شكري: أزمة قطر باقية حتى تنفيذ مطالب «الرباعي العربي»

قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، إن قطر «لم تظهر أي تفاعل أو اهتمام فعليّ لحلّ أزمتها مع الدول الأربع المقاطعة لها». وأكد أن بلاده والسعودية والإمارات والبحرين «ستبقى على ما هي عليه» من الأزمة مع الدوحة، إذا لم يتم تنفيذ المطالب.
وأكد الوزير شكري لـ«الشرق الأوسط» بعد زيارته العاصمة السودانية الخرطوم، أول من أمس، أن «أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد له مكانة خاصة بحكم سعيه وخبرته للمّ الشمل العربي، لكن الدول الأربع موقفها واضح بأن هناك 13 مطالباً لم يتم حتى الآن رصد أي استجابة أو رغبة من قطر لتنفيذها بشكل إيجابي، وهي مطالب مرتبطة بمصالح شعوبنا، وهناك سياسات ضارة ومؤثرة بمقدرات شعوبنا، ونحن نرفضها، وبالتالي لن يكون هناك تغير حتى تظهر قطر اهتمامها الفعلي مع هذه المطالب والتوقف عن التدخل في شؤون الدول الأخرى».
وأشاد الوزير المصري بزيارته الأولى إلى السودان بعد تشكل الحكومة الجديدة، وقال: «العلاقات المصرية السودانية هي علاقات لها طبيعة خاصة، وهي علاقات تفوق أي علاقات أخرى من المصير المشترك والإخوة ووحدة الهدف والمصاهرة. ودائماً كان هناك حرص، حتى على المستوى الشعبي بين البلدين، وحالياً مع التغيرات التي حدثت في السودان بقيت هذه العلاقات مثالاً يحتذى به، بالتفاعل مع إرادة مشهد التغيير والاستجابة لإرادة الشعب السوداني، فنحن نتطلع لمزيد من التواصل والتفاعل والتعاون مع الحكومة الحالية في كل المجالات، وهذا ما أكدته الزيارة للخرطوم، أن يكون هناك حرص على هذا التعامل، والحقيقة أن زيارتنا جاءت لتهنئة الحكومة الجديدة والتأكيد على العمل المشترك من قبل الجانبين، ونتطلع لآفاق جديدة ترضي تطلعات الشعبين الصديقين».
وأشار إلى أن بلاده كانت «داعمة للشعب السوداني منذ اللحظة الأولى من التغيير، وتتفاعل مع الأطراف كافة في تحفيزهم للوصول لنقطة توافق، والعمل على أمن واستقرار البلاد وحماية المؤسسات»، مشيراً إلى أن السودان الجديد يستطيع أن يتجاوز كل التحديات «بحكم تعاونه مع أشقائه العرب والأفارقة وتفعيل الآليات المتعددة في مختلف المجالات، التي ستأتي بنتائج ملموسة».
وحول الخلافات المصرية السودانية، قال: «نحن منذ العهد السابق والسياسة المصرية مستقرة، وهي التي أقرّها ونفذها الرئيس عبد الفتاح السيسي، فهي مبنية على احتواء أي تباين في وجهات النظر والعمل بعيداً عن التدخل في شؤون أي دولة، وصياغة مجالات التعاون والارتباط الوثيق بين الشعبين. والآن مع السودان الجديد هناك مزيد من الفرص للتعاون». وتحدث الوزير شكري عن رفض الشعوب العربية لتجارب جماعة «الإخوان» في أنظمة الحكم. وقال: «الوعي والاستخلاص من التجارب ومشاهدة الآثار المدمرة للتوجهات العقائدية المتطرفة وآثارها على مقدرات ومستقبل الشعوب قاد لرفض الشعوب لذلك، وهي تجارب تسهم في العمل على تعزيز الدولة الوطنية، وإبعادها عن التطرف العقائدي، بما يخالف إرادة الشعوب».