إردوغان: إدلب تتعرض للتدمير البطيء وتواجه سيناريو حلب

المعارضة السورية تصد هجوما في منطقة «خفض التصعيد»

TT

إردوغان: إدلب تتعرض للتدمير البطيء وتواجه سيناريو حلب

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن محافظة إدلب في شمال غربي سوريا تتعرض للتدمير البطيء، وإن منطقة خفض التصعيد فيها تتلاشى، معتبراً أنها تواجه حالياً السيناريو ذاته الذي واجهته محافظة حلب في عام 2016.
وأضاف إردوغان أن ما يجري في إدلب يخص تركيا بشكل مباشر، قائلاً إنها تتعرض حالياً للتدمير البطيء، كما دُمّرت حلب قبل 3 أعوام، لافتاً إلى بدء الولايات المتحدة قصف نقاط في إدلب، ما تسبب في مقتل نحو 700 مدني.
وتابع إردوغان، في تصريحات في أنقرة ليل الثلاثاء - الأربعاء: «قد تكون هناك في إدلب عناصر مسلحة متورطة في الإرهاب، إلا أن إدلب تتعرض للتدمير رويداً رويداً، فكما دمرت حلب وسويت بالأرض، فإن إدلب تتعرض لسيناريو مشابه وبالطريقة ذاتها».
وأكد أن تركيا لا يمكنها التزام الصمت إزاء كل ذلك، قائلاً: «نجري مباحثات مع روسيا، وستكون هناك مباحثات تركية - روسية - إيرانية قريباً (في إشارة إلى القمة الثلاثية التي من المقرر عقدها في أنقرة في 16 سبتمبر (أيلول) الجاري)، ونهدف لاتخاذ بعض الخطوات قبل اجتماعات جنيف».
وأشار إردوغان إلى أن إدلب ستكون أبرز ملفات مباحثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في حال لقائهما على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. وأكد أن مسألة إدلب تعد قضية تركيا، كون أي هجرة فيها ستكون باتجاه حدودها: «نحن من يعاني تبعات ذلك، ونحن من نمتلك حدوداً مع سوريا بطول 910 كيلومترات، وأي حريق هناك سيحرقنا، ولن تحرق تلك الدول».
وقال إردوغان: «إننا لسنا بصدد طرد اللاجئين عبر إغلاق أبوابنا؛ لكن كم سنكون سعداء لو استطعنا المساعدة في إقامة منطقة آمنة في سوريا، ونجحنا في ذلك». وأشار إلى أنه بحث مقترح تأسيس منطقة آمنة في سوريا خلال عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، كما أنه اقترح تأسيس المنطقة في عهد إدارة الرئيس الحالي دونالد ترمب.
وأضاف: «بحثت المقترح مع الدول الأوروبية البارزة، وفي مقدمتها ألمانيا وفرنسا... وجميعهم أثنوا على المقترح. ما ينبغي فعله هو أن تشمل المنطقة الآمنة كل المناطق الواقعة على امتداد حدودنا وبعمق 30 كيلومتراً».
وتابع الرئيس التركي بأن «المقترح تضمن بناء منازل في هذه المناطق بمساحة 250 - 300 متر مربع، تحوي مزارع، لتمكين اللاجئين من زرع وحصد محاصيلهم وتلبية كل احتياجاتهم».
وقال: «جميع الدول أثنت على المقترح؛ لكن للأسف لم نجد أي دعم في تطبيقه، والآن هم (الأميركيون) بدأوا بطرح مقترح المنطقة الآمنة، وحين نبدي استعدادنا لا نجد أحداً... المنطقة الآمنة الآن حبر على ورق وليست شيئاً آخر. ومن جهة أخرى كما هو معلوم، نتعرض للاستفزازات والتهديدات على حدودنا الجنوبية، وطبعاً نتخذ الخطوات اللازمة تجاه ذلك».
واتفقت أنقرة وواشنطن الشهر الماضي على البدء في ترتيبات لإقامة منطقة آمنة في شمال شرقي سوريا؛ لكن أبعاد وحدود المنطقة وبقاء قوات وحدات حماية الشعب الكردية فيها لا تزال موضع خلاف.
,صدت فصائل المعارضة في إدلب لهجوم شنته القوات الحكومية السورية والروسية على محور بلدة إعجاز في ريف إدلب الأربعاء. وقال قائد عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير «تمكنت فصائل المعارضة من إحباط عملية تسلل قامت بها القوات الحكومية السورية والروسية فجر الأربعاء على محور بلدة إعجاز بريف إدلب الجنوبي الشرقي وقتل 9 من المهاجمين وإصابة 6 آخرين بينهم عناصر من القوات الروسية». وأكد ا لوكالة الأنباء الألمانية: «هذا الهجوم يأتي بعد انقضاء مهلة الأيام الثمانية التي أعلنتها القوات الروسية في 24 أغسطس (آب) الماضي، وتعتبر عملية التسلل اليوم والقصف المدفعي على بلدة كفرسجنة وقرية أرينبة في ريف إدلب الجنوبي وتحليق مكثف للطيران في مدينة كفرنبل، إشارة لقرب بدء القوات الحكومية عملية عسكرية للسيطرة على طريق حماة - حلب».
واعترف المتحدث باسم قاعدة حميميم الروسية في سوريا بحسب صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي بالهجوم الذي نفذته القوات السورية والروسية على بلدة إعجاز. وقال: «نفذت القوات الخاصة الروسية عملية نوعية ضد أحد الأهداف الإرهابية في منطقة إعجاز شرقي مقاطعة إدلب، سقط عدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات الخاصة الروسية، وهذا يرجع لاستخدام للإرهابيين مناظير حرارية».
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأنّ المضادّات الأرضية تصدّت مساء الثلاثاء في أجواء اللاذقية (شمال غرب) لطائرات مسيّرة أطلقت باتّجاه قاعدة حميميم الجويّة الروسية.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.