هل كانت تصريحات سونيس بشأن مويس كين لأسباب عنصرية؟

ربما لم يكن الناقد الرياضي يقصد إلحاق الضرر بأحد لكنه أخطأ حينما تحدث عن شخصية اللاعب

سونيس  -  مويس كين مهاجم إيفرتون
سونيس - مويس كين مهاجم إيفرتون
TT

هل كانت تصريحات سونيس بشأن مويس كين لأسباب عنصرية؟

سونيس  -  مويس كين مهاجم إيفرتون
سونيس - مويس كين مهاجم إيفرتون

منذ سنوات عديدة، قيلت لي مُزحة ربما تمثل تجربتي الأولى مع العنصرية. ورغم أنني لا أتذكر من قالها بالضبط، أو كم كان عمري بالتحديد آنذاك، لكنها لا تزال تعيش معي منذ ذلك الحين. وكانت هذه المزحة تقول: «ماذا تسمون رجلاً أسود يرتدي بدلة؟ نطلق عليه اسم: مذنب!»
ربما ينظر البعض إلى هذه العبارة على أنها مزحة أو جزء من حديث مرح، ومن المؤكد أن الأشخاص الذين يرون الأمر على هذه الشاكلة هم الأشخاص الذين لا يتم استهدافهم بعبارات وتعليقات عنصرية، أو بعبارة أخرى هم أصحاب البشرة البيضاء! وهذا هو السبب الذي يجعلني أتحدث في هذه المقالة عن أسطورة ليفربول ومنتخب اسكوتلندا السابق غرايم سونيس. إنني لم أقابله قط، لكنني أسمع من الأشخاص الذين تعاملوا معه أنه رجل لطيف جداً، وأنه يتحدث كثيراً لكنه لا يضمر أي حقد أو كراهية لأحد. لكن المشكلة تكمن في أنه قد قال يوم الأحد الماضي شيئاً يبدو كأنه صورة نمطية للعنصرية.
فخلال تحليله للمباراة التي فاز فيها إيفرتون على وولفرهامبتون واندررز بثلاثة أهداف مقابل هدفين، على شبكة «سكاي» الرياضية، تحدث سونيس عن المهاجم الإيطالي الشاب مويس كين، ولماذا سمح يوفنتوس للمهاجم البالغ من العمر 19 عاماً الذي سجل 6 أهداف في 13 مباراة في الدوري الإيطالي الموسم الماضي، بالانضمام إلى إيفرتون مقابل 32 مليون يورو الشهر الماضي. وقال سونيس، البالغ من العمر 66 عاماً: «إنه في التاسعة عشرة من عمره، فلماذا باعوه؟ بالنسبة إليّ، فإن أجراس الإنذار تدق بشكل طفيف في رأسي بخصوص هذا الأمر». لكن أجراس الإنذار هذه كانت تدق بصوت عالٍ للغاية في حقيقة الأمر، لأنه في غضون فترة تزيد قليلاً على الدقيقة، كان سونيس قد ذهب للقول بأن يوفنتوس ربما باع كين لأن «أنشطته خارج الملعب ليست الأفضل».
وكانت هذه هي اللحظة التي يتعين على سونيس خلالها أن يتوقف عن الحديث ويلتقط أنفاسه ويحوّل الحديث إلى شيء آخر. لكنه بدلاً من ذلك، واصل الحديث وأجرى مقارنةً بين انتقال كين من يوفنتوس إلى إيفرتون من جهة، وبين انتقال إيمانويل أديبايور من آرسنال إلى مانشستر سيتي، الذي كان يبدو غريباً جداً، من جهة أخرى. وقد أجرى سونيس المقارنة بين هذين اللاعبين، رغم أن الفاصل الزمني بين الصفقتين يصل إلى عشر سنوات كاملة، بالإضافة إلى أن الصفقتين تشملان أربعة أندية مختلفة واثنين من اللاعبين في مراحل مختلفة من حياتهما الكروية.
وزعم سونيس أن المدير الفني السابق لآرسنال آرسين فينغر، قد باع أديبايور لمانشستر سيتي لأن «العلاقة بينهما لم تكن جيدة تماماً»، وهي ادّعاءات باطلة للغاية، نظراً إلى أن فينغر كان يريد من المهاجم التوغولي أن يبقى مع «المدفعجية»، في حين لم تكن هناك أي إشارات إلى أن يوفنتوس قد باع كين بسبب ما يقوم بها خارج الملعب خلال أوقات فراغه!
وقد تم استبعاد كين من قائمة المنتخب الإيطالي الأخيرة، إلى جانب نيكولو زانيولو، بسبب حضوره متأخراً لاجتماع الفريق قبل مباراة المنتخب الإيطالي أمام نظيره البلجيكي في كأس الأمم الأوروبية الأخيرة تحت 21 عاماً، لكن وفقاً لشخصيات مطّلعة على الأمور، فإن كين قد رحل عن يوفنتوس لأسباب تتعلق بكرة القدم.
وكما علّق الصحافي الإيطالي المتخصص في الشؤون الرياضية غابرييل ماركوتي، في تغريدة على موقع «تويتر» رداً على تصريحات سونيس، فإن بطل الدوري الإيطالي الممتاز قد سمح لكين بالرحيل إلى إيفرتون لأن عقده مع «السيدة العجوز» كان يتبقى عليه عام واحد وكان يرفض التجديد، وبالتالي لم يكن النادي الإيطالي يرغب في أن يرحل اللاعب مجاناً خلال الصيف المقبل.
وبالتالي، لم يكن سونيس موفقاً في حديثه عن كين، حيث تحدث عن افتراضات لم تحدث. وبمجرد أن أجرى سونيس مقارنةً بين كين وأديبايور، كان من الصعب الهروب من التداعيات السلبية لهذا الأمر. من المؤكد أن سونيس سوف يقول إنه لم يكن يقصد أي شيء من خلال هذه المقارنة، ومن المرجح أنه سيشعر بالفزع عندما يسمع البعض يقول إنه أدلى بهذه التصريحات بحق كين بسبب بشرته السمراء ولأسباب عنصرية. وعندما أدلى سونيس بهذه التصريحات، فإنه ربما كان يشير أيضاً إلى سجله كمدير فني عندما يتعلق الأمر بالتعاقد مع عدد من اللاعبين من أصحاب البشرة السمراء، وأبرزهم مارك والترز خلال فترة قيادته لنادي رينجرز الاسكوتلندي.
من جانبها، رفضت شبكة «سكاي سبورتس» الرياضية التعليق على الأمر، لكن الشبكة دافعت عن سونيس وأشارت إلى أن تصريحاته بشأن كين كانت جزءاً من مناقشة أوسع نطاقاً تضمنت أيضاً حديث المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، كمحلل للمباريات أيضاً في شبكة «سكاي سبورتس»، بإيجابية تامة عن اللاعب، وبالتالي فإن كل ما كان يقصده سونيس هو طرح وجهة نظر معارضة لوجهة نظر مورينيو. ربما يكون الأمر كذلك، لكنّ هذا لا يلغي الطبيعة العنصرية لتصريحات سونيس.
وعلى الأرجح، يمكن وصف تصريحات سونيس بأنها حالة من حالات العنصرية من دون وعي، وهو ما يفعله كثيرون منا من وقت لآخر دون أن يشعر. لكنّ الفرق هو أن سونيس شخصية بارزة يدلي بتصريحات على منصة شهيرة ولها الكثير من المتابعين، وبالتالي فقد استمع الملايين إلى هذه التصريحات، التي يمكن أن تنتشر كالنار في الهشيم في ثقافة عالمية تحترق بالفعل بسبب الانقسام والشعور بالسخط.
لذلك من الصواب إبراز الخطأ الذي ارتكبه سونيس حتى لا يتكرر مرة أخرى. قد يطالب البعض بعقاب سونيس، بحجة أنه كان دائم الهجوم أيضاً على لاعب خط الوسط الفرنسي بول بوغبا، لكن هذه المطالبات قد تبدو مبالغاً فيها وغير واقعية. وبدلاً من ذلك، يمكن استغلال هذا الأمر لدعوة الجميع في وسائل الإعلام إلى أن يتحلوا بالحذر والإنصاف واللباقة وأن يفكروا أكثر من مرة قبل أن يتحدثوا عن لاعبي كرة القدم من أصحاب البشرة السمراء. وكما أشار لاعب المنتخب الإنجليزي ونادي ليفربول رحيم سترلينغ، في منشور له على موقع «إنستغرام» في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، فهناك الكثير من الأضرار التي تلحق باللاعبين من أصحاب البشرة السمراء. لذلك، إذا كان سونيس يقرأ هذه المقالة، فيتعين عليه أن يتحلى بالحذر بعد ذلك عند التكهن بشخصية أي لاعب، خصوصاً أولئك الذين يتم اتهامهم بعدم الاحترافية.


مقالات ذات صلة

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

رياضة عالمية رودريغو بنتانكور (إ.ب.أ)

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اليوم الاثنين، إيقاف رودريغو بنتانكور، لاعب وسط توتنهام هوتسبير، 7 مباريات، بعد ملاحظة عنصرية من اللاعب القادم من أوروغواي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية احتجاجات في إسرائيل ضد تفشي الجريمة المنظمة في المجتمع العربي مارس 2021 (غيتي)

«قوانين الفجر الظلامية»... كيف يُشرعن الكنيست التمييز ضد العرب في إسرائيل؟

يواصل ائتلاف اليمين في الكنيست سن تشريعات ضد المواطنين العرب في إسرائيل بهدف ترهيبهم واضطهادهم... فما أبرز تطورات تلك الحملة المتواصلة لشرعنة التمييز ضدهم؟

نظير مجلي (تل أبيب)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية لامين يامال يحتفل بتسجيل الهدف الثالث لبرشلونة (أ.ف.ب)

كلاسيكو العالم: الريال يحقق في تعرض يامال لإساءات عنصرية

ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أن لامين يامال، نجم فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، تعرض لإساءات عنصرية في مباراة الكلاسيكو التي فاز بها فريقه على ريال مدريد.

«الشرق الأوسط» (برلين)
رياضة عالمية لوم تشاوان كان غاضباً من الهتافات (رويترز)

استبدال تشاونا لاعب لاتسيو بعد تعرضه لإساءة عنصرية أمام تفينتي

قال ماركو باروني، مدرب لاتسيو الإيطالي، إن جناحه لوم تشاونا استُبدال بعد تعرضه لإهانات عنصرية من الجماهير خلال الفوز 2 - صفر على تفينتي.

«الشرق الأوسط» (روما)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.