لا يتذكر الفنان المصري محمود قابيل عدد مرات سفره إلى الولايات المتحدة الأميركية، فجواز سفره مليء بأختام الدخول إليها والخروج منها، لكنه لا يبقى بها طويلاً ولا يفكر في الإقامة فيها بشكل دائم كما فعل في ثمانينات القرن الماضي، حين امتدت إقامته فيها إلى 12 عاماً متواصلة. الآن يسافر إليها فقط للقاء ابنيه. قبل أيام؛ عاد قابيل من رحلة الصيف التي شملت؛ إلى جانب الولايات المتحدة، كلاً من فرنسا وألمانيا، وفي حواره مع «الشرق الأوسط» تحدث عن السفر ورحلاته المتعددة، وكانت هذه الحصيلة:
* السفر يعني لي الحياة، فمن خلاله أستطيع أن أجتمع مع عائلتي، فأنا أعيش بالقاهرة، بينما يعيش ابني إبراهيم في الولايات المتحدة، التي ولد فيها ويعمل بها حالياً. أما أحمد فيعيش في إسبانيا مع زوجته، لذا نتفق دائماً على قضاء إجازة سنوية نحرص عليها جميعاً مهما كانت الظروف. هذه المرة كانت في سان فرنسيسكو، حيث قضينا 4 أسابيع معاً احتفلنا فيها أيضاً بعيد الأضحى. وكالعادة أجريت خلالها فحصاً طبياً شاملاً قبل أن أسافر إلى ألمانيا للقاء صديقي سامي إبراهيم سليم، الذي تربطني به علاقة صداقة قوية منذ أن كنت تلميذاً بمدرسة الليسيه الفرنسية بمدينة الإسكندرية في مصر. وقد دعاني لحضور الاحتفالات التي تقام بمنطقة نورماندي الفرنسية في ذكرى انتصار قوات الحلفاء على «ألمانيا النازية»... ولأن روح العسكرية لا تزال تسكنني، بصفتي ضابطاً سابقاً شارك في حرب عام 1967، تحمست وحضرت شرح العمليات العسكرية التي نفذها الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية، بالإضافة إلى زيارة المتاحف التي شاركت في هذا الاحتفال؛ ومنها متحف «جونو». كانت بالفعل رحلة تاريخية أغنتني عن قراءة كتب التاريخ التي أحبها.
* أعتبر الإجازة فرصة لشحن طاقتي، وأكثر شيء أحبه في السفر هو استنشاق الهواء النقي، وشراء الكتب التي تتناول المعارك الحربية، والتاريخ؛ القديم منه والحديث.
* باريس محطة رئيسية بالنسبة لي، فأنا أحبها رغم كل التغيرات التي طرأت عليها. إنها مدينة الفن والجمال، وقد سبقت لي زيارة متحف «اللوفر» نحو 10 مرات، كما أحرص على السير في شوارعها، خصوصاً التي صورت فيها فيلم «حبيبتي من تكون» مع المخرج الراحل يوسف فرنسيس، إضافة إلى التجول في شارع الشانزليزيه، والجلوس على كافيه «ريش». لاحظت في آخر زيارة للمدينة وجوداً أمنياً كثيفاً في الشانزليزيه، بعد مظاهرات أصحاب «السترات الصفراء»، كما وجدت برج «إيفل» محاطاً بستائر حديدية. أما «كنيسة روتردام» الشهيرة فقد منعوا عنها الزيارة لأيام عدة بعد اكتشاف تسرب غاز الرصاص بها، كما أنني لا أستطيع زيارة باريس دون الذهاب إلى أجمل معالمها الثقافية والطبيعية والتراثية.
* خلال رحلاتي السياحية، أفضل زيارة الأماكن التاريخية، للتعرف على ثقافات وحضارات الشعوب. عندما أعود لاحقاً، أجلس مع نفسي وأستعيد كل ما شاهدته.
* أنا أحب زيارة المتاحف في المقام الأول، بجانب تخصيص جزء كبير من وقتي للاستمتاع به مع أبنائي، وبالنسبة للتسوق، فأنا سابقاً كنت أشتري كل ملابسي من أميركا، لكني الآن أكتفي بالشراء من على مواقع التسوق وبواسطة تليفوني الجوال أحياناً.
* الشيء الأساسي الذي لا أستغني عنه أبداً هو المصحف الشريف، فأنا أحتفظ به دائماً في حقيبة سفري.
* أفضل وأجمل مدينة بالنسبة لي هي الإسكندرية التي عشت بها أجمل سنوات عمري، ففيها قضيت طفولة جميلة، وتلقيت فيها تعليمي حتى المرحلة الثانوية، قبل أن ألتحق بالكلية الحربية. كانت الإسكندرية مدينة كوزموبوليتية تحتضن كل الجنسيات، ورغم التغيرات التي طرأت عليها، فإنها ستبقى في عيني أجمل مدينة... أحفظ شوارعها وشواطئها وأعشق بحرها.
* أفضل ذكرياتي مع السفر لقاءاتي السنوية مع أبنائي في أميركا؛ إذ نقضي معاً أوقاتاً رائعة. فرغم تعدد وسائل التواصل مع إبراهيم وأحمد، فإنني أشتاق لوجودنا معاً كثيراً.
* أسوأ ذكرياتي مع السفر لحظة وداع أولادي... إنها لحظة قاسية جداً، لأني كمن يترك قلبه في أميركا.
7:57 دقيقة
الإسكندرية حبيبتي... وقلبي في أميركا
https://aawsat.com/home/article/1896466/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%83%D9%86%D8%AF%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D8%A8%D9%8A%D8%A8%D8%AA%D9%8A-%D9%88%D9%82%D9%84%D8%A8%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D8%A7
الإسكندرية حبيبتي... وقلبي في أميركا
رحلة مع الفنان محمود قابيل
- القاهرة: انتصار دردير
- القاهرة: انتصار دردير
الإسكندرية حبيبتي... وقلبي في أميركا
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة