ياكو ميتي: الرسائل العنصرية لا تؤذيني فقط بل تؤذي الجميع

مهاجم ريدينغ أكد أن من يرسلها يختبئ وراء «إنستغرام» أو «فيسبوك» وغير قادر على المواجهة

ياكو ميتي أهدر ركلة جزاء فتعرض لرسائل عنصرية
ياكو ميتي أهدر ركلة جزاء فتعرض لرسائل عنصرية
TT

ياكو ميتي: الرسائل العنصرية لا تؤذيني فقط بل تؤذي الجميع

ياكو ميتي أهدر ركلة جزاء فتعرض لرسائل عنصرية
ياكو ميتي أهدر ركلة جزاء فتعرض لرسائل عنصرية

لا يستطيع اللاعب الإيفواري ياكو ميتي نسيان المباراة التي فاز فيها فريقه ريدينغ على كارديف سيتي بثلاثية نظيفة في دوري الدرجة الأولى بإنجلترا وقال: «كنت سعيداً لأننا فزنا بالمباراة، لكنني شعرت بضيق بسبب إهداري لركلة الجزاء وما حدث بعدها». وأضاف «لقد شعرت بحزن شديد عندما رأيت رسالة عنصرية على هاتفي، فهذه هي المرة الأولى التي أعاني فيها من شيء كهذا. ولكي أكون صادقاً، فقد شعرت بالصدمة خلال الدقائق الثلاثين الأولى بعد استقبالي لهذه الرسالة، لكن بعد ذلك أدركت أن الجميع لا يفكرون بهذه الطريقة. ولسوء الحظ، هناك بعض من الأشخاص السيئين الذين يحبون إرسال رسائل كهذه، لكن من المهم ألا تدع مثل هذه الأمور تؤثر عليك».
وبعد دقائق من إهداره ركلة جزاء في الوقت المحتسب بدل الضائع من المباراة، تلقى المهاجم الإيفواري ثلاث رسائل من حساب مسجل في سنغافورة، تقول: «أيها الأبله، ألا تستطيع تسجيل ركلة جزاء، إنك لقرد سخيف». وقد كان هذا أحدث مثال على الإساءات العنصرية التي تعرض لها لاعبون في بداية الموسم الجديد، حيث تعرض لاعب تشيلسي، تامي أبراهام، ولاعبا مانشستر يونايتد، بول بوغبا وماركوس راشفورد، لاعتداءات عنصرية على وسائل التواصل الاجتماعي مؤخرا بعد إهدارهما ركلتي جزاء. وقرر ميتي الكشف عن محتوى تلك الرسائل ونشرها على حسابه على إنستغرام، والذي يتابعه 35 ألف شخص، مع رد يقول: «لا أعتقد أنني بحاجة إلى التحدث».
يقول ميتي عن ذلك: «كنت غاضباً جداً، لذا قررت نشر هذه الرسائل حتى يتمكن الناس من رؤية الأشياء التي يتعرض لها اللاعبون في بعض الأحيان. يعتقد الناس أن بإمكانهم قول ما يريدون، حتى لو كان عنصرياً. لكن بالطبع لا يمكنهم أن يقولوا ذلك في وجهي. إنهم يختبئون وراء إنستغرام أو فيسبوك، وهذا هو السبب في أنني قمت بنشره».
وبعد تعرض تامي أبراهام لاعتداء عنصري مماثل بعد إهداره ركلة جزاء أمام ليفربول في نهائي كأس السوبر الأوروبي في إسطنبول، أصدرت منظمة «كيك إت أوت» المناهضة للعنصرية بيانا طالبت من خلاله شركات التواصل الاجتماعي بالعمل من أجل مواجهة الإساءات العنصرية عبر الإنترنت. وحتى بعد أن تم حذف الحساب المسيء، فإن ميتي يتفق مع هذا الرأي، ويقول: «يجب أن يتكاتف الجميع من أجل القيام بشيء حيال ذلك، لأنه أمر غير مقبول. نحن جميعاً سواسية، ونلعب كرة القدم من أجل إسعاد الناس، ورؤية هذا النوع من الرسائل ليس جيداً للرياضة بشكل عام. إنني أريد أن أوجه الشكر لكل من أرسل لي رسائل، لأنني تلقيت الكثير من رسائل الحب - حتى من أنصار أندية أخرى في دوري الدرجة الأولى. إنهم يجعلونني أشعر بأنني لست وحدي، وأن هذا النوع من الرسائل لا يؤذيني فقط بل يؤذي الجميع».
ويقيم ميتي الآن في بيركشاير بعد انتقاله لريدينغ قادما من باريس سان جيرمان الفرنسي في عام 2016 وسجل الجناح الإيفواري 12 هدفاً في الدوري الموسم الماضي، على الرغم من أن ريدينغ قد أن أنهى الموسم في المركز العشرين. وأصيب ميتي في أوتار الركبة ولم يشارك مع ناديه في المباريات الأخيرة من الموسم، كما غاب عن تشكيلة المنتخب الإيفواري في نهائيات كأس الأمم الأفريقية التي أقيمت في مصر. وودعت كوت ديفوار البطولة من الدور ربع النهائي بعد خسارتها بركلات الترجيح أمام الجزائر.
ويقول ميتي: «كان الأمر صعباً، لكنني أعتقد أن المدير الفني رأى أنني لست سليما بنسبة 100 في المائة بعد عودتي من الإصابة. أنا أقبل ذلك، لأنه عندما تذهب إلى بطولة كهذه، يتعين عليك أن تكون في أفضل حالاتك. لقد كانت بطولة مخيبة للآمال بالنسبة لنا، لأننا نمتلك فريقا يضم عدد كبيرا من اللاعبين الجيدين وكان ينبغي أن نحقق نتائج أفضل من ذلك».
وللتأكيد على وجهة نظر ميتي، فقد دفع آرسنال 72 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع الجناح الإيفواري نيكولاس بيبي من ليل الفرنسي الشهر الماضي. وقدم ميتي خدماته ومساعداته للوافد الجديد لإنجلترا، والذي يعرفه جيدا منذ كان في الثانية عشرة من عمره عندما كانا يلعبان، جنبا إلى جنب مع لاعب توتنهام هوتسبير جورج كيفين نكودو، في نادي «إف سي سوليتير» في الدائرة التاسعة عشرة في العاصمة الفرنسية باريس.
يقول ميتي عن بيبي وهو يضحك: «لقد كان يلعب كحارس مرمى في ذلك الوقت، لذا كنت أحاول تسجيل الأهداف في مرماه. الحياة غريبة حقا! في بعض الأحيان كان يشعر بالملل ويخرج لكي يلعب في مركز الجناح، وكان يقدم مستويات جيدة للغاية». ويضيف: «كنا نعيش بالقرب من بعضنا البعض، والتحقنا بنفس المدرسة، لذا فنحن صديقان حميمان. لقد حاولت بالفعل مساعدته، وقلت له إنني أعيش في مكان لا يبعد كثيرا عن لندن. إنه سعيد للغاية لوجوده في آرسنال ومتحمس للغاية لهذا الموسم. أنا متأكد من أنه سيقدم مستويات جيدة، لأنه يمتلك إمكانيات كبيرة».
أما بالنسبة لنادي ريدينغ، فقد جاء الفوز على كارديف سيتي ليخفف بعض الضغوط من على كاهل المدير الفني البرتغالي خوسيه مانويل غوميز بعد تعرض الفريق لهزيمتين. وكان ريدينغ قد تعرض لعقوبة «طفيفة» فيما يتعلق بالتعاقد مع اللاعبين الجدد بسبب انتهاك قواعد اللعب المالي النظيف، لكنه تعاقد مع المهاجم لوكاس جواو ومع اللاعب الروماني جورج بوسكاس، الذي يلعب في صفوف منتخب رومانيا تحت 21 عاما، والذي سجل هدفين في مرمى كارديف سيتي يوم الأحد، مقابل 13 مليون جنيه إسترليني للاعبين معا، وهو ما رفع التوقعات بشأن مستقبل النادي الذي هبط من الدوري الإنجليزي الممتاز في عام 2013.
يقول ميتي: «لا أعرف كيف سننهي الموسم وفي أي مركز، لأن كل الفرق قادرة على إحداث المفاجأة».
ولم يندم ميتي على انتقاله من باريس سان جيرمان إلى ريدينغ الذي يلعب في بطولة قوية وظروف صعبة، ويقول عن ذلك: «أنا ألعب هنا منذ ثلاث سنوات، وأشعر بأنني أصبحت نصف إنجليزي الآن. مشجعو النادي يعاملونني بطريقة جيدة ويجعلونني أشعر بأنني موضع ترحاب. لقد كان الموسم الماضي جيدا بالنسبة لي، لكن الآن يتعين على أن أثبت نفسي مرة أخرى».


مقالات ذات صلة

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

آسيا مسؤولون أمنيون يتفقدون موقع انفجار خارج مطار جناح الدولي في كراتشي بباكستان 7 أكتوبر 2024 (إ.ب.أ)

أعمال العنف بين السنة والشيعة في باكستان عابرة للحدود والعقود

مرة أخرى وقف علي غلام يتلقى التعازي، فبعد مقتل شقيقه عام 1987 في أعمال عنف بين السنة والشيعة، سقط ابن شقيقه بدوره في شمال باكستان الذي «لم يعرف يوماً السلام».

«الشرق الأوسط» (باراشينار (باكستان))
رياضة عالمية رودريغو بنتانكور (إ.ب.أ)

إيقاف بنتانكور 7 مباريات بعد تعليق عنصري ضد سون

أعلن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، اليوم الاثنين، إيقاف رودريغو بنتانكور، لاعب وسط توتنهام هوتسبير، 7 مباريات، بعد ملاحظة عنصرية من اللاعب القادم من أوروغواي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
شؤون إقليمية احتجاجات في إسرائيل ضد تفشي الجريمة المنظمة في المجتمع العربي مارس 2021 (غيتي)

«قوانين الفجر الظلامية»... كيف يُشرعن الكنيست التمييز ضد العرب في إسرائيل؟

يواصل ائتلاف اليمين في الكنيست سن تشريعات ضد المواطنين العرب في إسرائيل بهدف ترهيبهم واضطهادهم... فما أبرز تطورات تلك الحملة المتواصلة لشرعنة التمييز ضدهم؟

نظير مجلي (تل أبيب)
رياضة عالمية فينيسيوس غاضب جداً بسبب خسارة الجائزة (أ.ف.ب)

بعد زلزال الجائزة الذهبية... مَن الذين يخافون من وجود ريال مدريد؟

بعد أقل من 24 ساعة على الضربة القاسية التي تلقاها ريال مدريد بخسارة الكلاسيكو 4 - 0 أمام برشلونة في البرنابيو، الأحد، حدث تحول آخر مزلزل في ريال مدريد.

The Athletic (باريس)
رياضة عالمية لامين يامال يحتفل بتسجيل الهدف الثالث لبرشلونة (أ.ف.ب)

كلاسيكو العالم: الريال يحقق في تعرض يامال لإساءات عنصرية

ذكرت تقارير إعلامية إسبانية أن لامين يامال، نجم فريق برشلونة الإسباني لكرة القدم، تعرض لإساءات عنصرية في مباراة الكلاسيكو التي فاز بها فريقه على ريال مدريد.

«الشرق الأوسط» (برلين)

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».