أمريكية فقدت بويضاتها المجمدة: كأن أحدهم أخبرني بوفاة ابني

عملية تجميد البويضات تصبح أرخص مع الوقت (أرشيفية - رويترز)
عملية تجميد البويضات تصبح أرخص مع الوقت (أرشيفية - رويترز)
TT

أمريكية فقدت بويضاتها المجمدة: كأن أحدهم أخبرني بوفاة ابني

عملية تجميد البويضات تصبح أرخص مع الوقت (أرشيفية - رويترز)
عملية تجميد البويضات تصبح أرخص مع الوقت (أرشيفية - رويترز)

لطالما كانت أنجيلا هيريرا، من مدينة بوسطن الأميركية، تريد إنجاب الأطفال. وبينما كانت تنتظر شريك حياتها، كانت هيريرا تجمع الأموال كي تتمكن من تجميد بويضاتها، وفقاً لتقرير نشره موقع «إي بي سي» الأميركي.
وقبل أربع سنوات، عندما كانت في الرابعة والأربعين من عمرها، أجرت هيريرا دورتين من تجميد البويضات؛ حيث أنفقت نحو 50 ألف دولار بهذه العملية، وهو رقم أعلى من المعدل الطبيعي بسبب عمرها.
وفي شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، حاولت هيريرا وشريكها أن تصبح حاملاً باستخدام البويضات المجمدة.
وقالت هيريرا البالغة من العمر 47 عاماً الآن، إنها «كانت تتلقى مكالمة كل صباح تقول لها إنها فقدت بويضة، إلى أن أعلمها الأطباء بأنها فقدت كل البويضات المجمدة».
وأضافت: «تلك لحظة لن أنساها أبداً؛ لأنها تشبه لحظة إخبارك بأن طفلك قد توفي».
وكان على هيريرا أن تشرح موقفها للأصدقاء والعائلة التي قالت إنها لا تستطيع أن تفهم حزنها هذا.
وأوضحت هيريرا التي أخذت إجازة من العمل للاستراحة: «الشعور هذا يؤثر بشكل مدمر على ثقتك بنفسك».
وتابعت: «من الصعب على بعض الناس أن يفهموا؛ لكن عندما تمر بشيء من هذا القبيل، فإن الشعور بمثابة الحزن على طفل كنت تعتقد أنه سيولد، ومن ثم يرحل قبل ذلك».
وهناك كثير من النساء اللواتي يعانين مثل هيريرا، ويعشن قصصاً حزينة أثناء خوضهن مشوار علاجات الخصوبة؛ خصوصاً عندما تفشل هذه المحاولات.
ويقول الخبراء إن هذه القصص يجب تعميمها وتوعية النساء بها؛ خصوصاً أن عملية تجميد البويضات تصبح أرخص مع الوقت، وأكثر سهولة وجاذبية للنساء اللواتي يرغبن في التأكد من إمكانية الحمل في وقت لاحق من العمر، بشروطهن الخاصة.
وتتراوح احتمالات الحمل بعد زرع بويضة مجمدة ما بين 30 إلى 60 في المائة، وفقاً لـ«مايو كلينك» وهي مجموعة أبحاث طبية وطنية في روتشيستر، بمينيسوتا. ويمكن أن يتأثر هذا الرقم بعوامل متعددة، بما في ذلك عمر المرأة.
وتم تسليط الضوء على حقيقة أن ليس كل النساء يصبحن أمهات بعد تجميد البويضات، وذلك في مقال رأي نشرته صحيفة «نيويورك تايمز» هذا الصيف.
وقالت الدكتورة إليزابيث جينسبورغ، من مستشفى في بوسطن: «بالتأكيد لا يوجد ضمان بأنك ستحصل على طفل عند تجميد البويضات».
وأشارت هيريرا إلى أنها كانت تأمل في أن تكون عملية تجميد البويضات بمثابة بوليصة التأمين الخاصة بها، على الرغم من أن هناك عاملاً لعب ضدها، وهو عمرها.
ويشكل التقدم بالعمر المشكلة ذاتها فيما يتعلق بالحمل بشكل طبيعي؛ حيث تقل احتمالات الحمل لدى وصول المرأة إلى منتصف الثلاثينات من عمرها، بسبب انخفاض كمية البويضات ونوعيتها، وهو ما ينطبق أيضاً على عملية تجميد البويضات، بحسب التقرير.



السودان يوقع السبت اتفاق سلام مع المتمردين ينهي عقودا من الحرب

رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس جنوب السودان سلفا كير ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك يرفعون نسخاً من اتفاق السلام الموقع مع الجماعات المتمردة الخمس في البلاد (رويترز)
رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس جنوب السودان سلفا كير ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك يرفعون نسخاً من اتفاق السلام الموقع مع الجماعات المتمردة الخمس في البلاد (رويترز)
TT

السودان يوقع السبت اتفاق سلام مع المتمردين ينهي عقودا من الحرب

رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس جنوب السودان سلفا كير ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك يرفعون نسخاً من اتفاق السلام الموقع مع الجماعات المتمردة الخمس في البلاد (رويترز)
رئيس المجلس السيادي السوداني عبد الفتاح البرهان ورئيس جنوب السودان سلفا كير ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك يرفعون نسخاً من اتفاق السلام الموقع مع الجماعات المتمردة الخمس في البلاد (رويترز)

توقع الحكومة السودانية السبت في جوبا عاصمة جنوب السودان اتفاق سلام مع المتمردين ينهي عقودا من الحرب في ولايات دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق. وقد وقع الجانبان الاتفاق بالأحرف الأولى في جوبا أيضا نهاية أغسطس (آب) الماضي.
ويحمل مكان التوقيع دلالة تاريخية لدولتي السودان وجنوب السودان التي انفصلت عن السودان بعد حرب أهلية بين الجانبين امتدت 22 عاما وخلفت مليوني قتيل وأربعة ملايين نازح ولاجئ. وانتهت تلك الحرب بتوقيع اتفاق سلام منح مواطني جنوب السودان حق تقرير المصير وفي عام 2011 صوت الجنوبيون لصالح دولتهم المستقلة، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال توت قلوال رئيس فريق وساطة جنوب السودان في محادثات السلام السودانية للصحافيين في جوبا الخميس «هذه الاتفاقية مهمة للسودان وجنوب السودان، استقرار السودان من استقرار جنوب السودان. إن كان هناك سلام في السودان سيكون هناك سلام في جنوب السودان نحن شعب واحد في دولتين».
ويأمل السودانيون أن تنجح حكومتهم الانتقالية المختلطة بين المدنيين والعسكريين في إسكات رصاص البنادق بعد أن أطاحت بالرئيس عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019 بعد أن حكم البلاد لثلاثين عاما.
وقال رئيس مفوضية السلام السودانية سليمان الدبيلو «هذا يوم تاريخي. نأمل أن ينهي التوقيع القتال إلى الأبد ويمهد الطريق للتنمية». وقال الدبيلو إن الاتفاق تطرق إلى جذور القضايا السودانية. وقال إن «الاتفاقية ستوقع عليها أغلب الحركات المسلحة ما عدا اثنتين ونأمل أن تشجعهما على توقيع اتفاق سلام والانضمام للعملية السلمية في البلاد لأن هذه الوثيقة نظرت إلى القضايا السودانية بصورة واقعية وفي حال تم تطبيقها ستحقق سلام».
وستوقع على الاتفاق من جانب المتمردين (الجبهة الثورية السودانية) وهي تحالف من خمس حركات مسلحة وأربع سياسية تنشط في مناطق دارفور غربي البلاد وجنوب كردفان والنيل الأزرق في الجنوب. ويأمل السودانيون أن يسهم التوصل للاتفاق في تطوير هذه المناطق المنكوبة بالنزاع منذ سنوات طويلة.
لكن فصيلين رئيسيين هما جيش تحرير السودان بقيادة عبد الواحد نور الذي يقاتل في دارفور والحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو التي تنشط في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق لم تنخرطا في مفاوضات السلام.
وخلف النزاع في إقليم دارفور الذي اندلع في عام 2003 نحو 300 ألف قتيل و2.5 مليون نازح ولاجئ، حسب بيانات الأمم المتحدة. وبدأت الحرب في منطقتي جنوب كردفان والنيل الأزرق عام 2001 وتضرر بسببها مليون شخص.
وتتكون الاتفاقية من ثمانية بروتوكولات تتعلق بقضايا ملكية الأرض والعدالة الانتقالية والتعويضات وتطوير قطاع الرحل والرعوي وتقاسم الثروة وتقاسم السلطة وعودة اللاجئين والمشردين، إضافة للبروتوكول الأمني والخاص بدمج مقاتلي الحركات في الجيش الحكومي ليصبح جيشا يمثل كل مكونات الشعب السوداني.
ورغم أن فريقا من المتمردين يصفون الاتفاق بأنه تتويج «لنضالهم ضد نظام البشير» إلا أن محللين يشيرون إلى مزالق قد تواجه تطبيق الاتفاق. وقال المتحدث باسم الجبهة الثورية أسامة سعيد عبر الهاتف من جوبا «التوقيع على الاتفاق تتويج لمشروع نضال الجبهة الثورية ضد نظام البشير والاتفاق خاطب جذور الأزمة السودانية ويمهد الطريق للانتقال الديمقراطي في البلاد».
لكن رئيس تحرير صحيفة التيار اليومية عثمان ميرغني أشار إلى «مزالق» على طريق تطبيق الاتفاق. وقال إن «الاتفاق يقوم على تقاسم السلطة بين الحكومة والموقعين من المتمردين (لكن) ماذا بشأن الآخرين؟».
أما الباحث جان بابتيست غالوبين المتخصص في الشأن السوداني فأكد أن الحكومة في ظل وضعها الاقتصادي الحالي ستواجه صعوبات في تمويل تنفيذ الاتفاق المكلف. وأوضح «بدون مساعدات خارجية، لن تتمكن الحكومة من تمويلها لأن الاقتصاد ينهار. ومن المرجح أن تعطى الأولوية المالية لإدماج آلاف المقاتلين على حساب تسريحهم أو تعويض الضحايا».
وأضاف غالوبين «جزء كبير من النصوص يظل حبراً على ورق ولكن ليست هذه هي القضية الأمر المهم هو إعادة ترتيب موازين القوى بين مناطق البلاد المختلفة».
وأكدت وزارة المالية السودانية في بيان الأربعاء أنها بصدد وضع خطة مالية لتنفيذ الاتفاق، دون أن تكشف عن مزيد من التفاصيل.