السودان يبقي على دعم السلع في برنامجه الاقتصادي «الإسعافي»

TT

السودان يبقي على دعم السلع في برنامجه الاقتصادي «الإسعافي»

أعلن الدكتور إبراهيم أحمد البدوي وزير المالية والتخطيط الاقتصادي في السودان، في أول يوم عمل له أمس، عن «برنامج إسعافي» لتحقيق نقلة نوعية في إدارة اقتصاد البلاد مدته 200 يوم.
وبحث الوزير مع يحيى جنقول محافظ بنك السودان المركزي، ونائبيه المعتصم عبد الله الفكي وبدر الدين إبراهيم، السياسات النقدية وأوضاع المصارف في المرحلة المقبلة، وقضايا الاقتصاد الكلي، والخطوات التي سيتم اتخاذها للمرحلة المقبلة، في إطار الإعداد لبرنامج إسعافي.
ووفقاً للوزير، لا يتضمن البرنامج الإسعافي رفع الدعم الحكومي عن السلع الأساسية، القمح والوقود، والإبقاء عليه لأهميته في الوقت الراهن، مع السعي ليكون دعماً فعّالاً وذكياً لتقليل الآثار المترتبة على توازنات الاقتصاد الكلي.
وذكر أن البرنامج يتضمن مبادرات إسعافية تطلقها الوزارة بالتنسيق مع جهات الاختصاص المركزية والولائية، تهدف في المقام الأول لمعالجة ارتفاع تكلفة المعيشة ومعالجة البطالة.
وقال البدوي في تصريحات صحافية، عقب لقائه قيادات ومديري الإدارات العامة بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي بالخرطوم أمس، إن مدة المائتي يوم ستبدأ بتثبيت الاقتصاد الكلي، وتعبئة الموارد والتوظيف الأمثل لها، من خلال مبادرات لمعالجة كلفة المعيشة، وإطلاق مشروعات محددة في موازنة 2020، لإضافة قيمة إضافية لقطاعات اللحوم والحبوب الزيتية.
ويتضمن البرنامج وفقاً للوزير، معالجة مشكلة البطالة التي ارتفعت أعدادها إلى ثمانية ملايين عاطل العام الماضي، وذلك بإنشاء مجلس وظائف لإدارة حوار مجتمعي لخلق وظائف بمشاركة القطاع الخاص والجهات ذات الصلة، ومواءمة التأهيل الأكاديمي والتقني مع متطلبات سوق العمل في البلاد. وأضاف أن مشروع معالجة البطالة يتضمن إطلاق برنامج للتدريب وخلق وظائف للشباب، استناداً إلى صناديق محلية وعالمية، ينتظر أن توفرها منظمات المجتمع التنموي الدولي والإقليمي.
ولم يكشف الوزير الجديد عن الدعم الدولي لمعالجة مشكلة البطالة؛ لكنه قال إن هناك دعماً دولياً في مشروعات استراتيجية تهدف لبناء معلومات وقواعد بيانات عن الاقتصاد السوداني، لا سيما في الإحصاء الزراعي النباتي والحيواني والإحصاء السكاني الشامل.
وقال إن الاستراتيجية تقوم كذلك على الاستفادة من العون الدولي في إعطاء البطاقة الإلكترونية الحيوية اللازمة، وكذلك ابتكار برامج للانتقال من الدعم السلعي إلى الدعم المباشر للمواطن، موضحاً أن من أهداف المرحلة الحالية، التحول من دعم العون الإنساني إلى دعم العون التنموي في المناطق المتأثرة بالحروب. ووصف الالتزام بتوازنات الاقتصاد بالمهمة، من ناحية عجز الموازنة وتمويلها وعجز الميزان التجاري.
وقال البدوي: «نتطلع خلال البرنامج الإسعافي إلى إعادة تأهيل السودان في مجتمع التنمية والتمويل، والعمل مع الجانب السيادي والسياسي لرفع العقوبات المفروضة على السودان، وإزالة اسمه من لائحة الدول الراعية للإرهاب».
وأعرب عن سعادته بـ«مبادرة سودانيي المهجر» بإنشاء صندوق لدعم الميزانية وميزان المدفوعات، كاشفاً عن التنسيق بين وزارة المالية وبنك السودان ولجان المهجر، في مشروعات محددة في موازنة 2020، من أجل قيمة إضافية لقطاعات اللحوم والحبوب الزيتية، لمعالجة ارتفاع كلفة المعيشة، كما أعلن الوزير عن مساعٍ داخل البلاد لإنشاء صندوق داخلي لدعم الموازنة.



بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
TT

بنك إنجلترا يحذر من تأثير زيادة الحواجز التجارية على النمو العالمي

بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)
بنك إنجلترا في الحي المالي لمدينة لندن (رويترز)

حذر بنك إنجلترا يوم الجمعة من أن زيادة الحواجز التجارية قد تؤثر سلباً على النمو العالمي وتزيد من حالة عدم اليقين بشأن التضخم، مما قد يتسبب في تقلبات في الأسواق المالية.

وقال بنك إنجلترا، دون الإشارة بشكل خاص إلى فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إن النظام المالي قد يتأثر أيضاً بالاضطرابات في تدفقات رأس المال عبر الحدود وانخفاض القدرة على تنويع المخاطر، وفق «رويترز».

وأضاف أن «انخفاض التعاون الدولي في مجال السياسات قد يعوق تقدم السلطات في تحسين مرونة النظام المالي وقدرته على امتصاص الصدمات المستقبلية».

وفي حين أظهرت الأسر والشركات والبنوك في المملكة المتحدة أنها في حالة جيدة، فإن القطاع المالي في البلاد يواجه مخاطر «ذات أهمية خاصة» نظراً لانفتاح الاقتصاد البريطاني.

ومن بين التهديدات الأخرى ارتفاع مستويات الدين العام في العديد من الاقتصادات في مختلف أنحاء العالم. وقال التقرير إن «حالة عدم اليقين والمخاطر التي تهدد التوقعات قد زادت».

وأضاف بنك إنجلترا أنه لا يزال يعتقد أن التقييمات والعوائد في الأسواق المالية «عرضة لتصحيح حاد» بسبب المخاطر التي تهدد النمو والتضخم وعدم اليقين بشأن أسعار الفائدة. وحذر من أن مثل هذا التصحيح قد يتفاقم بسبب نقاط الضعف المستمرة في التمويل القائم على السوق وقد يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض للأسر والشركات في المملكة المتحدة.

وأشار إلى أن أحدث اختبارات المرونة التي أجراها على البنوك البريطانية أظهرت أنها تتمتع برأس مال جيد وسيولة وفيرة. لكن المؤسسات المالية غير المصرفية، مثل صناديق التحوط، لا تزال عرضة لصدمات مالية مفاجئة، وأنه ليس بإمكان جميع هذه المؤسسات الوصول إلى التمويل الضروري في أوقات الأزمات. وأوضح أن القطاع المتنامي للمؤسسات المالية غير المصرفية قد عزز من مرونته، إلا أن اعتماده على التمويل البنكي في أوقات الأزمات قد يؤدي إلى «مخاطر أكبر على الاستقرار المالي».

وعلى خلاف اختبارات الضغط التقليدية التي تركز على كيفية تأثر ميزانيات البنوك والمؤسسات المالية الأخرى خلال الأزمات، استعرض اختبار بنك إنجلترا الشامل كيف يمكن لتصرفات شبكة كاملة من المؤسسات المالية، بما في ذلك البنوك وصناديق التحوط وشركات التأمين والمقاصة المركزية، أن تُفاقم الصدمات الاقتصادية.

وتصور السيناريو الافتراضي حالة من «تفاقم التوترات الجيوسياسية» التي تؤدي إلى صدمة سوقية مفاجئة وشديدة. وقد يصبح هذا السيناريو أكثر احتمالاً بعد فوز ترمب، حيث هدد مراراً بفرض رسوم جمركية على الواردات الأجنبية، مما قد يؤدي إلى تصعيد التوترات التجارية والسياسية مع دول مثل الصين.

وقد أظهرت نتائج اختبار بنك إنجلترا المخاطر المستمرة في قطاع المؤسسات المالية غير المصرفية، حيث تتوقع العديد من هذه المؤسسات أن تتمكن من الاعتماد على تمويل «الريبو» من البنوك، وهو أمر قد يكون غير متاح في حالات الأزمات.

كما أشار إلى أن سوق سندات الشركات بالجنيه الاسترليني ستواجه ضغطاً كبيراً، حيث ستضطر الصناديق التي تحاول جمع السيولة إلى بيع السندات في سوق متهالك، مما يؤدي إلى «قفزة نحو عدم السيولة» مع قلة المشترين.

ورغم أن هذا الاختبار الشامل كان يهدف بشكل أساسي إلى توعية المؤسسات المالية بالمخاطر المحتملة بدلاً من اتخاذ إجراءات سياسية مباشرة، أكد بنك إنجلترا أن استنتاجاته تدعم الجهود الدولية لفهم وتنظيم القطاع غير المصرفي المتنامي. ويشمل ذلك المراجعات المتزايدة من قبل المنظمين في مختلف أنحاء العالم للقطاع الذي يمثل الآن حوالي نصف النظام المالي العالمي، بعد عدة حوادث تطلبت دعماً لهذه المؤسسات في السنوات الأخيرة.

وفي المستقبل، يخطط البنك المركزي لإجراء اختبارات مرونة كاملة للبنوك كل عامين اعتباراً من عام 2025، وذلك لتقليل العبء الإداري على المقرضين والسماح للبنك بالتركيز على المخاطر المالية المحتملة الأخرى. وسيتم إجراء اختبارات معيارية أقل تفصيلاً حسب الحاجة بين تلك السنوات.

واحتفظ بنك إنجلترا بمتطلب رأس المال المعاكس للتقلبات الدورية (CcyB)، أو متطلب رأس المال «للأيام الممطرة» للبنوك التي يمكن السحب منها في الأوقات العصيبة، عند مستوى محايد بنسبة 2 في المائة.