الجيش الإسرائيلي: {درون الجهاد» وراء التوتر في المنطقة الحدودية

أكد الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، أمس الأحد، أن التوتر الحاصل في المنطقة الحدودية مع قطاع غزة بدأ بعملية نفذتها قوات «الجهاد الإسلامي» واستخدمت فيها طائرة مسيرة «درون».
وقال إن «رجال (الجهاد الإسلامي) كانوا قد زرعوا في الليل عبوة ناسفة قرب السياج الحدودي، مع القطاع. وأطلقوا في الصباح طائرتهم المسيرة لتحلق فوق السياج ثم وجهت تعليماتها الإلكترونية لتفجير العبوة، حال مرور سيارة جيب عسكرية، تقوم بدورية في المنطقة». وأكد المتحدث وقوع أضرار لمركبة عسكرية إسرائيلية، بينما نفى وقوع إصابات في وسط الجنود.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن هذا الاستخدام المميز يثير قلقا من تطور قدرات التنظيمات الفلسطينية، لذلك فإن الرد الإسرائيلي عليها تجاوز المألوف. فقصفت مواقع لكلا التنظيمين، «حماس» و«الجهاد».
وقال مصدر عسكري إن الهجوم بطائرة فلسطينية مسيرة يعتبر الثالث من نوعه. وكتب محلل الشؤون الأمنية في صحيفة «معريب»، يوسي ميلمان، إنها «ليست المرة الأولى، حيث وقعت هجمتان جويتان بطائرات مسيرة انطلقت من قطاع غزة، في الأسابيع الأخيرة، ألقتا قنبلة يدوية وقذيفة (آر بي جي). وقد اعتبرته إسرائيل كسرا للتوازن القائم في الردع». وحسب مصادر في المخابرات الإسرائيلية فإن «هناك دلائل كثيرة على أن (الجهاد الإسلامي)، الذي يعتبر ذراعا لإيران، ينوي تنفيذ عمليات تفجير نوعية ضد إسرائيل قبيل الانتخابات الإسرائيلية (التي ستجري في السابع عشر من الشهر الجاري)». وتقول تلك المصادر إن «(الجهاد) يلائم نفسه للسياسة الإيرانية. فمنذ انتخاب زياد نخلة، رئيسا جديدا له، يسعى لتصعيد التوتر والدخول في صدام. و(حماس)، التي تحكم قطاع غزة، لا تمنعه من ذلك إما لأنها لا تستطيع وباتت هي الأخرى خاضعة للنفوذ الإيراني وإما لأنها تغض الطرف لأنها غير راضية عن وتيرة التنفيذ الإسرائيلي للتهدئة وتباطؤها في تخفيف الحصار».
وأكد مسؤول أمني أن الجيش الإسرائيلي يحاول ضبط نفسه ولجم الخطط الجاهزة للرد على مثل هذه الحالات، لأنه غير معني بالدخول في حرب مع قطاع غزة قبيل الانتخابات. فمن جهة يريد الحفاظ على الأجواء الانتخابية ومن جهة ثانية يحاول الامتناع عن شن حرب تحت قيادة رئيس الوزراء ووزير الدفاع، بنيامين نتنياهو، خوفا من تسخير الجيش لمعركته الحزبية الانتخابية. ولكنه في الوقت ذاته يوجه رسائل تهديد مفادها أن «ثمن الضربات الفلسطينية لإسرائيل سيكون كبيرا ويكبر باستمرار».
يذكر أن نتنياهو نفسه كان قد حمّل «حماس» مسؤولية نشاط «الجهاد الإسلامي» وهدد بأن إسرائيل تواصل الرد عليها بقسوة دفاعا عن أمن مواطنيها. وحيا صمود سكان البلدات الجنوبية الذين يتعرضون للضربات. وقال خلال جلسة الحكومة العادية، أمس الأحد: «إننا نتحرك بحزم ضد أي محاولة اعتداء على مواطنينا أو على جنودنا. وكما أثبتنا الليلة الماضية مجدداً، لن نسمح بأي محاولة للاعتداء علينا وسنحافظ على أمن إسرائيل». فيما هاجمه حزب الجنرالات «كحول لفان» قائلا إن «نتنياهو يمضي وقته في الرحلات إلى الخارج وتدبير تمويل لمحاكمته بتهمة الفساد، ويحاول إرضاء (حماس) بالدولارات، وإسرائيل تدفع ثمن ذلك كله بأمن مواطنيها».