الضربات الجوية لليوم الثاني تهدد هدنة شمال غربي سوريا

قال سكان ومصدران من المعارضة السورية إن مقاتلات روسية؛ فيما يبدو، قصفت مناطق خاضعة للمعارضة في شمال غربي سوريا، أمس الأربعاء، وسط ازدياد قصف قوات النظام السوري بلدات هناك، مما يهدد بانهيار اتفاق هشّ لوقف إطلاق النار توسطت فيه روسيا.
وذكر المصدران وسكان، بحسب ما نقلت «رويترز»، أن المقاتلات التي حلّقت ليلاً على ارتفاعات كبيرة، قصفت قرية قرب كفر تخاريم ومنطقة قريبة من بلدة دركوش؛ الواقعتين بريف محافظة إدلب في غرب البلاد.
وذكر نشطاء و«المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن الضربة الجوية جاءت بعد ساعات من غارات جوية على جزء من شمال غربي البلاد للمرة الأولى منذ إعلان هدنة قبل 11 يوماً. ونفت موسكو تنفيذ الضربات الأولى. وأسفر القصف في قرية الضهر بريف إدلب، عن مقتل رجل عجوز في الـ75 من العمر نازح منذ سنوات من منطقة حلب (شمال) إلى إدلب.
وروى ابنه أبو أنس (31 عاماً) لوكالة الصحافة الفرنسية: «كنا نائمين عند منتصف الليل حين سمعنا صوت صاروخ سقط على بعد 50 متراً منا (...) خرج الجميع، لكن والدي تأخر لأنه مريض ولا يستطيع السير بسهولة». وأثناء خروجه، وفق الابن، وقعت ضربة أخرى على بعد مترين منه.
وقالت روسيا إن الحكومة السورية وافقت بصورة أحادية على هدنة في 31 أغسطس (آب) الماضي في إدلب التي تسيطر عليها المعارضة، حيث توصلت روسيا وتركيا إلى اتفاق قبل عامين لإقامة «منطقة لخفض التصعيد».
وتوقفت منذ ذلك الحين الضربات الجوية المكثفة التي تنفذها الطائرات الحربية الروسية والسورية والتي كانت تصاحب الهجوم البري الذي دعمته روسيا لاستعادة المنطقة.
وبدعم من فصائل مسلحة مدعومة من إيران، قصفت قوات النظام بلدات عدة في جنوب إدلب، منها كفر سجنة وحزارين، فيما تقول المعارضة إنه نمط ثابت يقوم على قصف مناطق المعارضة رغم اتفاق الهدنة.
وقال محمد رشيد، المتحدث باسم جماعة «جيش النصر» المسلحة: «القصف المدفعي لم يتوقف على قرى ريف إدلب الجنوبي منذ الهدنة المزعومة».
وذكر مسؤول بالمعارضة أن طائرات يُعتقد أنها روسية قصفت أيضاً وللمرة الثانية مواقع للمعارضة في سلسلة جبال بمحافظة اللاذقية الساحلية بعد غارة مماثلة الثلاثاء الماضي.
وتقول المعارضة إن قوات روسية خاصة وفصائل مسلحة مدعومة من إيران، تقاتل إلى جانب النظام، انتهكت أيضاً وقف إطلاق النار بمحاولتها مراراً اقتحام المناطق التي تسيطر عليها المعارضة الأسبوع الماضي، لكنها فشلت في ذلك بعد تصدي المعارضة لها.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قال، في أغسطس الماضي، إن القوات الروسية تقاتل على الأرض في إدلب لهزم الجماعات الإسلامية المتشددة؛ التي تحمّلها موسكو وحليفتها سوريا مسؤولية انتهاك ترتيب خفض التصعيد الذي توصلت إليه مع أنقرة.
وخلال الأيام العشرة الأولى من الهدنة، توقفت الغارات الجوية، كما هدأت المواجهات على الأرض بين قوات النظام والفصائل الجهادية والمعارضة عند أطراف إدلب. إلا إن ذلك لم يحلْ دون حدوث خروقات مع استمرار القصف الصاروخي والمدفعي الذي أسفر عن سقوط 3 قتلى منذ بداية الهدنة.
وهذه هي الهدنة الثانية من نوعها منذ بدء دمشق بدعم روسي في نهاية أبريل (نيسان) الماضي تصعيد قصفها على المنطقة، ما تسبب في مقتل أكثر من 950 مدنياً وفق «المرصد»، وفرار أكثر من 400 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة.وتؤوي إدلب ومحيطها نحو 3 ملايين نسمة، نحو نصفهم من النازحين.
ومع سقوط مزيد من الخسائر البشرية، فإنه يرتفع إلى 4129 شخصاً من قتلوا منذ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة «خفض التصعيد» فيما بين نهاية أبريل الماضي، وحتى أمس الأربعاء.