أعلن نادي ملقة، الذي يلعب بدوري الدرجة الثانية في إسبانيا، عن ضم المهاجم الياباني شينجي أوكازاكي في تمام الساعة الثالثة وأربع دقائق من بعد ظهر يوم 30 يوليو (تموز) الماضي، لكن بعد 6 دقائق من منتصف ليل 3 سبتمبر (أيلول) الحالي، ومع إغلاق فترة الانتقالات الصيفية في الدوري الإسباني، أعلن النادي تخليه عن خدمات اللاعب الياباني!
وفي خضم هذه الأزمة التي قد تكون لها عواقب وخيمة، لم يتمكن ملقة من تسجيل لاعب ليستر سيتي السابق نظراً لأن راتب اللاعب في العقد يتجاوز سقف الرواتب المسموح بها. وقال اللاعب، الذي رحل من دون أن يلعب أي مباراة مع الفريق: «لن أنسى ملقة ما حييت».
وكتب أوكازاكي رسالة قال فيها: «لست نادماً على شيء»، بل وأضاف أنه إذا أتيحت له الفرصة للتوقيع لملقة مرة أخرى في المستقبل، فإنه لن يتردد في القيام بذلك!
وإذا كان أوكازاكي لا يشعر بالندم، فهناك كثيرون يشعرون بالندم على ما حدث في يونيو (حزيران) 2010 عندما استحوذ الشيخ عبد الله آل ثاني على النادي. وقد مر وقت طويل على اليوم الذي وصل فيه النادي إلى الدور ربع النهائي لدوري أبطال أوروبا؛ وبات النادي في الوقت الحالي يعاني من انشقاقات من المستحيل علاجها. وللأسف، فهذه ليست سوى أحدث حلقة من حلقات الفوضى التي تسيطر على النادي، والتي تجعل المشجعين، بل وكثيرين داخل النادي، يشعرون بالاشمئزاز مما يحدث.
وعندما انضم أوكازاكي إلى ملقة، كان يتعين عليه الانتظار حتى يتم توضيح جميع الأمور المتعلقة بالصفقة. وفي اليوم التالي، لعب بعض الدقائق القليلة في نهاية مباراة الفريق الودية أمام قرطبة استعداداً للموسم الجديد، قبل أن يتم تقديمه بشكل رسمي في اليوم التالي، عندما ظهر وهو يلعب بالكرة مرتدياً جوربيه من دون حذاء!
وظهر اللاعب أيضاً وهو يخضع للكشف الطبي، والسماعات الطبية موضوعة على صدره، كما تم تداول بعض الصور له وهو يبتسم ويمسك بقميص ملقة في يده ويحمل وشاحاً. ومع ذلك، فإن أول شيء قاله المدير الرياضي للنادي، خوسيه لويس كامينيرو، هو شعوره بالأسف، مضيفاً: «ليس من الطبيعي بالنسبة لأي لاعب جديد أن ينتظر فترة طويلة للحصول على عقده مع النادي». أما بالنسبة لتسجيل اللاعب، فإن ذلك لم يحدث مطلقاً، ولن يحدث أبداً!
وقال أوكازاكي إنه كان «متحمساً لهذا المشروع»، لكن هذا المشروع لم يكن موجوداً من الأساس! وقد كان متجر النادي مملوءاً بقمصان أوكازاكي التي تحمل اسم اللاعب من الخلف بحروف يابانية. وقد تم بيع أكثر من 300 قميص بالفعل. وقد وصف كامينيرو أوكازاكي بأنه «صفقة كبيرة للنادي»، لكن النادي لم يتمكن من تحمل تكلفة الصفقة، ليس لأن سعر اللاعب مرتفع للغاية، لكن لأسباب أخرى بعيدة كل البعد عن هذا الأمر. وقال كامينيرو إن وصول أوكازاكي كان أحد «أعظم الأمور التي تجعلنا نشعر بالرضا هنا»، لكن اتضح بعد ذلك أن ما حدث كان أكبر خيبة أمل يشعر بها جمهور النادي في حقيقة الأمر.
وبكل صراحة، يجب التأكيد على أن ملقة يعيش حالة من الفوضى العارمة، التي غالباً مع تنعكس على حساب «تويتر» للشيخ عبد الله آل ثاني، الذي قدم استئنافاً على الحكم القضائي الذي صدر في يونيو الماضي بأن تكون 49 في المائة من أسهم النادي مملوكة لشركة «بلوباي» الفندقية، ورفض الرحيل عن النادي رغم المعارضة المتزايدة له. وكانت هناك اتهامات مبطنة وشكوك وتدخلات على جميع المستويات، وخلافات بين رئيس النادي والمدير الرياضي بشأن التعاقدات. ووصلت ديون النادي إلى نحو 25 مليون يورو، كما تم تجميد مستحقات النادي من عائدات البث التلفزيوني.
وأشار كامينيرو في يوم تقديم أوكازاكي إلى أن هناك «ضوءاً في نهاية هذا النفق». ويعرف ملقة جيداً أنه يتعين عليه توفير أكثر من 8 ملايين يورو. وقال الشيخ عبد الله آل ثاني في مقابلة مع صحيفة «ماركا» الإسبانية كان قد طلب هو شخصياً إجراءها في منتصف أغسطس (آب) الماضي: «خلال أقل من أسبوع، سيكون لدينا هذا المال»، لكن ذلك لم يحدث حتى الآن!
وفي الجولة الافتتاحية للموسم الجديد، سافر ملقة لمواجهة راسينغ سانتاندر بـ9 لاعبين فقط لديهم عقود مع الفريق الأول، في حين كان باقي اللاعبين من الشباب. وأصيب كل من لويس فرنانديز وديفيد لومبان، وهو الأمر الذي ترك المدير الفني للفريق، فيكتور سانشيز ديل آمو، عاجزاً عن القيام بأي تغييرات حقيقية، لأن قواعد الاتحاد الإسباني تنص على أنه إذا كان هناك أقل من 7 لاعبين من لاعبي الفريق الأول داخل الملعب؛ فإن الفريق يكون خاسراً المباراة. وقد شاهد أوكازاكي، من منزله، هذه المباراة التي فاز فيها ملقة بهدف دون رد تم إحرازه في الدقيقة 85 من عمر اللقاء. ولا يزال فيكتور يعمل بكل قوة، لكن هناك شعوراً بالقلق من احتمال رحيله عن الفريق بسبب ما يحدث.
ورغم رحيل ألفريد ندياي وخافيير أونتيفيروس اللذين كانا من أبرز عناصر الفريق، فإن ملقة فشل في توفير الأموال اللازمة. وقد انتهت فترة الانتقالات الصيفية مساء الاثنين الماضي، رغم تعاقد النادي مع اثنين من اللاعبين، أحدهما لورينزو غونزاليس، البالغ من العمر 19 عاماً، من مانشستر سيتي، وأعلن النادي التخلي عن خدمات كل من أوكازاكي وخوسيه رودريغيز وسيمون مورينو. وكان النادي قد تعاقد مع هؤلاء اللاعبين الثلاثة لكنه لم يسجل أياً منهم.
وكانت قضية مورينو أكثر غرابة؛ حيث كان اللاعب قد انتقل لنادي ألميريا على سبيل الإعارة، وتم تصويره وهو يرتدي قميص النادي بكل سعادة، قبل أن يقرر المالك السعودي الجديد، تركي آل الشيخ، أنه لا يريده وأعاده مرة أخرى إلى فياريـال. وبعد ذلك، انتقل اللاعب إلى ملقة، وتم تقديمه وهو يرتدي قميص النادي، قبل أن تتم إعادته مرة أخرى إلى فياريـال!
فوضى في نادي ملقة... كيف تحولت صفقة أوكازاكي إلى سراب؟
النادي تخلى عن خدمات المهاجم الياباني قبل أن يلعب أي مباراة مع الفريق
فوضى في نادي ملقة... كيف تحولت صفقة أوكازاكي إلى سراب؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة