توسع صلاحيات وزير الدفاع التركي يُغضب موالين لإردوغان في الجيش والحزب

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار (أرشيفية - رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار (أرشيفية - رويترز)
TT

توسع صلاحيات وزير الدفاع التركي يُغضب موالين لإردوغان في الجيش والحزب

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار (أرشيفية - رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ووزير الدفاع التركي خلوصي أكار (أرشيفية - رويترز)

أثار توسع صلاحيات وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، واضطلاعه بملفات مهمة على رأسها تصدره ملف التفاوض مع واشنطن حول «المنطقة الآمنة» المُقترحة في شمال سوريا، غضب قيادات داخل الجيش التركي ومسؤولين في حزب العدالة والتنمية، من الموالين للرئيس رجب طيب إردوغان.
التخوف الأكبر لهؤلاء الضباط والقادة الحزبيين والدوائر القومية الموالية لإردوغان يعود إلى توسع صلاحيات الرجل الذي بات «ثاني أهم شخصية قيادية تركية» على حساب مؤسسة الرئاسة.
وبحسب مقال لمتين كورجان، وهو مستشار عسكري تركي سابق في الفترة من 2002 إلى 2008، نشره موقع «المونيتور» الأميركي، فإن ضيق هؤلاء الموالين لإردوغان من أكار مرتبط بتصدر الأخير ملف التفاوض مع واشنطن حول المنطقة الآمنة وقوات سوريا الديمقراطية «قسد»، خصوصاً في ظل تشكيكهم في الاتفاقات التي وقعها أكار مع الولايات المتحدة.
وترأس أكار على مدار الشهور الأخيرة وفوداً رسمية في زيارات خارجية لواشنطن وموسكو لإجراء محادثات حول الملف السوري والتطورات الإقليمية. كما أجرى عدة جولات تفقدية للوحدات العسكرية في ولاية هكاري على الحدود التركية السورية في جنوب البلاد، والتقى القوات التركية العاملة في المنطقة، برفقة رئيس الأركان وأرفع قادة الجيش.
وكان إردوغان قد أصدر قراراً، في يوليو (تموز) 2018، بتعيين أكار الذي كان يتولى رئاسة الأركان منذ العام 2015، وزيراً للدفاع في الحكومة الجديدة، وهو تعيين نادر لعسكري في هذا المنصب.
ويُشير كورجان، الذي يعمل حالياً أكاديمياً مُتخصصاً في الشأن العسكري التركي، إلى أن التخوف من أكار مرتبط باصطحابه كبار جنرالات الجيش في كل رحلاته، كاشفاً تعمد الصحف الحكومية والمحسوبة على القوميين تقليص التغطية الممنوحة لأنشطة أكار مؤخراً كوسيلة غير مباشرة لصرف الأضواء عنه.
ويلفت كورجان إلى أن ازدياد سُلطة أكار على القوات المسلحة دفع أصواتاً داخل حزب العدالة والتنمية إلى الدعوة لإلحاق رئاسة الأركان والقوات الجوية والبحرية بالرئاسة مباشرة بدلاً من وزارة الدفاع كما هو الحال الآن.
وعزز إردوغان، في وقت سابق، صلاحيات وزير الدفاع عبر وضع هيئة الأركان العامة تحت سلطته، وذلك بعد تعيين أكار في المنصب.
ويُثير ارتداء أكار ملابس شبيهة بالزي العسكري مع شعار وزارته على ملبسه بدلاً من البدلات التقليدية أثناء سفره المحلي، وخاصة إلى الوحدات العسكرية، انتقادات بعض الجنرالات، وفقاً لكورجان.
وقدم 5 جنرالات لا يزالون في الخدمة طلبات للتقاعد، بعد أسبوعين فقط من اجتماع المجلس العسكري الأعلى في خطوة تقول عنها بعض التقارير إنها كانت احتجاجاً على بعض القرارات العسكرية للحكومة في سوريا.
ويتفق ذلك مع ما ذكرته صحيفة «الشرق الأوسط» في تقرير سابق لها حول «ثورة غضب صامتة» تعيشها الصفوف العليا في الجيش التركي، لا سيما طبقة الجنرالات، احتجاجاً على قرارات مجلس الشورى العسكري الذي عُقد مطلع أغسطس (آب) الماضي.
وأظهرت تقارير مُسربة من حزب العدالة والتنمية قلقاً بين قادة الحزب الحاكم من أن يتحول أكار إلى المهندس الأوحد لسياسة تركيا في سوريا، مقابل تهميش دور وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو الذي أصبح بعيداً عن دائرة الأضواء في الملف السوري.
أخيراً، يؤكد كورجان وجود مقاومة كبيرة من جانب قادة في الجيش لنفوذ أكار وبالأخص في الملف السوري، موضحاً أن هؤلاء يسيطر عليهم شعور بأن خدماتهم وتضحياتهم لا تحظى بالتقدير اللازم.



من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

هناك الكثير من الأحداث المهمة المنتظر حدوثها في عام 2025، بدءاً من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومروراً بالانتخابات في أوروبا واضطراب المناخ والتوقعات بانتهاء حرب أوكرانيا.

ونقل تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية تفاصيل هذه الأحداث المتوقعة وكيفية تأثيرها على العالم ككل.

تنصيب دونالد ترمب

سيشهد شهر يناير (كانون الثاني) الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، بل وربما للعالم أجمع، وهو تنصيب ترمب ليصبح الرئيس السابع والأربعين لأميركا.

وسيقع هذا التنصيب في يوم 20 يناير، وقد تعهد الرئيس المنتخب بالقيام بتغييرات جذرية في سياسات بلاده الداخلية والخارجية فور تنصيبه.

ونقل مراسل لشبكة «سكاي نيوز» عن أحد كبار مستشاري ترمب قوله إنه يتوقع أن يوقّع الرئيس المنتخب على الكثير من «الأوامر التنفيذية» الرئاسية في يوم التنصيب.

وتنبأ المستشار بأنه، بعد لحظات من أدائه اليمين الدستورية «سيلغي ترمب قدراً كبيراً من إرث الرئيس الحالي جو بايدن ويحدد اتجاه أميركا للسنوات الأربع المقبلة».

وعلى الصعيد المحلي، سيقرّ ترمب سياسات هجرة جديدة جذرية.

وقد كانت الهجرة قضية رئيسية في الحملة الانتخابية للرئيس المنتخب، حيث إنه وعد بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد بايدن.

ويتوقع الخبراء أن تكون عمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها خاضعة لمعارك قانونية، إلا أن فريق ترمب سيقاتل بقوة لتنفيذها.

ومن المتوقع أيضاً أن يصدر ترمب عفواً جماعياً عن أولئك المتورطين في أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021، حين اقتحم الآلاف من أنصاره مبنى الكونغرس بهدف منع التصديق على فوز بايدن بالانتخابات.

وعلى الصعيد الدولي، يتوقع الخبراء أن يكون لرئاسة ترمب تأثيرات عميقة على حرب أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، وأجندة المناخ، والتعريفات الجمركية التجارية.

ومن المتوقع أن ينسحب ترمب من اتفاقية باريس للمناخ؛ الأمر الذي سيجعل أميركا غير ملزمة بأهداف خفض الانبعاثات الكربونية.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال ترمب إنه يستطيع تحقيق السلام وإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.

أما بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، فقد هدَّد الرئيس الأميركي المنتخب حركة «حماس» بأنه «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل 20 يناير (موعد تنصيبه) سيكون هناك جحيم يُدفع ثمنه في الشرق الأوسط». إلا أن الخبراء لا يمكنهم توقع كيف سيكون رد فعل ترمب المتوقع في هذا الشأن.

انتخابات أوروبا

سيبدأ العام بانتخابات في اثنتين من أبرز دول أوروبا، وهما فرنسا وألمانيا.

سينصبّ التركيز أولاً على برلين - من المرجح أن ينتهي الأمر بالليبرالي فريدريش ميرز مستشاراً لألمانيا؛ مما يحرك بلاده أكثر نحو اليمين.

ويتوقع الخبراء أن تكون أولويات ميرز هي السيطرة على الهجرة.

أما في فرنسا، فسيبدأ رئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوارد فيليب في الترويج لنفسه ليحلّ محل إيمانويل ماكرون رئيساً، بحسب توقعات الخبراء.

ويعتقد الخبراء أيضاً أن يتطور دور جورجيا ميلوني وينمو من «مجرد» كونها زعيمة لإيطاليا لتصبح قناة الاتصال بين أوروبا وترمب.

علاوة على ذلك، ستجري رومانيا انتخابات لاختيار رئيس جديد في مارس (آذار) المقبل.

الأوضاع في الشرق الأوسط

يقول الخبراء إن التنبؤ بما قد يحدث في الشرق الأوسط هو أمر صعب للغاية.

وعلى الرغم من تهديد ترمب بتحويل الأمر «جحيماً» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الموجودين في غزة، فإن وضع الرهائن لا يزال غير معروف وغير محسوم.

وعلى الرغم من التفاؤل الأخير بشأن المفاوضات، لا تزال الخلافات قائمة بين «حماس» وإسرائيل. لكن وقف إطلاق النار لا يزال محتملاً.

لكن أي هدنة ربما تكون مؤقتة، وهناك الكثير من الدلائل على أن الجيش الإسرائيلي ينوي البقاء في غزة في المستقبل المنظور مع تزايد الدعوات إلى احتلال دائم بين الساسة الإسرائيليين من أقصى اليمين.

وما لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير وسريع، فإن سمعة إسرائيل الدولية سوف تستمر في التردي في حين تنظر محكمة العدل الدولية في اتهامات بالإبادة الجماعية.

ويتوقع الخبراء أن يفكر نتنياهو في ضرب إيران، سواء لردع الحوثيين أو للتصدي للبرنامج النووي للبلاد، لكن قد يتراجع عن ذلك إذا لم يحصل على دعم من الرئيس الأميركي القادم.

ومن بين الأحداث التي يدعو الخبراء لمراقبتها من كثب هذا العام هي صحة المرشد الإيراني المسن علي خامنئي، التي كانت مصدراً لكثير من التكهنات في الأشهر الأخيرة، حيث ذكرت الكثير من التقارير الإعلامية أنها متردية للغاية.

أما بالنسبة لسوريا، فسيحتاج قادة سوريا الجدد إلى العمل على دفع البلاد للاستقرار وجمع الفصائل الدينية والعسكرية المختلفة، وإلا فإن التفاؤل المفرط الذي شوهد بعد الإطاحة ببشار الأسد سينقلب وتحلّ محله تهديدات بوقوع حرب أهلية جديدة بالبلاد.

العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

قد تكتسب المنافسة بين الصين والولايات المتحدة زخماً كبيراً هذا العام إذا نفَّذ دونالد ترمب تهديداته التجارية.

وقد هدد الرئيس الأميركي المنتخب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع الصينية؛ وهو ما قد يشعل حرباً تجارية عالمية ويتسبب في انهيار اقتصادي.

وتستعد بكين لمثل هذه المتاعب، وهي منخرطة بالفعل في إجراءات تجارية انتقامية مع الولايات المتحدة.

ودبلوماسياً، وفي حين توجد جهود لقلب العلاقة المتوترة بين المملكة المتحدة والصين، من المرجح أن تستمر مزاعم التجسس واتهامات التدخل الصيني في السياسة الأميركية، وهي اتهامات تنفيها بكين بشدة.

حرب أوكرانيا

يتوقع الخبراء أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025، مشيرين إلى أن القتال سيتوقف على الأرجح وأن الصراع سيتجمد.

وأشار الجانبان الروسي والأوكراني مؤخراً إلى استعدادهما لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ«سكاي نيوز» إنه على استعداد للتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها كييف، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لتقديم تنازلات أيضاً.

إنه تحول دراماتيكي في اللهجة، نتج من انتخاب دونالد ترمب، بحسب الخبراء الذين قالوا إن المحادثات والتوصل لصفقة بات أمراً حتمياً الآن.

ومهما كانت النتيجة، ستقدمها روسيا للعالم على أنها انتصار لها.

ويعتقد الخبراء أن الكرملين يأمل في اختتام المفاوضات قبل التاسع من مايو (أيار)، الذي يصادف الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، ليكون الاحتفال الروسي مزدوجاً.

لكن المشاكل لن تنتهي عند هذا الحد بالنسبة لبوتين. فمع ارتفاع التضخم، وانخفاض قيمة الروبل، وضعف الإنتاجية، سيكون الاقتصاد هو معركة روسيا التالية.