السلطات الإسرائيلية تمنع مشايخ الدروز من زيارة سوريا

للمرة الثانية خلال هذه السنة، اعتقلت الشرطة الإسرائيلية، أمس الخميس، الشيخ علي معدي، أحد أبرز قيادات الدروز في الجليل والكرمل، ومنعته والوفد الذي قاده وضم 150 شخصية دينية من مشايخ بني معروف، من دخول الأردن، وصادرت جوازات سفرهم بغرض منعهم من السفر إلى سوريا أو لبنان، وزيارة أماكن العبادة فيهما.
وكان معدي قد اعتقل أول مرة في شهر أبريل (نيسان)؛ حيث تم تحذيره من تنظيم وفد إلى سوريا، باعتبارها دولة معادية. وقالوا له إن المخابرات الإسرائيلية تعتقد أن هناك خطراً من تنظيم اعتداءات عليهم في سوريا لكونهم إسرائيليين. وقد رفض معدي التحذير وقال إنه ورفاقه مشايخ الدروز مصرون على السفر إلى سوريا، ويتحملون مسؤولية أمنهم الشخصي، وليسوا بحاجة إلى تدخل إسرائيلي. وأكد أن هذه الزيارة تتم في مطلع شهر سبتمبر (أيلول) من كل سنة، بغرض زيارة مقام «النبي هابيل»، وغيره من الأماكن المقدسة في السويداء. وهي زيارة دينية لا علاقة لها بالسياسة. وخلالها يصل الشيوخ الدروز من كل أقاصي الأرض، من كندا والولايات المتحدة وحتى أستراليا. ولا تعترض أي دولة على ذلك باستثناء إسرائيل.
ويوم أمس، وصل الوفد إلى معبر الشيخ حسين، وهو يضم نحو 150 شخصية دينية درزية، فتصدت لهم الشرطة ومنعتهم من دخول المعبر والتوجه للأردن. وزعمت الشرطة الإسرائيلية أن وفد المشايخ الدروز سيسافر إلى سوريا التي تعتبر بحسب القانون الإسرائيلي «دولة عدو»، وعليه تم اعتراض الحافلات ومنعها من المغادرة عبر المعبر والسفر إلى الأردن.
وذكرت الشرطة في بيان لها أنها اعترضت حافلات وفد المشايخ الدروز، عقب تحقيق علني وسري أجرته الشرطة في الأشهر الماضية، بالتعاون مع جهاز الأمن العام (الشاباك)؛ حيث أتضح أن عشرات من الدروز سيسافرون لسوريا، ليس بغرض الصلاة فحسب؛ بل أيضاً للقاء مسؤولين في النظام السوري. وحذرتهم تحت ذريعة أن «أعمالهم ونياتهم تشكل تهديداً لأمن الدولة ومواطنيها».
وقد رفض الوفد قرار الشرطة، واعتبروه مساساً بحق العبادة. وشهدت الساحة القريبة من المعبر أجواء مشحونة، وأقام الشيوخ مظاهرة، وأغلقوا الشارع قائلين: «إن لم يسمح لنا بالعبور، فلن نسمح لأحد بالعبور».
يذكر أن وفداً كهذا زار سوريا السنة الماضية، وعندما عاد إلى البلاد، تم اعتقال الشيخ علي معدي والتحقيق معه، ويتوقع أن يتم تقديمه إلى القضاء بتهمة خرق تعليمات أمنية وزيارة بلد معادٍ.