تحرير مواقع استراتيجية في صعدة وتدمير آليات حوثية في حرض

جنود من الجيش اليمني في صعدة (سبأ نت)
جنود من الجيش اليمني في صعدة (سبأ نت)
TT

تحرير مواقع استراتيجية في صعدة وتدمير آليات حوثية في حرض

جنود من الجيش اليمني في صعدة (سبأ نت)
جنود من الجيش اليمني في صعدة (سبأ نت)

على وقع المعارك التي يخوضها الجيش اليمني ضد الميليشيات الحوثية في أكثر من جبهة، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، أعلن أمس عن تحرير مواقع استراتيجية جديدة في جبهة باقم، شمال صعدة الحدودية، بالتزامن مع اشتداد المواجهات في جبهة كتاف في المحافظة نفسها.
وفي حين تواصلت خروق الجماعة الحوثية الموالية لإيران للهدنة الأممية في جبهات الساحل الغربي حيث محافظة الحديدة، أعلنت قوات الجيش في جبهة حرض الحدودية عن تدمير آليات ثقيلة لعناصر الجماعة، في ظل تواصل العملية المستمرة لاستكمال تحرير المدينة.
وفي هذا السياق، قال قائد محور آزال في محافظة صعدة، العميد كنعان الأحصب، إن «عناصر الجيش الوطني مسنودين بمدفعية وطيران تحالف دعم الشرعية قاموا بعملية مضادة ومباغتة على مواقع عناصر الميليشيات، بعد محاولتها تنفيذ عملية تسلل على مواقع الجيش الوطني، وتمكنوا من تحرير عدد من المواقع والتباب شرق قرية آل مزهر».
وأكد الأحصب - بحسب ما نقلته عنه وكالة «سبأ» الرسمية - أن «العملية أسفرت عن إصابة وجرح العشرات من عناصر الميليشيات وفرار ما تبقى منهم واغتنام الجيش الوطني أسلحة خفيفة ومتوسطة».
وبيّن أن «المعارك مستمرة ضد ميليشيات الانقلاب الحوثي المدعومة إيرانياً حتى تتخلص البلاد من هذه الجماعة» التي قال إنها «دمرت الوطن شعباً وإنساناً».
وعلى وقع المعارك العنيفة التي تشدها جبهة كتاف (شرق صعدة)، سقط عدد من ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح، خلال اليومين الماضيين، بغارات مقاتلات تحالف دعم الشرعية ومعارك الجيش الوطني، علاوة على تدمير عدد من الآليات والمركبات العسكرية.
وقالت قيادة محور كتاف، في بيان لها، عبر مركزها الإعلامي، إن «جبال كتاف تشهد مواجهات عنيفة مستمرة، وتسعى القوات الحكومية بقيادة اللواء رداد الهاشمي إلى دحر الميليشيات وبسط الأمن والاستقرار في مديرية كتاف، كبرى المديريات الواقعة شرق مدينة صعدة، المعقل الرئيسي لزعيم الميليشيات المدعوم من النظام الإرهابي في إيران».
وكشفت عن مقتل قيادات عسكرية بارزة في صفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية، وذلك «أثناء عملية الالتفاف الواسعة التي قامت بها في وادي آل بو جبارة، الأسبوع الماضي؛ حيث اندلعت المواجهات بين القوات الحكومية، مسنودة بمقاتلات تحالف دعم الشرعية في اليمن، وبين الميليشيات المدعومة إيرانياً. ومن أبرز هذه القيادات الحوثية العميد أمين حميد الحميري، قائد محور صعدة، وعبد الله حسين علي حسين النوعة، قائد التدخل السريع، وجعفر المراني المكنى بأبو صلاح، نائب مدير جهاز الأمن السياسي بصعدة، والقيادي نسيم القيدلة المكنى بأبو الكرار».
وأشارت قيادة المحور إلى أن «مئات من عناصر الميليشيات الانقلابية لقوا مصرعهم في وادي آل أبو جبارة، إلى جانب كثير من القيادات العسكرية للحوثيين، إضافة إلى تدمير عدد من العربات والآليات العسكرية من قبل مقاتلات التحالف في المنطقة المذكورة».
وفي سياق ميداني متصل، دمر الجيش الوطني في جبهة حرض، أمس (الأربعاء)، دبابة وآليات عسكرية تابعة لميليشيات الحوثي الانقلابية حيث تدور المعارك العنيفة بين قوات الجيش من المنطقة العسكرية الخامسة، المسنودين من تحالف دعم الشرعية، وميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، على تخوم مدينة حرض، منذ نهاية الأسبوع المنصرم، وسط تقدم الجيش الوطني وتحرير عدد من القرى المحيطة بالمدينة وتكبيد الميليشيات الانقلابية الخسائر البشرية الكبيرة.
وقال مصدر عسكري، نقل عنه مركز إعلام المنطقة، إن «قوات الجيش استهدفت دبابة وطقمين عسكريين، على متنهما عناصر حوثية، بصواريخ موجهة، ما أسفر عن مقتلهم وإعطاب آلياتهم الحربية». وذكر أن هذه «العملية النوعية للجيش الوطني تأتي بالتزامن مع غارات جوية لمقاتلات التحالف استهدفت دبابة أخرى في محيط المدينة».
إلى ذلك، أفادت مصادر عسكرية بسقوط قتلى وجرحى بصفوف ميليشيات الحوثي الانقلابية بجبهة ناطع بمحافظة البيضاء (جنوب شرقي صنعاء)، التي تشهد لليوم الثاني معارك عنيفة، عقب كسر الجيش الوطني والمقاومة الشعبية هجوم مجاميع حوثية على مواقعه في مناطق القرحاء ولبان.
وأكدت المصادر أن «خسائر ميليشيات الحوثي الانقلابية، مادية وبشرية، كبيرة جداً، ومع ذلك لم يحرز عناصرها أي تقدم يذكر، سوى إجبارهم على التراجع والفرار بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم».
وفي الضالع (جنوباً) أفادت مصادر عسكرية باندلاع معارك عنيفة بين قوات الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهتي قعطبة وحجر (شمالاً)، عقب تصدي الجيش لهجوم مجاميع حوثية على مواقع الجيش الوطني الذي تمكن من كسر الهجوم وإلحاق الخسائر المادية والبشرية في صفوف الانقلابيين.
وفي الحديدة (غرباً) واصلت ميليشيات الحوثي قصفها بشكل مكثف، بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والأسلحة القناصة، على مواقع القوات المشتركة من الجيش الوطني في عدد من المناطق بمحافظة الحديدة، بما فيها منطقة الجبلية بمديرية التحيتا، جنوب الحديدة.
وشنّ عناصر الجماعة الهجمات – وفق مصادر عسكرية رسمية - من داخل المزارع الواقعة في أطراف المنطقة، بالتزامن مع قيامهم بمحاولات تسلل إلى مواقع الجيش الذي تصدى لهم وأجبرهم على التراجع والفرار. كما رافق ذلك قصف مماثل على مواقع القوات المشتركة والقرى السكنية في مديرية حيس (جنوباً).
وقال مصدر عسكري ميداني، نقل عنه مركز إعلام قوات العمالقة المرابطة في جبهة الساحل الغربي، إن «الميليشيات تقوم بحشد مسلحيها في منطقة السويق، جنوب مديرية التحيتا، وتدفع بتعزيزات كبيرة، ومنها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».