الشاهد ينسحب من اجتماع إثر احتجاجات وقطع للكهرباء

ملصق انتخابي ليوسف الشاهد في تونس العاصمة (إ.ب.أ)
ملصق انتخابي ليوسف الشاهد في تونس العاصمة (إ.ب.أ)
TT

الشاهد ينسحب من اجتماع إثر احتجاجات وقطع للكهرباء

ملصق انتخابي ليوسف الشاهد في تونس العاصمة (إ.ب.أ)
ملصق انتخابي ليوسف الشاهد في تونس العاصمة (إ.ب.أ)

غادر المرشح للرئاسة التونسية يوسف الشاهد اجتماعاً شعبياً في إطار حملته الانتخابية نظمه حزب «حركة تحيا تونس» أمس في مدينة القصرين (وسط غربي تونس)، بعد احتجاجات قادت إلى قطع التيار الكهربائي عن قاعة الاجتماع.
وشهد الاجتماع هتافات ضد الشاهد وأداء حكومته طوال السنوات الثلاث الماضية وغياب التنمية عن منطقة القصرين. وتعالت أصوات الغضب، حسب شهود عيان، وطالب محتجون برحيل الشاهد عن المنطقة. وتزامنت الاحتجاجات مع قطع التيار الكهربائي عن قاعة الاجتماع وعمت الفوضى المكان، مما اضطر الشاهد إلى الانسحاب تاركاً قوات الأمن في مواجهة المحتجين.
وكان الشاهد، وهو أحد أبرز المرشحين لرئاسة تونس، قد عقد مجموعة من الاجتماعات الشعبية التي وصفها الإعلام المحلي بـ«الحاشدة» في تطاوين وقبلي ومدنين وقفصة (الجنوب التونسي) قبل أن ينتقل إلى القصرين، ضمن الحملة الانتخابية التي انطلقت الاثنين الماضي، وتنتهي يوم الجمعة المقبل. ولم يواجه احتجاجات خلال الاجتماعات السابقة خلافاً لاجتماع منطقة القصرين.
إلى ذلك، خلفت تصريحات وزير الدفاع في حكومة الشاهد المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية عبد الكريم الزبيدي حول وجود انقلاب أو نية انقلاب لدى أطراف سياسية على الشرعية الدستورية بعد مرض الرئيس السابق الباجي قائد السبسي، جدلاً سياسياً وأمنياً حاداً، ووجهت اتهامات إلى الزبيدي بمحاولة إقحام المؤسسة العسكرية المعروفة بالحياد في الحياة السياسية.
وكان الزبيدي أكد إصدار أمر لقوات عسكرية بالتأهب لحماية أو تطويق بعض المنشآت الحساسة ومنها احتمال منع النواب من دخول قصر باردو (مقر البرلمان)، وذلك بإرسال مدرعتين للغرض. واعتبر مراقبون للحملة الانتخابية الرئاسية أن تصريح الزبيدي وتفكيره في إرسال مدرعتين إلى أحد مقرات السيادة لحماية الشرعية من دون تكليف رسمي من المؤسسات الشرعية المنتخبة يعد «أمراً خطيراً للغاية ويتطلب توضيحاً واعتذاراً» للتونسيين.
وقال المحلل السياسي زياد كريشان إن «على الزبيدي الاعتراف باقترافه خطأً جسيماً». وأضاف أن «تصريحات بهذه الخطورة تنبئ باحتمال تحول الحملة الانتخابية الرئاسية إلى قصف متبادل بين مختلف المترشحين بما يجوز وبما قد لا يجوز أيضاً».
واعتبر مرشح «حركة النهضة» للرئاسة عبد الفتاح مورو، وهو أحد من يتهمهم الزبيدي بمحاولة الانقلاب على السبسي، أن «تصريحات الزبيدي تندرج ضمن الحملة الانتخابية الرئاسية لا غير». واعتبر أن «هذا التصريح يمس بالأمن القومي وهو ينم عن خلفيات غير طيبة». واستغرب «صمت الزبيدي طوال هذا الوقت وعدم الإدلاء بهذا الكلام إلا عندما قدم ترشحه للانتخابات الرئاسية».



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.