جونسون يؤكد أن بريطانيا ستكون جاهزة لـ «بريكست» دون اتفاق

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يشارك مع تلامذة مدارس في نشاط متصل بأسبوع الشحن البحري والنهري في لندن (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يشارك مع تلامذة مدارس في نشاط متصل بأسبوع الشحن البحري والنهري في لندن (أ.ب)
TT

جونسون يؤكد أن بريطانيا ستكون جاهزة لـ «بريكست» دون اتفاق

رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يشارك مع تلامذة مدارس في نشاط متصل بأسبوع الشحن البحري والنهري في لندن (أ.ب)
رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون يشارك مع تلامذة مدارس في نشاط متصل بأسبوع الشحن البحري والنهري في لندن (أ.ب)

أكد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، اليوم (الخميس)، أن بلاده ستكون مستعدة للخروج من الاتحاد الأوروبي «بريكست» دون اتفاق في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، رغم تحذير وثائق نشرتها حكومته من أن التخطيط لذلك لا يزال «عند مستوى متدن».
وأكد جونسون أن الحكومة «تسرّع بشكل هائل» استعداداتها لـ «بريكست» دون اتفاق منذ الوثائق التي أُعدّت في 2 أغسطس (آب) والتي كُشفت أمس (الأربعاء) بعدما صوّت النواب على نشرها. وهو وصف وثائق «عملية يلو هامر» التي شاركت في إعدادها العديد من الأقسام الحكومية وحذرت من اضطرابات أهلية ونقص في الأغذية والأدوية في حال خروج دون اتفاق، بأنها «سيناريو أسوأ الحالات»، مضيفاً: «ستكون كل القطاعات المهمة مستعدة لبريكست دون اتفاق».
ورسمت الوثائق صورة قاتمة لـ «اضطرابات عامة وتوترات مجتمعية» وازدحامات في المرافئ الواقعة على بحر المانش تهدد الإمدادات، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».
يشار إلى أن جونسون فقد الأكثرية في مجلس العموم وقرر الاثنين تعليق البرلمان حتى 14 أكتوبر في محاولة لقطع الطريق على معارضي الخروج بلا اتفاق مع بروكسل. وسيبقى البرلمان مغلقا رغم دعوات نواب المعارضة إلى استدعائه فورا والتي ازدادت بعد نشر الوثائق.
وقال كير ستارمر المتحدث باسم حزب العمال لشؤون «بريكست»: «أدعو رئيس الوزراء إلى استدعاء البرلمان فورا لكي نتمكن من مناقشة هذا الأمر واتخاذ قرار حول ما يجب أن يحدث تالياً».
في غضون ذلك، أصدرت محكمة في آيرلندا الشمالية حكماً لصالح حكومة جونسون، عقب النظر في دعوى بشأن التأثير المحتمل لـ «بريكست».
ورفضت المحكمة طلبا للمراجعة القانونية لمسائل عدة تشمل الأثر الذي قد يتركه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على عملية السلام الهشة في المقاطعة البريطانية بين مؤيدي البقاء في المملكة المتحدة ومؤيدي الانفصال والانضمام إلى جمهورية آيرلندا.
وفي بروكسل، قال رئيس البرلمان الأوروبي دافيد ساسولي إن الحكومة البريطانية لم تقدم أي مقترحات جديدة بشأن «بريكست». وأضاف بعد لقاء مع قادة مجموعات سياسية في البرلمان وكبير مفاوضي الاتحاد لشؤون «بريكست» ميشال بارنييه، إن «المملكة المتحدة لم تقدم أي بدائل، أو أي شيء يعتبر موثوقاً به قانونياً وقابلاً للعمل به»، مشيرا إلى إصرار لندن على التخلي عما يطلق عليه شبكة الأمان الخاصة بالحدود بين آيرلندا الشمالية وجمهورية آيرلندا.
وأضاف ساسولي أن الاتحاد الأوروبي مستعد لإرجاء موعد الخروج مجدداً إذا قدمت بريطانيا سبباً وجيهاً، مثل تجنب الخروج دون اتفاق أو إجراء انتخابات عامة مبكرة، كما أوردت «وكالة الأنباء الألمانية».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.