هاجم زعيم حزب «يسرائيل بيتينو» المعارض، أفيغدور ليبرمان، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وذلك قبل 10 أيام من موعد الانتخابات الإسرائيلية، متهماً إياه بالخضوع لـ«حماس» وللأحزاب الدينية في إسرائيل. وقال ليبرمان في «منتدى السبت الثقافي» الذي عُقد في مدينة كفار سابا الإسرائيلية، شمال شرقي تل أبيب، إن «مصطلحات الاحتواء والتسوية التي يُطلقها نتنياهو حول تعامله مع حركة حماس في غزة، ما هي إلا تجميل لمصطلح الخضوع للإرهاب».
وأضاف: «أكثر ما يُقلقني في التوتر بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة هو غياب قوة الردع الإسرائيلية، ما يسرّع المواجهة والحرب بين الجانبين».
وجاء حديث ليبرمان تعقيباً على استخدام نتنياهو تعبير «الاحتواء والتسوية» في التعامل مع «حماس»، في إشارة إلى الرُزم الإنسانية التي تسمح إسرائيل بدخولها إلى القطاع، مثل فتح المعابر وتوسيع مساحة صيد الأسماك وإدخال أموال المنحة القطرية. وأعرب ليبرمان عن أمله في أن ينعكس غياب الردع الإسرائيلي في تصويت البلدات الإسرائيلية القريبة من الحدود مع القطاع، التي «تتعرض للقصف في كل يوم جمعة»، في الانتخابات الإسرائيلية.
ومن المعروف أن تلك البلدات تصوّت بكثافة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، علماً أن ليبرمان يعوّل على كسب الأصوات من تلك البلدات. وكان المدافعون عن نتنياهو قد عزوا «التعامل اللين مع غزة» إلى «وجود توتر في شمال إسرائيل مع حزب الله». ورفض ليبرمان هذه «الأعذار»، مؤكداً أن «اللين مع غزة كان مُعتمداً قبل وجود التوتر مع حزب الله، وأن باستطاعة الجيش الإسرائيلي العظيم العمل على أكثر من جبهتين»، على حد تعبيره.
وانتقد ليبرمان «تخوين نتنياهو لكل من لا يوافقه الرأي في القضايا الأمنية» من جهة، و«خضوعه المُستمر للأحزاب الدينية اليهودية» من جهة أخرى. وقال: «افتتحنا السنة الدراسية قبل 7 أيام، ورأيت أن وزير التربية الحاخام رافي بيريتس، عيّن 7 مدُرّسين للفيزياء، و477 معلماً للدين اليهودي؛ هو بنفسه يعتقد أن التعليم العصري والحضاري ليس إيجابياً، والمهم هو تعلّم الشريعة اليهودية. فشريكه في الحزب يتمنى العودة إلى حكم التوراة كما كان قائماً قبل 3 آلاف عام».
ويمثّل ليبرمان اليهود من أصول روسية المعروفين بتوجههم اليميني العلماني المناهض للدين. وقال ليبرمان: «مخطئ من يعتقد أن الانتخابات المقبلة هي بين نتنياهو وغانتس، بل هي بيني وبين المتدينين اليهود، الانتخابات هي على معالم الحكومة المقبلة، وعلى سلّم أولوياتها، هل ستكون التقليصات بميزانيات المعاهد الدينية أم من الميزانيات المخصصة للرفاه والتعليم؟». وأعلن ليبرمان أنه «لن ينضم لأي حكومة يوجد بها أحزاب يهودية مُتدينة»، وأوضح أنه «لا يوجد أي فرق بين بنيامين (بيني) غانتس وبنيامين (بيبي) نتنياهو، فالأخير هو الذي عيّن الأول قائداً لهيئة أركان الجيش الإسرائيلي، وهو أكثر الذين كالوا له المديح في حينها». ووصف ليبرمان، نتنياهو، بـ«الرهينة لدى الأحزاب المُتدينة»، نافياً أن يكون حاقداً على المتدينين اليهود، ولكنه أشار إلى أنهم «تمادوا في انتهاكهم للوضع القائم في العلاقة بين الدين والدولة في إسرائيل».
وتقام الانتخابات الإسرائيلية يوم 17 الشهر الحالي بعد أن فشل حزب الليكود في تشكيل ائتلاف حاكم في المفاوضات التي أجريت بعد الانتخابات الأخيرة في أبريل (نيسان) الماضي، حيث لم يتمكن سوى جمع ما مجموعه 60 مقعداً مع شركاء الائتلافيين، بفارق مقعد واحد عن الغالبية الضرورية، حيث يوجد 120 مقعداً في الكنيست. لذلك قام نتنياهو بحل الكنيست ودعا إلى إجراء انتخابات جديدة. ويتنافس الليكود مرة أخرى ضد حزب «أزرق أبيض» الذي يرأسه الجنرال غانتس، فيما أصبح ليبرمان بيضة القبان التي يمكن أن ترجح كفة أي الرجلين.
إلى ذلك، كشفت تحقيقات الشرطة بحسب وسائل إعلام إسرائيلية حول سير الانتخابات العامة الأخيرة في إسرائيل التي أجريت في 9 أبريل (نيسان) الماضي، أن ثمة شبهات بالتزوير تحوم حول مندوبي حزب الليكود الحاكم وحليفه في الائتلاف الحكومي حزب «شاس». وأخضعت الشرطة معطيات عن 29 مركز اقتراع وردت تقارير تتحدث عن شبهات بالتزوير فيها، وتبين أن من بينها 5 مراكز اقتراع جرى التلاعب فيها، بينما الصناديق الـ24 الأخرى التي وردت تقارير عنها تبين أن عملية الاقتراع فيها جرت بطريقة سليمة.
ومن بين الصناديق الخمسة التي تحوم الشبهات حولها هناك صندوق اقتراع في قرية عربية تقع في شمال إسرائيل، كفر سميع، وتبين أنه بالفعل وقعت خروقات لقانون الانتخابات هناك، وأن من انتهك عملية الاقتراع السليمة هم مندوبو حزب الليكود الحاكم، علماً أن حزب الليكود هو من تقدم بشكوى إلى لجنة الانتخابات المركزية لفحص شبهات التزوير ظناً منه أن التزوير تم بفعل مندوبي الأحزاب العربية في هذه القرى. وقالت الشرطة إن التحقيقات أفضت أيضاً لغاية الآن عن وجود مركز اقتراع آخر في مدينة طمرة العربية التي تقع هي الأخرى في منطقة الجليل، وقعت فيه انتهاكات وتزوير، لكن المشتبهين بالتزوير هم مندوبو حزب «شاس» للمتدينين اليهود الشرقيين، وهو حليف في الائتلاف الحكومي مع حزب الليكود.
وتتلخص عملية التزوير، وفقاً لما ورد في نتائج التحقيق، في أن يضيف المندوب بطاقات تحمل شارة حزبه في صندوق الاقتراع بالنيابة عن أشخاص لم يحضروا لممارسة حقهم في الاقتراع. يذكر أن حزب الليكود تقدم بتقرير حول 140 مركز اقتراع في البلدات العربية مرفق بـ21 شريط تسجيل، قال فيه إن ثمة عمليات تزوير وقعت في هذه البلدات. ويريد الليكود وضع كاميرات سرية في هذه المراكز في خطوة أثارت الجدل في إسرائيل.
ليبرمان يتهم نتنياهو بالضعف أمام «حماس» والأحزاب الدينية
تقارير حول عمليات تزوير في الانتخابات السابقة تطال «الليكود» و«شاس»
ليبرمان يتهم نتنياهو بالضعف أمام «حماس» والأحزاب الدينية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة