ليبيا: «الوفاق» تتحدث عن تقدم... والجيش يؤكد «دحر الهجوم»

تجددت المواجهات العنيفة جنوب العاصمة الليبية طرابلس أمس، لليوم الثاني على التوالي، بعدما سقط نحو 70 شخصاً على الأقل بين قتيل وجريح في معارك بين قوات الجيش الوطني، بقيادة المشير خليفة حفتر، والميليشيات الموالية لحكومة الوفاق، برئاسة فائز السراج، أول من أمس، بينما تعرض مقر إحدى شركات مؤسسة النفط لعملية سطو مسلح في طرابلس.
وفي الأسبوع الأول من الشهر السادس لحملة حفتر لتحرير العاصمة، نجحت قوات الجيش في احتواء عملية موسعة شنتها ميليشيات السراج، بعد أسبوع من الهدوء النسبي في مختلف محاور القتال. وقال مسؤول عسكري في الجيش الوطني لـ«الشرق الأوسط» إن «قواته نجحت في استيعاب الهجوم الذي سعت من خلاله ميليشيات السراج إلى إجبار قوات الجيش الوطني على التراجع عن مواقعها الحالية جنوب العاصمة»، مشيراً إلى خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات بالميليشيات.
وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم تعريفه: «تم الهجوم من 4 محاور، وتحديداً على قوة إجدابيا، وقامت الميليشيات بحشد جميع مقاتليها، لكن تم دحرهم وتكبيدهم خسائر فادحة في الأرواح والعتاد».
وقدم المسؤول قائمة بأسماء 12 من قتلى الميليشيات، مضيفاً: «هذه عينه، وما زال هناك كثير من القتلى والجرحى، بحسب مصادرنا من الداخل».
وفي المقابل، اعترف مصدر عسكري في ميليشيات السراج بحجم الخسائر البشرية في صفوفها جراء قتال أول من أمس، إذ نقلت وكالة «شينخوا» الصينية عن مصدر بغرفة عمليات المنطقة العسكرية الغربية بحكومة السراج قوله إن «حصيلة الاشتباكات أسفرت عن مقتل 9 من قواتنا، وإصابة 24 بجروح متفاوتة».
كما نقلت الوكالة عن مصدر عسكري بالجيش الوطني: «سقط 11 قتيلاً في صفوف قواتنا، وأكثر من 30 جريحاً».
وبدورها، نقلت وكالة «رويترز» عن شاهد من مدينة مصراتة الساحلية (شرق طرابلس): «قُتل 3 من المقاتلين المتحالفين مع حكومة السراج من مصراتة في طرابلس».
وقالت عملية «بركان الغضب»، التي تشنها الميليشيات الموالية للسراج، في إيجاز صحافي مساء أول من أمس، على لسان الناطق الرسمي باسمها محمد قنونو، إن قواتها حققت ما وصفته بتقدم كاسح على كل المحاور في محيط طرابلس وترهونة، وحققت الأهداف المرسومة من غرفة العمليات بكل احترافية.
وأوضحت أن التمهيد بدأ باستهداف جوي لعربتي غراد، كانتا تستهدفان طرابلس بصواريخهما، فيما مهدت المدفعية الثقيلة للقوات التقدم، واستهدفت بشكل دقيق تمركزات لقوات الجيش في السبيعة ومواقع في وادي الربيع.
وقالت: «شرعت قواتنا في التقدم بعد وصول إمدادات عسكرية إلى محور سوق الخميس أمسيحل، معززة مواقعها، وقبضت على متورطين في الهجوم على طرابلس من قيادات كتيبة سحبان». وزعمت أن قواتها عززت أيضاً تمركزاتها في محاور سوق الخميس، ووادي الربيع، والخلة، وعين زارة، ودمرت آليات جراد.
وتابع البيان: «نفذت قواتنا الجوية 7 طلعات جوية، بعضها قتالية، استهدفت قواعد انطلاق الطيران لقصف المدنيين في طرابلس وضواحيها». كما عرضت لقطات فيديو قالت إنها تُعرض لأول مرة عن استهداف سلاح الجو لعربة غراد، بعد قصفها مطار معيتيقة.
وكان المركز الإعلامي لغرفة عمليات الكرامة التابع للجيش الوطني قد أعلن أن «الميليشيات الإرهابية هاجمت غوط الريح»، مشيراً إلى أن «قوات الجيش اعتقلت 4 من المهاجمين، ودحرت الهجوم». كما أعلن «دحر هجوم الميليشيات على منطقة السبيعة... وسقوط أعداد من القتلى والجرحى، وغنم عدد 3 سيارات مسلحة»، مشيراً إلى أن ميليشيات مصراتة فتحت النار على المواطنين في أثناء تعبئة الوقود من محطة الجوادي، ما نجم عنه مقتل شخص وإصابة آخر.
وقال اللواء أحمد المسماري، الناطق باسم الجيش، خلال مؤتمر صحافي بأبوظبي مساء أول من أمس، إن قوات الجيش تواصل التقدم على 7 محاور في معركة طرابلس، بعدما تصدت لهجوم الجماعات الإرهابية بمحاور القتال، مؤكداً مقتل 30 عنصراً من الجماعات الإرهابية.
وبعدما كشف النقاب عن أن الجماعات الإرهابية بدأت منذ يوم الخميس الماضي بشن غارات جوية بواسطة طائرات تركية مسيرة يقودها ضباط أتراك، هدد بأن أن أي طائرة ستستهدف قوات الجيش سيتم ضربها وضرب القاعدة التي أقلعت منها.
إلى ذلك، قالت مؤسسة النفط الموالية لحكومة السراج إنها أخلت مقراً لإحدى شركاتها في طرابلس بعد حريق، بينما تعرض مقر لشركة أخرى إلى عملية سطو مسلح. وأكدت في بيان لها أن مقر الشركة الوطنية لحفر وصيانة الآبار، التابعة لها في طرابلس، قد تعرض لسطو مسلح فجر أول من أمس، مشيرة إلى قيام شخصين ملثمين بإطلاق النار، وبالاعتداء على المسؤولين عن الحراسة، واحتجازهم داخل مقر الشركة قبل مغادرتهم حتى الصباح.
وقالت المؤسسة إنه تمت سرقة الممتلكات الشخصية للمحتجزين، إضافة إلى عدد من الأجهزة الأخرى التابعة للشركة.
ونقل البيان عن مصطفى صنع الله، رئيس المؤسسة، أنها «تدين بشدة هذا الجريمة»، لافتاً إلى «قيام الشركة الوطنية لحفر وصيانة الآبار حالياً على مراجعة البروتوكولات الأمنية، وهي تعمل مع السلطات المعنية للتأكد من هوية مرتكبي هذه الجريمة وتقديمهم إلى العدالة».