اهتمام مصري متزايد بصناعة السيارات الكهربائية

وزير قطاع الأعمال يلتقي وزير الصناعة الصيني في بكين

عامل في أحد مصانع تصنيع السيارات في الصين (رويترز)
عامل في أحد مصانع تصنيع السيارات في الصين (رويترز)
TT

اهتمام مصري متزايد بصناعة السيارات الكهربائية

عامل في أحد مصانع تصنيع السيارات في الصين (رويترز)
عامل في أحد مصانع تصنيع السيارات في الصين (رويترز)

تبدي مصر اهتماماً واسعاً بقطاع السيارات خلال الفترة الحالية، التي من المتوقع أن تسفر عن تعاون مصري - صيني في مجال تصنيع السيارات الكهربائية.
ووفقاً لبيان صحافي صادر عن وزارة قطاع الأعمال العام في مصر، التقى هشام توفيق، وزير قطاع الأعمال العام، في إطار زيارته الرسمية إلى العاصمة الصينية بكين، مياو واي، وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصيني؛ لبحث «فرص التعاون في مجال تصنيع السيارات الكهربائية من خلال إحياء شركتي النصر والهندسية لصناعة السيارات بما تتمتعان به من مزايا نسبية وتنافسية، أبرزها البنية الأساسية والمعدات والتراخيص والعلامة التجارية المميزة، فضلاً عن الحالة الجيدة لعدد من خطوط الإنتاج الصالحة للتشغيل، في إطار الموقع الجغرافي المتميز لمصر وعدد من اتفاقات التجارة الحرة التي تمنح الشركاء الصينيين فرصة الدخول الاقتصادي لعدد من الأسواق التي يتعذّر دخولها مباشرة من الصين».
واستعرض الوزير أبرز محفزات الاستثمار في مصر بصفة عامة، وأهم رؤى الدولة لتحفيز صناعة واستخدام السيارات الكهربائية بصفة خاصة، مع تطلع الجانب المصري إلى التعاون مع نظيره الصيني في هذا الأمر، مع الإشارة إلى اللقاء المثمر مع قيادات شركة «دونج فنيج» التي كان يترأسها الوزير الصيني قبل تولي حقيبته الوزارية ضمن عدد من المناصب المهمة في مجال تصنيع السيارات. وذلك بحضور أسامة المحجوب، سفير مصر لدى الصين، والدكتور مدحت نافع، رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية، ووفدي الجانبين المصري والصيني.
من جانبه، أعرب الوزير الصيني، وفقاً للبيان المصري، عن ترحيبه بالتعاون مع الجانب المصري، واهتمام بلاده بمبادرة الحزام والطريق وموقع مصر منها، مستعرضاً أهم محفزات الاستثمار، وبخاصة في مجال صناعة السيارات الكهربائية وأهمية البنية الأساسية الملائمة لإطلاق تجربة صناعة وتجميع مختلف أنواع السيارات العاملة بالطاقة الكهربائية.
وعرض رئيس الشركة القابضة للصناعات المعدنية عدداً من الفرص الاستثمارية في الشركات التابعة، ومنها الشركات العاملة في صناعة السيارات والصناعات المعدنية والتعدينية، وتم إعطاء تصور عن مشروعات محددة يمكن للشركاء الصينيين المشاركة فيها بالتكنولوجيا ورأس المال، مثل مشروعات ذات قيمة مضافة في مجال صناعة الألمنيوم مثل الفويل والجنوط وعلب الألمنيوم، والسبائك الحديدية والأسمدة الفوسفاتية وحامض الفوسفوريك وتكويك الفحم، إلى غير ذلك من مشروعات تم الترويج لها، واستقبلها الجانب الصيني باهتمام بالغ.
ويحتاج قطاع السيارات في مصر إلى محفزات إضافية شاملة، بحسب تقرير شركة «لينكس»، التي قالت فيه إن الحكومة المصرية يجب أن تضع خطة متكاملة لتقديم إعفاءات جمركية لشركات السيارات، مع حوافز للأبحاث والتطوير، وتشريعات جديدة للتراخيص، واستراتيجية شاملة للنقل الذكي من أجل تحفيز هذا القطاع. ويهدف المقترح الحالي من الحكومة إلى تعميق التصنيع المحلي للسيارات من خلال تخفيض الرسوم الجمركية على المكونات المستوردة كلما ارتفعت نسبة المكون المحلي.
وأوصى تقرير شركة «لينكس» المتخصصة في استشارات السياسات العامة، الحكومة المصرية بوضع استراتيجية لزيادة استخدام السيارات الكهربائية، وإدخال تشريعات جديدة للتراخيص تمنع سير المركبات التي يتجاوز عمرها 30 عاماً.
كما أوصى التقرير، بأن تقدم الحكومة إعفاءات ضريبية للصناعات المغذية ومصانع مكونات السيارات، كي توفر لها الموارد المالية الضرورية للوصول بإنتاجها إلى مستوى أعلى. ويجب أن تقدم أيضاً حزمة من الحوافز للمصدرين، مثل الدعم والقروض منخفضة الفائدة والإعفاءات الضريبية لتشجيع شركات تجميع وتصنيع السيارات من أجل زيادة حجم صادراتها.
وترى «لينكس» أن من أجل خلق قيمة مضافة لقطاع السيارات المصري، ينبغي على الحكومة اتخاذ إجراءات تهدف خصيصاً إلى تشجيع الاستثمار في مجال الأبحاث والتطوير. وأضاف أن الحوافز المقدمة للمنتجات الحاصلة على براءات اختراع، والتخفيض الضريبي لتشجيع الابتكار وتطوير المنتجات، والدعم المالي الحكومي للأبحاث والتطوير، ستساعد الصناعات المغذية والشركات التي تهدف إلى ابتكار منتجات أصلية.
وترى «لينكس» أن تعويم الجنيه، والإصلاح المالي والتطويرات التي شهدها قطاع الطاقة أثرت كلها إيجاباً على الاقتصاد المصري. وعلاوة على ما سبق، فإن خطط التحفيز الحكومية الحالية لقطاع السيارات، ومشروعات مثل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وانخفاض التكاليف التشغيلية مقارنة بدول أخرى، تمنح مصر مزايا تنافسية لتنمية قطاع السيارات.



إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
TT

إنشاء 18 منطقة لوجيستية في السعودية باستثمارات تتجاوز 2.6 مليار دولار

وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)
وزير النقل والخدمات اللوجيستية متحدثاً للحضور في «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»... (الشرق الأوسط)

أعلن وزير النقل والخدمات اللوجيستية السعودي، المهندس صالح الجاسر، عن تحقيق الموانئ تقدماً كبيراً بإضافة 231.7 نقطة في مؤشر اتصال شبكة الملاحة البحرية، وفق تقرير «مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (أونكتاد)» لعام 2024، إلى جانب إدخال 30 خطاً بحرياً جديداً للشحن.

كما كشف عن توقيع عقود لإنشاء 18 منطقة لوجيستية باستثمارات تتجاوز 10 مليارات ريال (2.6 مليار دولار).

جاء حديث المهندس الجاسر خلال افتتاح النسخة السادسة من «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية»، في الرياض، الذي يهدف إلى تعزيز التكامل بين أنماط النقل ورفع كفاءة الخدمات اللوجيستية، ويأتي ضمن مساعي البلاد لتعزيز موقعها مركزاً لوجيستياً عالمياً.

وقال الوزير السعودي، خلال كلمته الافتتاحية في المؤتمر، إن «كبرى الشركات العالمية تواصل إقبالها على الاستثمار في القطاع اللوجيستي؛ من القطاع الخاص المحلي والدولي، لإنشاء عدد من المناطق اللوجيستية».

يستضيف المؤتمر، الذي يقام يومي 15 و16 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، عدداً من الخبراء العالميين والمختصين، بهدف طرح التجارب حول أفضل الطرق وأحدث الممارسات لتحسين أداء سلاسل الإمداد ورفع كفاءتها. كما استُحدثت منصة تهدف إلى تمكين المرأة في القطاع من خلال الفرص التدريبية والتطويرية.

وأبان الجاسر أن منظومة النقل والخدمات اللوجيستية «ستواصل السعي الحثيث والعمل للوصول بعدد المناطق اللوجيستية في السعودية إلى 59 منطقة بحلول 2030، من أصل 22 منطقة قائمة حالياً، لتعزيز القدرة التنافسية للمملكة ودعم الحركة التجارية».

وتحقيقاً لتكامل أنماط النقل ورفع كفاءة العمليات اللوجيستية، أفصح الجاسر عن «نجاح تطبيق أولى مراحل الربط اللوجيستي بين الموانئ والمطارات والسكك الحديدية بآليات وبروتوكولات عمل متناغمة؛ لتحقيق انسيابية حركة البضائع بحراً وجواً وبراً، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة، ودعم العمليات والخدمات اللوجيستية وترسيخ مكانة المملكة مركزاً لوجيستياً عالمياً».

وخلال جلسة بعنوان «دور الازدهار اللوجيستي في تعزيز أعمال سلاسل الإمداد بالمملكة وتحقيق التنافسية العالمية وفق (رؤية 2030)»، أضاف الجاسر أن «الشركة السعودية للخطوط الحديدية (سار)» تعمل على تنفيذ ازدواج وتوسعة لـ«قطار الشمال» بما يتجاوز 5 مليارات ريال (1.3 مليار دولار)، وذلك مواكبةً للتوسعات المستقبلية في مجال التعدين بالسعودية.

إعادة التصدير

من جهته، أوضح وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي، بندر الخريف، أن السعودية سجلت في العام الحالي صادرات بلغت 61 مليار ريال (16.2 مليار دولار) من قطاع إعادة التصدير، بنمو قدره 23 في المائة مقارنة بالعام الماضي، «وهو ما تحقق بفضل البنية التحتية القوية والتكامل بين الجهات المعنية التي أسهمت في تقديم خدمات عالية الكفاءة».

وأشار، خلال مشاركته في جلسة حوارية، إلى أن شركة «معادن» صدّرت ما قيمته 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) من منتجاتها، «وتحتل السعودية حالياً المركز الرابع عالمياً في صادرات الأسمدة، مع خطط لتحقيق المركز الأول في المستقبل».

جلسة حوارية تضم وزير النقل المهندس صالح الجاسر ووزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف (الشرق الأوسط)

وبين الخريف أن البلاد «تتمتع بسوق محلية قوية، إلى جانب تعزيز الشركات العالمية استثماراتها في السعودية، والقوة الشرائية الممتازة في منطقة الخليج»، مما يرفع معدلات التنمية، مبيناً أن «قوة السعودية في المشاركة الفاعلة بسلاسل الإمداد تأتي بفضل الموارد الطبيعية التي تمتلكها. وسلاسل الإمداد تساهم في خفض التكاليف على المصنعين والمستثمرين، مما يعزز التنافسية المحلية».

وفي كلمة له، أفاد نائب رئيس «أرامكو السعودية» للمشتريات وإدارة سلاسل الإمداد، المهندس سليمان الربيعان، بأن برنامج «اكتفاء»، الذي يهدف إلى تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد في البلاد، «أسهم في بناء قاعدة تضم أكثر من 3 آلاف مورد ومقدم خدمات محلية، وبناء سلاسل إمداد قوية داخل البلاد؛ الأمر الذي يمكّن الشركة في الاستمرار في إمداد الطاقة بموثوقية خلال الأزمات والاضطرابات في الأسواق العالمية».

توقيع 86 اتفاقية

إلى ذلك، شهد «مؤتمر سلاسل الإمداد والخدمات اللوجيستية» في يومه الأول توقيع 86 اتفاقية؛ بهدف تعزيز أداء سلاسل الإمداد، كما يضم معرضاً مصاحباً لـ65 شركة دولية ومحلية، بالإضافة إلى 8 ورشات عمل تخصصية.

جولة لوزيرَي النقل والخدمات اللوجيستية والصناعة والثروة المعدنية في المعرض المصاحب للمؤتمر (الشرق الأوسط)

وتسعى السعودية إلى لعب دور فاعل على المستوى العالمي في قطاع الخدمات اللوجيستية وسلاسل التوريد، حيث عملت على تنفيذ حزمة من الإصلاحات الهيكلية والإنجازات التشغيلية خلال الفترة الماضية، مما ساهم في تقدمها 17 مرتبة على (المؤشر اللوجيستي العالمي) الصادر عن (البنك الدولي)، وساعد على زيادة استثمارات كبرى الشركات العالمية في الموانئ السعودية».