أن اللاعب لم يكن مركزاً، مضيفا: «من المعروف أن المنتخبات التي تواجه المنتخب السعودي دائما ما تكون شرسة مهما كانت إمكاناتها الفنية، وجميع المنتخبات ترغب وتتمنى اللعب أمام الأخضر لسمعته وقوته، وحقيقة لم نكن حاضرين من ناحية الروح القتالية في الأداء ولم نكن جاهزين في الوصول للمرمى اليمني بالطريقة التي تعودنا عليها عن طريق الأطراف والتهديف على المرمى وتحضير الكرات البينية والتحركات من دون كرة، وللأسف كانت أغلب كراتنا مقطوعة في وسط الميدان إضافة إلى وجود تكتل في العمق من فريق الخصم لم نعرف كيف نستثمره إلا بعد نزول اللاعب عبد الفتاح عسيري الذي استطاع بمهارته وتحركاته إنجاح المهمة بتسجيل هدف التعادل».
خبراء الكرة: اتركوا رينارد يعمل بهدوء مع الأخضر
التعادل مع اليمن وضع المنتخب السعودي في مواجهة مع الإعلام
خبراء الكرة: اتركوا رينارد يعمل بهدوء مع الأخضر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة