انتهاكات حوثية تطال منظمات صحية أممية ومؤسسات دوائية محلية

طفل يمني يقف أمام طابور من اسطوانات الغاز الفارغة في انتظار تعبئتها في صنعاء أمس (إ ب ا)
طفل يمني يقف أمام طابور من اسطوانات الغاز الفارغة في انتظار تعبئتها في صنعاء أمس (إ ب ا)
TT

انتهاكات حوثية تطال منظمات صحية أممية ومؤسسات دوائية محلية

طفل يمني يقف أمام طابور من اسطوانات الغاز الفارغة في انتظار تعبئتها في صنعاء أمس (إ ب ا)
طفل يمني يقف أمام طابور من اسطوانات الغاز الفارغة في انتظار تعبئتها في صنعاء أمس (إ ب ا)

تواصل ميليشيات الحوثي الانقلابية حربها العبثية ضد القطاع الصحي في اليمن، تارة باستهداف المستشفيات وإغلاقها ومصادرة ممتلكاتها وأخرى باستهداف المنشآت الدوائية وقطاع الصيدلة المحلي بشكل عام.
وكما استهدفت الميليشيات الحوثية من قبل آلاف المرافق الصحية بمناطق سيطرتها بالقصف والتدمير والإغلاق والتحويل لثكنات عسكرية ومخازن أسلحة، سعت هذه المرة، وبحسب معلومات حصلت عليها «الشرق الأوسط» من مصادر طبية، لاستهداف منظمات دولية معنية بالمجال الصحي وتعمل في مناطق سيطرتها.
وأكد مصدر مسؤول بوزارة الصحة الخاضعة للجماعة في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، أن ميليشيات الحوثي أعلنت مؤخراً وكعادتها الحرب على منظمة أطباء بلا حدود وغيرها من المنظمات الإنسانية العاملة في اليمن.
وكشف المصدر عن منع الميليشيات الخميس الماضي دخول شحنة مساعدات طبية تابعة لمنظمة أطباء بلاد حدود الهولندية عبر مطار صنعاء. وقال إن «جماعة الحوثي الانقلابية وجهت عبر وزير صحتها في حكومة الانقلاب غير المعترف بها طه المتوكل بإغلاق جميع مخازن الأدوية التابعة للمنظمة لأسباب لم تفصح عنها، متجاوزة في ذلك كل التحذيرات الأممية الخاصة بعرقلة دخول المساعدات الإغاثية سواء الغذائية أو الطبية المقدمة لملايين المحتاجين في اليمن».
وبدورها، أكدت مصادر عاملة في المجال الإغاثي في اليمن هي الأخرى، منع الميليشيات، الخميس، طائرة على متنها شحنة مساعدات دوائية تابعة لأطباء بلا حدود من إفراغ حمولتها، عقب وصولها مطار صنعاء بساعات.
وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، إن الميليشيات لم تفصح على الأقل عن سبب منع إفراغ الطائرة لحمولتها. مشيرة في الصدد ذاته إلى قيام وزير الصحة بحكومة الانقلابيين المدعو طه المتوكل بإصدار توجيهاته بإغلاق جميع المخازن الطبية الخاصة بالمنظمة بصنعاء ومصادرة محتوياتها وإحالة الموظفين للنيابة العامة الخاضعة لسيطرة الجماعة».
ويرى مراقبون محليون أن الانتهاكات الحوثية بحق «أطباء بلا حدود» ليست سوى مقدمة لمنعها في قادم الأيام من مزاولة نشاطاتها بشكل نهائي في مناطق سيطرتها، الأمر الذي سيزيد، بحسبهم، من معاناة اليمنيين.
واعتبر المراقبون، في حديثهم مع «الشرق الأوسط»، تلك الانتهاكات بأنها ليست بجديدة على ميليشيات إرهابية طال عبثها ودمارها مختلف القطاعات في اليمن الصحية والإغاثية والتعليمية والاقتصادية والخدمية وغيرها.
وكما لم تسلم المنظمات الصحية الخارجية من انتهاكات وبطش الميليشيات، لم يسلم أيضا القطاع الصحي الداخلي المتمثل بالمستشفيات والمراكز الصحية والمؤسسات الدوائية من تلك التعسفات.
وكشفت مصادر محلية بأمانة العاصمة صنعاء، لـ«الشرق الأوسط»، بدء الميليشيات مطلع الأسبوع الماضي بتنفيذ حملات ميدانية واسعة في أسواق المدينة، استهدفت فيها أكثر من 2500 صيدلية ومنشأة دوائية محلية.
وأكدت المصادر أن الهدف من حملة الميليشيات هو كسابقاتها من الحملات ابتزاز مالكيها وإجبارهم على دفع جبايات غير قانونية لعناصر الجماعة.
وأفاد موظف في مكتب الصحة بالمدينة، بأن 10 فرق ميدانية تابعة للميليشيات نفذت في الأول من سبتمبر (أيلول) الجاري حملة ميدانية في مديرية الوحدة بالأمانة استمرت ثلاثة أيام كمرحلة أولى استهدفت من خلالها 150 صيدلية.
وأشار الموظف، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه خشية البطش به، إلى أن الحملات الحوثية رافقها إغلاق عدد من الصيدليات التي لم تنصع لتوجهات الميليشيات ولم تدفع إتاوات فرضت عليها. وقال إن «حملة الميليشيات ما تزال مستمرة وستطال خلال الأيام القادمة بقية الصيدليات ومنشآت الدواء في مديريات العاصمة».
وجاءت عملية الاستهداف الحوثية للصيدليات ومؤسسات الدواء بمناطق سيطرتها بعد أسبوع فقط من إغلاقها لأكثر من 8 مستشفيات أهلية وخاصة وسحب تراخيصها وإزالة لوحاتها من على واجهاتها، وإغلاق قسمي العمليات والعناية المركزة في 25 مستشفى أهليا وحكوميا، في محاولة منها لابتزاز مالكيها وإجبارهم على دفع جبايات غير قانونية.
ووفقاً لأطباء ومتابعين لهذا الأمر، فإنه ومنذ من اجتياح العصابة الحوثية للعاصمة صنعاء وعبثها الممنهج بكل قطاعات ومؤسسات الدولة بما فيه القطاع الصحي، شنت الميليشيات حرباً شرسة ضد كبريات الشركات المستوردة للدواء المعتمدة كوكلاء لشركات عالمية وأرغمتها على وقف نشاطها لتقوم هي بالعمل بديلا عنها وتأسيس شركات وهمية واستيراد أدوية من طهران رديئة المواصفات.
وقال الأطباء، لـ«الشرق الأوسط، إن «استمرار تضييق الميليشيات الخناق على مؤسسات الدواء في مناطق سيطرتها، يأتي في وقت تؤكد فيه معلومات وتقارير إعلامية محلية إغراق الأسواق بأدوية إيرانية منتهية الصلاحية وأخرى مزيفة».
وبحسب ما نقلته بعض التقارير عن مصادر طبية، فإن الميليشيات نشرت معامل مجهزة بصنعاء تتولى توزيع أدوية إيرانية منتهية الصلاحية تم تخزين كميات كبيرة منها في مخازن داخل العاصمة ومدينة ذمار.
وقالت التقارير إن تلك الأدوية تنقل بحراً إلى ميناء الحديدة ومنه إلى صنعاء، حيث تقوم الميليشيات تحت إشراف قيادات نافذة بتغيير تواريخ صلاحيتها وتوزيعها على سوق الدواء بالمحافظات اليمنية على اعتبار أنها أدوية سليمة.
وأشارت إلى أن فرقاً طبية حوثية يشرف عليها المدعو طه المتوكل وزير صحة الميليشيات تقوم كذلك بتحديد أصناف من الدواء مرتفعة الأسعار وإبلاغ شركات إيرانية بتصنيع كميات منها بمستوى جودة متدنٍ تستفيد العناصر الحوثية من فوارق أسعارها في السوق المحلية.
وأكد أطباء وصيادلة تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن الحال وصل بمافيا وعصابات الجماعة إلى تزوير منتجات بمواصفات جودة عالمية معروفة عبر مخاطبة معامل في الهند وإيران تستنسخ منتجات طبية ومستلزمات أطفال.
وبالعودة لانتهاكات الميليشيات المتكررة بحق المنظمات الأممية الصحية، فقد استهدفت الجماعة على مدى أكثر من أربعة أعوام من انقلابها على السلطة، العشرات من المنظمات الأممية التي تقدم مساعدات إنسانية لليمنيين سواء بتضييق الخناق عليها وعدم تمكينها من مزاولة عملها، أو بمنع وصول المساعدات التابعة لها، وفرض قيود وإجراءات معقدة ضدها. وكانت الميليشيات منعت في منتصف 2017 دخول طائرة مستأجرة من الأمم المتحدة على متنها نصف مليون جرعة من لقاح الكوليرا عبر مطار صنعاء، ووفقاً لتحقيق استقصائي لوكالة «أسوشييتد برس» فإن هذا الإجراء تسبب في حدوث أسوأ وباء كوليرا تم تسجيله في العصر الحديث بأكثر من مليون حالة كوليرا مشتبه فيها ومقتل نحو 3000 يمني.
واتهمت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أرسولا مولر، الحوثيين، منتصف أغسطس (آب) الماضي، الميليشيات باستمرار تدخلاتهم في عمل المنظمات العاملة بمناطق سيطرتهم وفرض قيود هائلة عليها.
ودعا مجلس الأمن، في بيان له مطلع الشهر ذاته، إلى تيسير وصول العاملين في المجال الإنساني والتدفقات من الإمدادات الإنسانية بشكل آمن ودون عراقيل في اليمن من أجل الحيلولة دون تحويل وجهة المساعدة الإنسانية.
وحسب الأمم المتحدة، فإن أكثر من نصف المرافق الصحية في اليمن باتت خارج الخدمة من جراء الحرب المتصاعدة منذ مارس (آذار) 2015.
ووفقاً لخطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2019، فإن 19.7 مليون شخص في حاجة إلى رعاية صحية في أنحاء البلاد، وتصل التكلفة الإجمالية إلى 627 مليون دولار أميركي.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.