الصدر يهدد بترك الحكومة ويخشى تحول العراق إلى «دولة شغب»

«الحشد» ينفي استحداث قوة جوية ضمن تشكيلاته

TT

الصدر يهدد بترك الحكومة ويخشى تحول العراق إلى «دولة شغب»

وجه زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، إنذاراً أخيراً لرئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، محذراً من أن العراق يتجه ليكون «دولة شغب».
وفيما أعلن الصدر ما سماه «نهاية الحكومة»، فإن المراقبين السياسيين ربطوا بين تغريدة زعيم التيار الصدري وإعلان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس عن تشكيل مديرية للقوة الجوية خاصة بالحشد، الأمر الذي عده مقربون من الصدر بمثابة نهاية لوحدة الدولة العراقية. وقال الصدر في تغريدة له في حسابه على موقع «تويتر»: «الوداع يا موطني ‏يُعَد ذلك إعلاناً لنهاية الحكومة العراقية... ‏ويُعَد ذلك تحولاً من دولة يتحكم بها القانون إلى دولة الشَغَبِ وإذا لم تتخذ الحكومة إجراءاتها الصارمة... ‏فإني أعلن براءتي منها». وتابع: «سلاماً موطني... المُعزي والمعزّى ‏مقتدى الصدر».
إلى ذلك، دعا محمد رضا رئيس لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي عن تحالف «سائرون» المدعوم من الصدر رئيس الوزراء عادل عبد المهدي بوصفه القائد العام للقوات المسلحة إلى الحفاظ على هيبة الدولة والمؤسسة العسكرية. وفي بيان له، قال رضا: «إشارة إلى ما تناقلته وكالات الأنباء عن وجود نية أو أن هناك كتاباً صدر فعلاً حول تشكيل قوة جوية لهيئة الحشد الشعبي في العراق، فإننا في لجنة الأمن والدفاع ندعو القائد العام للقوات المسلحة إلى أن يحافظ على هيكلية المؤسسات الأمنية العراقية بوحدة القيادة والسيطرة للجيش العراقي خاصة». وأضاف رضا أن «ذلك في حال حصوله من شأنه أن يضعف المؤسسات الأمنية في البلاد، وهو خطر داهم كما وصفه السيد القائد مقتدى الصدر في تغريدته».
وأوضح رئيس لجنة الأمن والدفاع: «لذا يجب أن تنتهي فوضى السلاح ويكون الجيش والقوات الساندة له بقيادة القائد العام للقوات المسلحة والوزراء الأمنيين كونهم السلطة العليا في البلاد».
إلى ذلك، نفى مصدر مخول في هيئة الحشد الشعبي، الأنباء عن استحداث قوة جوية ضمن تشكيلات قوات الحشد. ونقل بيان لإعلام الحشد نفيه «صحة صدور ما تداوله بعض وسائل الإعلام من قرار بتشكيل قيادة للقوة الجوية للحشد الشعبي». وكانت وثيقة صادرة من نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، تشير إلى صدور أمر إداري بتشكيل مديرية القوة الجوية في الحشد الشعبي. وأكد برهان المعموري عضو البرلمان العراقي عن تحالف «سائرون» في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «تغريدات الصدر واضحة للجميع باعتبار أن ما يحصل هو ليس مجرد تخلٍ عن الحكومة أو سحب الثقة منها، حيث إن هناك كثيراً من التغريدات كانت وما زالت من أجل تقويم الحكومة بما في ذلك التغريدة الأخيرة، إنما كل ما يحصل لصالح الحكومة لأن السيد الصدر يريد أن يمنح الحكومة قوة في التصرف لحماية البلد وهيبة الدولة ومؤسساتها». وأضاف المعموري أن «المطلوب الآن قوة للأجهزة الأمنية في وزارتي الدفاع والداخلية، وكذلك سيادة العراق يجب أن تكون مصانة وفي إطار مؤسسات مهيبة بعيداً عن تشتت القرارات»، مبيناً أنه «يتوجب على رئيس الوزراء أن يحصر كل القرارات المصيرية بيده وعدم السماح بتشتت وإصدار قرارات منفردة بعيدة عن التقلبات السياسية». وأشار المعموري إلى أن «الحكومة وحين تم التصويت على منهاجها الوزاري إنما هي حكومة خدمات، لكن حتى الآن لم يحصل ذلك بالطريقة التي ترضي المواطن وترتفع إلى مستوى الطموح طبقاً للمنهاج الوزاري الذي تم إقراره، بينما نجد أن هناك إخفاقات كثيرة في تنفيذ البرنامج الحكومي». وتابع المعموري أنه «في الفصل التشريعي المقبل سوف تكون هناك استضافة لرئيس الوزراء وبعض الوزراء لكي يشرحوا لنا ما النسبة الحقيقية التي تم تنفيذها ضمن البرنامج الحكومي، وبالتالي فإن ما عبر عنه الصدر حتى في سياق التحذير إنما هو دعم لرئيس الوزراء لأنه في النهاية يريد حكومة قوية».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.