الأمية في فلسطين من أقل المعدلات في العالم

غزة الأكثر تعليماً بين المناطق

TT

الأمية في فلسطين من أقل المعدلات في العالم

قال الجهاز المركزي للإحصاء «إن معدلات الأمية في فلسطين تعتبر من أقل المعدلات في العالم». وأظهر التقرير الذي أعده لمناسبة اليوم العالمي لمحو الأمية الذي صادف أمس الأحد، أنه «يوجد في فلسطين نحو 83 ألف أمي وأميّة من الأفراد في الفئة العمرية 15 سنة فأكثر في العام 2018». أي بمعدل 2.8 في المائة؟
ويبلغ معدل الأمية بين الأفراد 15 سنة فأكثر في الدول العربية 24.8 في المائة حسب بيانات معهد اليونيسكو للإحصاء في العام 2016. عددهم نحو 64.6 مليون، منهم 40.9 مليون من الإناث بمعدل 32.8 في المائة مقارنة بـ17.4 في المائة (23.7 مليون) بين الذكور، وبلغ معدل الأمية عالميا بين الأفراد 15 سنة فأكثر 13.8 في المائة، وبلغ عدد الأميين في العالم نحو 750.1 مليون منهم 472.9 مليون من الإناث بمعدل 17.3 في المائة في حين بلغ معدل الأمية بين الذكور (15 سنة فأكثر) في العالم 10.2 في المائة (277.2 مليون).
وحسب تعريف منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونيسكو) يعرف الشخص الأمي بأنه الشخص الذي لا يستطيع أن يقرأ ويكتب جملة بسيطة عن حياته اليومية.
ورصدت البيانات في التقرير انخفاضا كبير في معدل الأمية منذ العام 1997. حيث بلغ معدل الأمية بين السكان الفلسطينيين 15 سنة فأكثر في المائة 13.9 في العام 1997 ووصل إلى 2.8 في المائة في العام 2018. وهذا الاتجاه في الانخفاض ينطبق على الجنسين، فقد انخفض المعدل بين الذكور من 7.8 في المائة في العام 1997 إلى 1.3 في المائة في العام 2018، أما بين الإناث فقد انخفض من 20.3 في المائة إلى 4.3 في المائة لنفس الفترة.
أما على مستوى المنطقة، فقد انخفض المعدل في الضفة الغربية من 14.1 في المائة في العام 1997 إلى 3.0 في المائة في العام 2018، وفي قطاع غزة فقد انخفض من 13.7 في المائة إلى 2.4 في المائة للفترة ذاتها.
وبلغ معدل الأمية بين الأفراد 15 سنة فأكثر في فلسطين 2.8 في المائة (82.8 ألف أمي وأميّة)، بواقع 1.3 في المائة بين الذكور (20.2 ألف أمي) و4.3 في المائة بين الإناث (62.6 ألف أميّة) في العام 2018. أما على مستوى المنطقة، فقد بلغ معدل الأمية بين الأفراد 15 سنة فأكثر في الضفة الغربية 3.0 في المائة (56.0 ألف أمي وأميّة)، بواقع 1.3 في المائة بين الذكور (12.6 ألف أمي) و4.8 في المائة بين الإناث (43.4 ألف أميّة) لنفس العام، في حين بلغ معدل الأمية بين الأفراد 15 سنة فأكثر في قطاع غزة لنفس العام 2.4 في المائة (26.8 ألف أمي وأميّة)، بواقع 1.3 في المائة بين الذكور (7.6 ألف أمي) و3.4 في المائة بين الإناث (19.2 ألف أميّة).
ويتفاوت توزيع الأميين على الفئات العمرية، إذ سجّلت الفئة العمرية 65 سنة فأكثر أعلى نسبة بين الأميين، في حين سجّلت الفئتان العمريتان 30 - 44 سنة و15 - 29 سنة أدنى نسبة بين الأميين.
كما بلغ معدل الأمية في التجمعات الريفية 3.7 في المائة (18.0 ألف أمي وأميّة)، و2.8 في المائة في المخيمات (7.1 ألف أمي وأميّة) و2.6 في المائة في التجمعات الحضرية (57.7 ألف أمي وأميّة) في العام 2018. أما على مستوى الجنس فقد كان أعلى معدل للأمية بين الإناث في التجمعات الريفية، يليها المخيمات، ومن ثم الحضر، أما بين الذكور فلا توجد فجوة في معدلات الأمية على مستوى نوع التجمع.
وسجّل أعلى معدل أمية بين الأفراد (15 سنة فأكثر) في محافظة سلفيت حيث بلغ 5.4 في المائة، تليها محافظة أريحا والأغوار حيث بلغ المعدل 3.9 في المائة، في حين سجّل أدنى معدل أمية في محافظة غزة حيث بلغ المعدل 2.0 في المائة.
أما على مستوى الجنس، فقد سجّل أعلى معدل أمية بين الذكور (15 سنة فأكثر) في محافظة القدس حيث بلغ المعدل 2.9 في المائة، في حين سجّل أعلى معدل أمية بين الإناث في نفس الفئة العمرية في محافظة سلفيت حيث بلغ 9.2 في المائة.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».