إسرائيل تسرب صوراً لـ«قاعدة إيرانية» شرق سوريا و«مصنع صواريخ» في لبنان

مصادر من تل أبيب تقول إن «الكشف المسبق عن الأسرار» يرمي إلى الضغط على طهران و«حزب الله»

إسرائيل تسرب صوراً لـ«قاعدة إيرانية» شرق سوريا و«مصنع صواريخ» في لبنان
TT

إسرائيل تسرب صوراً لـ«قاعدة إيرانية» شرق سوريا و«مصنع صواريخ» في لبنان

إسرائيل تسرب صوراً لـ«قاعدة إيرانية» شرق سوريا و«مصنع صواريخ» في لبنان

قالت مصادر وخبراء في تل أبيب إن تسريب الحكومة الإسرائيلية صوراً لمواقع محتملة لمصانع صواريخ وقواعد إيرانية في العراق ولبنان يرمي إلى الضغط واحتمال التمهيد لاستهدافها.
وأعلن مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، أمس الأربعاء، أن الصواريخ الدقيقة التي كشف الجيش الإسرائيلي عن مخزنها في البقاع اللبناني، كانت موجهة إلى منطقة خليج حيفا، شمال إسرائيل، حيث تقوم مصانع تكرير البترول والكيماويات ومخازن الأمونيا.

وكان الجيش الإسرائيلي لجأ مرة أخرى إلى أسلوب «الكشف المسبق عن الأسرار»، لمواجهة مشروع «حزب الله» لتطوير دقة صواريخه وتحديثها، فأعلن عن موقعين سريين يخزن فيهما هذه الصواريخ وآليات تطويرها وتحديثها؛ أحدهما في البقاع اللبناني والثاني على الحدود السورية - العراقية. وقالت مصادر في تل أبيب إن هناك رسائل عدة توصلها إسرائيل بهذا الكشف: «أولاً: تبين مدى اختراقها الاستخباري. وثانياً: التهديد بتدمير هذه المواقع إذا لم يتخلَّ عنها (حزب الله) بنفسه».
وكان الناطق باسم الجيش الإسرائيلي قد بادر إلى الكشف بنفسه عن الموقع في البقاع اللبناني، فادعى في بيان له، صدر مساء أول من أمس الثلاثاء، أن «(حزب الله) اللبناني يملك مجمعات أخرى معدّة لإنتاج المحركات والرؤوس الحربية للصواريخ ذات القدرة على الاستهداف بدقة 10 أمتار. وتلك المجمعات أقيمت قرب بلدة النبي شيت في محافظة بعلبك - الهرمل، القريبة من الحدود اللبنانية - السورية». وزعم الجيش الإسرائيلي أن «(حزب الله) شعر بأن إسرائيل كشفت الموقع السري، فسارع للعمل على إخلاء الموقع من المعدات غالية الثمن فنقلها مؤخراً إلى عقارات مدنية في لبنان؛ ومنها في العاصمة بيروت». وأكد أن صور الأقمار الصناعية أظهرت سابقاً أن «المصنع معدّ وجاهز لعملية الإنتاج».
وجاء في بيان الجيش أن «المنشأة أقيمت في السنوات الأخيرة بوصفها موقعاً لإنتاج الوسائل القتالية بقيادة إيران و(حزب الله)؛ حيث تمّ مؤخّراً رصد عمليات إضافية تهدف لاستخدامها موقعاً لإنتاج وتحويل الصواريخ إلى دقيقة». وادعى أن لديه «معلومات استخبارية مؤكدة بأن هذه العمليات بلغت حد إنشاء خط إنتاج للأسلحة الدقيقة، وبأن معدّات خاصة وحساسة نقلت إلى الموقع في الأشهر الأخيرة». وذكر أنه «توجد في هذا الموقع مجمعات عدة معدّة لإنتاج المحركات والرؤوس الحربية للصواريخ ذات القدرة على الاستهداف الدقيق لنحو 10 أمتار. ومن أجل إنتاج الصواريخ، تقوم إيران بالتزويد بالآلات الخاصة، والإرشادات للعاملين في الإنتاج، وهي ترافق العمليات في الموقع بشكل دائم».
أما الكشف الثاني، فجاء من خلال تسريب خبر إلى شبكة الأخبار الأميركية «فوكس نيوز»، وفيه تحدثت عن موقع إيراني أقيم شمال شرقي سوريا، عند الحدود مع العراق، وفيه أيضاً يتم تخزين صواريخ إيرانية دقيقة موجهة ضد إسرائيل.
وقال محلل الشؤون العسكرية في صحيفة «يسرائيل هيوم»، يوآف ليمور، إن الرسالة من هذا الكشف واضحة، وهي أنه في حال عدم إخلاء الموقعين والتخلي التام عن فكرة تحديث وتطوير صواريخ «حزب الله» وجعلها أكثر دقة، فإن إسرائيل ستتولى ذلك بنفسها.
وكانت إيران سعت إلى السيطرة على معبر البوكمال بين سوريا والعراق، بعدما سيطرت أميركا على قاعدة التنف لقطع بوابة القائم بين سوريا والعراق ومنع قيام إيران بنقل أسلحة وصواريخ إلى سوريا ولبنان.
وكشف فرحان محمد الدليمي، عضو مجلس محافظة الأنبار، عن تحديد موعد جديد لافتتاح منفذ القائم الحدودي مع سوريا، الواقع غرب الأنبار العراقية.
وقال الدليمي في تصريحات إعلامية ببغداد أمس، إنه «تقرر تغيير موعد إعادة افتتاح منفذ القائم الحدودي مع سوريا»، وأشار إلى أن سبب ذلك هو «وجود أعمال لم تنجز حتى الآن، ما دعا الجهات المعنية إلى تمديد فترة العمل لإنجاز المشروع».
وأضاف الدليمي أن «الموعد الجديد سيكون 10 سبتمبر (أيلول) الحالي بدلاً من الموعد السابق في 7 سبتمبر». وأكد أن «العمل جارٍ على قدم وساق من أجل افتتاح المنفذ في الموعد الجديد». وأوضح أن «الحكومة العراقية المركزية تتابع عمليات الإنجاز وتعمل على الإسراع بافتتاح المنفذ بعد إنجاز معظم مراحل المشروع».
وسبق أن دعت الحكومة السورية أكثر من مرة نظيرتها العراقية إلى تكثيف الجهود لإعادة فتح المنفذ الحدودي بين البلدين، والذي يمتد من قضاء القائم في الجانب العراقي إلى مدينة البوكمال على الطرف السوري.
ويرتبط العراق مع سوريا بثلاثة معابر رسمية، تحمل تسميات مختلفة على الجانبين، هي «القائم» من الجانب العراقي، الذي يقابله «البوكمال» في الجانب السوري، و«الوليد» من جانب العراق، ويقابله «التنف» على الجانب السوري، ومعبر «ربيعة» من الجانب العراقي، يقابله «اليعربية» في سوريا.
وكانت إسرائيل أعلنت عن قصف مواقع فيها سلاح إيراني قرب معبر القائم الأسبوع الماضي.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».