عباس يبحث السلام مع المبعوث النرويجي

TT

عباس يبحث السلام مع المبعوث النرويجي

استقبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أمس، بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، المبعوث النرويجي لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور فنيسلاند، بحضور ممثلة النرويج لدى فلسطين، هيلدا هارالدستاد. وأطلع عباس، الضيف، على آخر مستجدات الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، والإجراءات الإسرائيلية والأميركية الهادفة لتقويض تحقيق السلام، وفق مبدأ حل الدولتين. وأكد الرئيس الفلسطيني تمسك الجانب الفلسطيني بتحقيق السلام العادل والدائم وفق قرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي، ورفض أي مشروعات أو خطط لا تلتزم بالأسس التي قامت عليها العملية السلمية، وهي إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام وفق مبدأ حل الدولتين لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود عام 1967.
وأعرب عباس عن تقديره للنرويج على مواقفها السياسية الداعمة للقانون والشرعية الدولية، والجهود التي تقوم بها لحشد الدعم المالي الدولي من خلال قيادتها لمجموعة الاتصال الدولية الخاصة بالدول المانحة.
بدوره، أكد المبعوث النرويجي التزام بلاده بتحقيق السلام وفق قرارات الشرعية الدولية على مبدأ حل الدولتين، بالإضافة إلى استمرارها بدورها المنوط بها، وهو حشد الدعم المالي من الدول المانحة لبناء المؤسسات الفلسطينية.
وحضر اللقاء، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، صائب عريقات، ونائب رئيس الوزراء زياد أبو عمرو، ومستشار الرئيس الدبلوماسي مجدي الخالدي.
كان رئيس الوزراء الفلسطيني، محمد أشتية، أطلع مؤخراً منسق الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، على خطط الحكومة في الانفكاك التدريجي عن الاحتلال من خلال تعزيز المنتج الوطني، ووقف التحويلات الطبية لإسرائيل، وإيجاد بديل محلي وإقليمي لها، والتوجه نحو العمق العربي من خلال اتفاقيات ثنائية مع الأردن والعراق، ومصر قريباً، جاء ذلك خلال استقباله المبعوث الأممي في مكتبه بمدينة رام الله الخميس الماضي.
كما أطلعه على استراتيجية التنمية بالعناقيد، التي تم إطلاقها من محافظة قلقيلية مؤخراً، والهادفة لخلق تنمية اقتصادية متوازنة بالاعتماد على الميزة الجغرافية لكل محافظة.
وقال أشتية إن اقتحام نتنياهو للحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، وإعلانه عن وحدات استيطانية جديدة فيها، هي جزء من حملته الانتخابية التي يدفع الفلسطيني ثمنها، وتتطلب موقفاً دولياً حاسماً. وأكد ضرورة اعتراف دول الاتحاد الأوروبي بفلسطين، في إطار دعم تطبيق حل الدولتين، وكإجراء وقائي ضد نية إسرائيل ضم مناطق من الضفة الغربية، الأمر الذي يقضي على أي فرصة لإقامة الدولة الفلسطينية.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».