مصر تعلن إحباط مخطط {إخواني} لتهريب مطلوبين أمنياً إلى أوروبا

TT

مصر تعلن إحباط مخطط {إخواني} لتهريب مطلوبين أمنياً إلى أوروبا

أعلنت «الداخلية» المصرية ضبط 16 ينتمون إلى تنظيم الإخوان، اتهمتهم بتنفيذ تحرك يستهدف «تهريب النقد الأجنبي، وتهريب عناصر إخوانية مطلوبة أمنياً إلى بعض الدولة الأوروبية، وتوفير الدعم المادي لعناصر التنظيم بالداخل، لارتكاب سلسلة من الأعمال العدائية بالدولة».
وتتهم السلطات المصرية «الإخوان» بالمسؤولية عن أعمال العنف في البلاد منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، وقامت بإدراجهم ضمن قائمة الجماعات الإرهابية عام 2014.
ويحاكم المئات من قادة وعناصر الجماعة، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، في تهم مرتبط معظمها بارتكاب عمليات إرهابية أو التخطيط لها، صدرت في كثير منها أحكام نهائية بالإعدام والسجن. بينما فر المئات من عناصر الجماعة في المقابل، إلى عدة دول أبرزها تركيا وقطر.
ووفقاً لبيان أصدرته «الداخلية»، أمس، فإن المخطط الجديد، الذي دبّرته قيادات التنظيم الهاربة في تركيا، يستهدف «المساس بأمن الوطن والنَّيل من استقراره، والإضرار بمقدرات الدولة الاقتصادية، وتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تستهدف المنشآت والمرافق الحيوية، والقوات المسلحة، والشرطة والقضاء، لإشاعة حالة من الفوضى في البلاد، تمكّنه من العودة لتصدر المشهد السياسي».
ويعتمد التحرك المشار إليه، وفقاً للمعلومات التي نشرتها الوزارة، على «إنشاء ثلاث شبكات سرية تستهدف تهريب النقد الأجنبي خارج البلاد، وتهريب العناصر الإخوانية المطلوبة أمنياً إلى بعض الدول الأوروبية مروراً بتركيا، وتوفير الدعم المادي لعناصر التنظيم بالداخل لتنفيذ سلسلة من العمليات العدائية تستهدف الإضرار بالجبهة الداخلية، بالتعاون مع عدد من العناصر الإخوانية القائمة على إدارة بعض الشركات بالبلاد والتي يتخذونها ستاراً لتمويل نشاطهم لصالح التنظيم».
وحددت «الداخلية» العناصر الإخوانية الهاربة بتركيا، والمتورطة في إعداد المخطط وهم (ياسر محمد حلمي زناتي ومحمود حسين أحمد حسين وأيمن أحمد عبد الغنى حسنين ومدحت أحمد محمود الحداد).
وأشارت إلى أنه، وعقب تقنين الإجراءات مع نيابة أمن الدولة العليا، تم ضبط 16 عنصراً منهم، وبعض المبالغ المالية بالعملات المحلية والأجنبية، فضلاً عن عدد من جوازات السفر ومجموعة من الأوراق التنظيمية التي تحوي خطة تحركهم، مؤكدةً أنه الأجهزة الأمنية اتخذت الإجراءات القانونية كافة، والعرض على النيابة لمباشرة التحقيقات.
في السياق ذاته، تُصدر محكمة جنايات القاهرة، اليوم (الأربعاء)، حكماً في القضية المعروفة إعلامياً بـ«تخابر الإخوان»، والتي يجري خلالها إعادة محاكمة 22 متهماً من قيادات وعناصر التنظيم. ويواجه المتهمون في القضية اتهامات عدة من قبل جهات التحقيق، منها: «ارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومي، والتنسيق مع تنظيمات العنف المسلح داخل مصر وخارجها، بقصد الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية».
والقضية نفسها هي التي شهدت وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، في يونيو (حزيران) الماضي، خلال إحدى جلساتها؛ حيث كان متهماً في القضية، ونال في جولتها الأولى حكماً بالإعدام قبل 4 سنوات، غير أن محكمة النقض أبطلت الحكم، وقررت إعادة محاكمته أمام دائرة جديدة للجنايات، وهي نفسها التي توفّي أمامها قبل نطقها بالحكم المرتقب.
كانت إحدى دوائر محكمة جنايات القاهرة قد أصدرت حكماً في يونيو 2015 بمعاقبة خيرت الشاطر، ومحمد البلتاجي، وأحمد عبد العاطي، بالإعدام شنقاً، ومعاقبة 13 متهماً آخرين هاربين من قيادات وعناصر جماعة «الإخوان»، بالعقوبة ذاتها. وأسندت النيابة العامة إلى المتهمين ارتكاب جرائم «تمويل الإرهاب، والتدريب العسكري لتحقيق أغراض التنظيم الدولي لـ(الإخوان)، وارتكاب أفعال تؤدي إلى المساس باستقلال البلاد ووحدتها وسلامة أراضيها».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.