نقابة المعلمين الأردنيين نحو إضراب عام لتنفيذ مطالبهم

قوات الأمن الأردنية تحاول السيطرة على احتجاجات مطلبية تقودها نقابة المعلمين أمس (أ.ب)
قوات الأمن الأردنية تحاول السيطرة على احتجاجات مطلبية تقودها نقابة المعلمين أمس (أ.ب)
TT

نقابة المعلمين الأردنيين نحو إضراب عام لتنفيذ مطالبهم

قوات الأمن الأردنية تحاول السيطرة على احتجاجات مطلبية تقودها نقابة المعلمين أمس (أ.ب)
قوات الأمن الأردنية تحاول السيطرة على احتجاجات مطلبية تقودها نقابة المعلمين أمس (أ.ب)

أعلنت نقابة المعلمين الأردنيين ‪يوم الأحد المقبل‬ موعداً لتنفيذ إضراب عام في مدارس المملكة، بحسب نائب نقيب المعلمين ناصر النواصرة، وهو الإعلان الذي جاء في أعقاب عدم استجابة الحكومة لفتح الطرق المؤدية إلى الدوار الرابع، حيث مكان الاعتصام الذي دعت إليه النقابة سابقاً.
وصعّد معلمو الأردن خلال اعتصامهم أمس (الخميس)، ملوحين بالمزيد من الإجراءات في وجه الرفض الحكومي لمطالبهم المتمثلة بعلاوة تصل إلى 50 في المائة؜ على رواتبهم الأساسية. في مشهد أعاد للأذهان اعتصامات الربيع الأردني بين عامي 2011 و2013‬‬، والذي دشنته مطالب المعلمين حينها بإحياء نقابتهم بعد قرار سابق بتعطيلها على مدى عقود طويلة.
وتسبب الاعتصام في «شلل» الحركة المرورية، بعد قرار رسمي بإغلاقات طرق رئيسية منعاً لوصول المعتصمين إلى منطقة الدوار الرابع، حيث أعلنت نقابة المعلمين عزمها تنفيذ وقفتها أمام مقر الحكومة، في حين تم تحويل مسار الاعتصام نحو الدوار الخامس بعد إغلاق المنافذ المؤدية إلى محيط الدوار الرابع. في وقت أعاقت الدوريات الأمنية على الطرق الخارجية للمحافظات، باصات المعلمين المتجهين للمشاركة في الاعتصام المركزي في عمان.
وتسبب تدافع المعلمين المعتصمين إلى اشتباكات محدودة مع قوات الدرك الأردنية؛ ما دفعها إلى استخدام قنابل مسيلة للدموع، في حين تحدثت أوساط قريبة من نقابة المعلمين عن اعتقالات في صفوفهم. وحملت وزارة الداخلية الأردنية عبر محافظ العاصمة سعد شهاب مسؤولية الازدحامات الخانقة التي شهدتها عمان لإصرار المعلمين تنفيذ اعتصامهم على الدوار الرابع؛ الأمر الذي تسبب في «إغلاقات بعض الطرق».
وقال شهاب، إن الإغلاقات في عدد من الطرق المؤدية إلى منطقة الدوار الرابع سببها إصرار المعلمين على الاعتصام في محيطه، مخالفين بذلك قرار المحافظة التي حدّدت مكان الاعتصام في منطقة العبدلي، أمام مجلس النواب. وأعاد شهاب التأكيد على أن المحافظة لم تمنع الاعتصام، بل حدّدت موقعاً ملائماً له، يحول دون تعطيل الحياة العامة.
وفي أعقاب التصعيد النقابي وإصرار المعلمين على المضي في اعتصامهم، ما تسبب في شلل الحركة المرورية في العاصمة، أصدرت الحكومة الأردنية بياناً شدّدت خلاله على التزامها بالحوار، وحرصها على التفاعل مع مطالب نقابة المعلّمين؛ مع مراعاة المصلحة الوطنيّة، وعدم الإضرار بحقّ الطلبة في التعليم.
وأوضح البيان، أن الحكومة عقدت الكثير من اللقاءات والاجتماعات مع مجلس النقابة للوصول إلى حلول بشأن المطالب التي تطرحها، وتمخّض عنها التوافق على إقرار نظام مزاولة المهن التعليمية الذي يتيح علاوات تصل إلى 250 في المائة مقترنة بنوعية الأداء، وقد صادق عليه مجلس النقابة السابق، مؤكّدة التزامها بتطبيق هذا النظام الذي يعتبر وثيقة قانونية ملزمة.
وأكد البيان حرص الحكومة على تحسين واقع البيئة التعليمية والتربوية، للطلبة والمعلمين على حدٍّ سواء، لكنها في المقابل لن تتهاون في تطبيق أحكام القانون في حال المساس والإضرار بالعملية التعليمية أو الخدمات والمرافق العامة. وحذّرت الحكومة من أي محاولة لاستغلال اعتصام المعلمين لصالح أجندات أو مصالح خارج نطاق مطالب النقابة، بعيداً عن أولويات تحسين العملية التعليمية والتربوية.
وجاءت دعوة المعلمين للاعتصام والمطالبة بعلاوة مالية على رواتبهم، بالتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد، وزاد من إصرار المعلمين على موقفهم وتنفيذ الاعتصام في موعده، وفاة نقيب المعلمين إثر حادث سير الأسبوع الماضي، وإحياء لوصيته، في حين تتهم جهات رسمية جماعة الإخوان المسلمين غير المرخصة، وذراعها حزب جبهة العمل الإسلامي التي تسيطر على مقاعد مجلس نقابة المعلمين، بالوقوف خلف تصعيد المعلمين ومحاولات إحراج الحكومة، التي لا تعارض المطالب من حيث المبدأ، لكنها تصر على موقفها من عدم توفر المخصصات المالية في ظل استمرار عجز الموازنة المتوقع في الثلث الأخير من العام.
وفي حين تصر الحكومة على عدم استخدام العنف ضد المعتصمين، نقلت صفحات على مواقع التواصل، صوراً تظهر جانباً من محاولات قوات الدرك تفريق المعتصمين بالقوة، واستخدام الغاز المسيل للدموع، كما نقلت صفحات مستقلة احتجاجات شعبية قالت فيها «إن الحكومة عاقبت الشعب الأردني، بإغلاقات الطرق الحيوية، نتيجة لمطالب المعلمين بتحسين رواتبهم».
في الأثناء، قالت كتلة الإصلاح النيابية الذراع النيابية لحزب جبهة العمل الإسلامي، إنها تقدمت بمذكرة حجب ثقة على حكومة عمر الرزاز، رداً على تعامل الحكومة مع اعتصام المعلمين، وعدم الاستجابة لمطالبهم، وفق ما علمت «الشرق الأوسط» من مصادر نيابية.
وفي تطور لاحق، نفى مصدر عسكري مسؤول تدخل القوات المسلحة (الجيش العربي) وظهور الجيش على جسر عبدون خلال الاعتصام. وشدد المصدر على أن ما تناقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي حول «ظهور الجيش على جسر عبدون» عارٍ عن الصحة تماماً، وأن الصورة المتداولة المرافقة لعنوان الخبر قد تم تعديلها وتحويرها بما يخالف الواقع.
وأكد المصدر أن مهمة القوات المسلحة هي الدفاع عن الوطن، والحفاظ على مقدراته وصون منجزات أبنائه. وجاءت تطورات خميس المعلمين، في وقت لم يظهر فيه رئيس الحكومة أو أفراد حكومته إلى الإعلام طيلة يوم أمس، في حين دعت لجنة التربية النيابية المعلمين إلى الحوار، وفق رئيسها إبراهيم البدور، الذي طالب المعلمين بقبول الوساطة النيابية والعودة للحوار.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.