سباق أوسكار لأفضل فيلم أجنبي يغلق قريبا

الباب ما زال مفتوحا لانضمام أفلام من دول عربية أخرى للترشح لمنافسة «أوسكار الأفلام الأجنبية». وحدد يوم الأربعاء المقبل، الأول من أكتوبر (تشرين الأول)، بأنه اليوم الذي يقفل فيه باب تسلم الأفلام غير الأميركية المنشأ وغير الإنجليزية اللغة. بعد هذا التاريخ، هناك رسالة إلكترونية جاهزة، معدّة للإرسال لكل فيلم يصل متأخرا تقول: «آسفون، لقد تم إغلاق باب القبول للترشيحات. اشتراككم لن يتم».
وإلى الآن تقدّم للاشتراك في هذا السباق المغرب، الذي رشّح «القمر الأحمر» للمخرج حسن بنجلون، وموريتانيا التي رشحّـت فيلم «تمبكتو» لعبد الرحمن سيساكو (شارك في مهرجان «كان» سابقا). وكانت ترشيحات العام الماضي لسباق أوسكار أفضل فيلم أجنبي شملت أعمالا سعودية («وجدة») وفلسطينية («عمر») ومصرية («الشتا اللي فات») ولبنانية (قصّة ثواني») ومغربية («يا خيل الله»)، ولو أنه انحسر عنها جميعا لصالح الفيلم الفلسطيني «عمر» لمخرجه هاني أبو أسعد الذي وصل إلى الترشيحات الـ5 الرسمية، وإن لم يفز (نالها طبعا الفيلم الإيطالي الممتاز «الجمال العظيم»). في إطار السينما التسجيلية اقتربت المخرجة المصرية جيهان نجيم من الفوز عبر فيلمها «الميدان»، لكن الجائزة هنا ذهبت في النهاية إلى فيلم جيد بعيد عن السياسة (عكس باقي الأفلام في ذلك القسم)، وهو «20 قدما بعيدا عن الشهرة».

* «فتاة المصنع» عن مصر؟
* في الـ8 من هذا الشهر، سبتمبر (أيلول)، عُقد اجتماع أول للجنة الترشيح لجائزة أوسكار الفيلم الأجنبي في القاهرة التي ضمت 20 اسما سينمائيا، بينهم 4 نقاد، هم سمير فريد وطارق الشناوي ورامي عبد الرازق وأحمد شوقي، وعدد كبير من المخرجين بينهم عمر عبد العزيز وعلي بدرخان وهالة خليل وشريف عرفة وعلي عبد الخالق، وممثلتان هما ميرفت أمين ويسرا.
حتى الآن لا معرفة لنا بالفيلم الذي جرى اختياره (إذا ما جرى اختيار فيلم بالفعل)، لكن جهة رسمية اتصلت بالمخرج محمد خان وتحدّثت معه حول احتمال ترشيح فيلمه «فتاة المصنع». لكن، وإلى حين تحدثنا إليه هاتفيا لاستجلاء الأمر، لم يكن اتُّخذ قرار بعد بشأن ترشيحه ممثلا عن السينما المصرية هذا العام.
وتبدو الفرصة ضائعة أمام الفيلم الأردني «ذيب» للمخرج ناجي أبو نوار لأن من أهم الشروط أن يكون الفيلم قد عُرض في بلد المنشأ تجاريا. حتى الآن ليس هناك عرض تجاري للفيلم في صالات عمان.
وعلى كثرة ما جرى تصويره من أفلام لبنانية هذه السنة، فإن الجيد منها التجاري لم يجرِ أيضا في الوقت المناسب، مما قد يعني احتجاب هذه السينما عن الظهور بين أسماء الدول المرشحة. والحال ذاته بالنسبة للسينما الفلسطينية، فهناك «عيون الحرامية» للمخرجة الموهوبة نجوى نجار، والمرجَّح أنه عُـرض عرضا خاصا في منتصف هذا الشهر، لكن ذلك لا يكفي لدفعه إلى الترشيحات المذكورة.
لكن لو كان الوضع عالميا على هذا النحو لما كانت هناك قيمة لهذه الجائزة أساسا، ولربما أوقفت الأكاديمية العمل بها، وهي التي جرى إطلاقها لأول مرة سنة 1947. آنذاك حملت اسم «جائزة أوسكار شرفية لأفضل فيلم بلغة أجنبية». لاحقا، سنة 1956، جرى تأسيس كيان منفصل بذاته باسم «أفضل فيلم بلغة أجنبية».
هذا العام بادرت أكثر من 50 دولة بإرسال أفلامها باكرا، بما فيها إسرائيل، التي اختارت دراما اجتماعية بعنوان «محاكمة فيفيان أمسالم» The Trial of Viviane Amsalem لرونيت وشلومي إلكابتز. هذه هي المرة الـ10 التي تبعث فيها إسرائيل بفيلم ترشحه من دون أن تفوز بأي أوسكار حتى الآن.

* مواقف محسومة
* من المنطقة ذاتها هناك ترشيح إيراني أُعلن قبل أيام متمثّل بفيلم «اليوم»، الذي جرى عرضه في مهرجان تورونتو الأخير. والجانب التركي اتفق على إرسال فيلم «سبات شتوي» لنوري بيلج شيلان، الذي خطف ذهبية مهرجان «كان» هذه السنة. ومن آسيا القريبة نجد «أمتار مكعّبة قليلة من الحب» الذي سيمثل أفغانستان، وهو من إخراج جمشيد محمود، ووُصف بأنه دراما عاطفية. ومن الهند «نرد الكاذب» Liar‪›‬s Dice لغيتو مهندس، وهو دراما اجتماعية حول رجل مشبوه يحاول مساعدة امرأة على إيجاد زوجها المختفي. وباكستان تقدمت بدراما اجتماعية أخرى، هي «دختار»، بينما لا تزال بنغلاديش مترددة حيال الفيلم الذي ستختاره علما بأنه من الصعب على هذه الدول اختراق الترشيحات الأولى إلى مصاف الترشيحات الثانية (9 أفلام، 9 دول) ثم الأخيرة (الـ5 الرسمية النهائية).
بعيدا عن الأعين، كان هناك تردد فرنسي أيضا بخصوص الفيلم المرشّح. اللجنة المعنية في نهاية المطاف اختارت فيلم برتران بونيللو «سان لوران»، وبذلك فضّلته على فيلم عبد اللطيف كشيش الذي لم يتسنّ له الترشيح في العام الماضي، كون عروضه التجارية لم تجرِ حسب الشروط فبقي محفوظا على أمل تمثيل فرنسا في هذه الدورة.
وفي حين لم نسمع بعد من بريطانيا اسم الفيلم الذي سيمثّلها، فإن الدول الإسكندنافية حسمت أمرها؛ السويد مع الفيلم الجديد لروبن أوستلاند «فورس ماجوري»، حول عائلة سويدية عند سفوح الألب الفرنسية تجد نفسها في مأزق بعد انهيار ثلجي. وهي اختارته عنوة عن فيلمها الفائز بذهبية مهرجان فينيسيا الأخير «حمامة جلست على غصن تفكر في الوجود» لروي أندرسن. السويد، بالمناسبة، سبق لها أن فازت بأوسكار وحيد، عام 1983، عندما جرى ترشيح فيلم إنغمار برغمن «فاني وإلكسندرا» في ذلك العام. وهي ثاني بلد بعد فرنسا وصولا إلى الترشيحات الرسمية التي كان آخرها في «كما في الجنّة» لكاي بولاك.
النقاد الدنماركيون يعتقدون أن ترشيح «أسف وبهجة» لنيلز مالمروز لن يثمر فوزا، في حين أن أترابهم الفنلنديين أكثر حماسا لاختيار «ليلة صلبة» (المأخوذ عن مسرحية للكاتب بيركو سايسكيو)، الذي أخرجه برجيو هونكاسيو. أما النرويج فقد اختارت «1001 غرام» للمخرج بنت هامر، وهو مثل الفيلم السويدي «فورس ماجوري» تقع بعض أحداثه في فرنسا.
الدول الأوروبية الأخرى تنوّعت؛ «الدائرة» وهو دكيودراما لستيفان هوبت سيمثل سويسرا (هناك فيلم تسجيلي سويسري آخر رائع عنوانه «الملجأ» لم يجر توفيره). أوكرانيا تدخل السباق بفيلم «المرشد» لأوليس سانين، الذي لم يحظ بإجماع الأصوات التي بحثت في أمر ترشيحه. ومن هولندا «متهم» لبولا فان در أوست، وكوسوفو اختارت «ثلاث نوافذ وشنق» لعيسى كوسا.
على أن الفيلم الأوروبي الأبرز الذي لا بد سنراه في الترشيحات النهائية من بولندا. وهو متمثل بفيلم «إيدا» Ida لبافل بوليكوفسكي الذي يقدّم حكاية راهبة في دير تكتشف أنها يهودية أخفتها أمها في الدير أيام النازية.
أين تُعرض؟
* خلال الأشهر القليلة المقبلة، تبدأ الأفلام المرشحة في لائحتها الأولى بالتسلل إلى نقاد «جمعية مراسلي هوليوود الأجانب»، لكي تتبارى، وسواها، لجائزة «غولدن غلوب»، حيث ستجري مشاهدة كثير منها. إلى ذلك يتميز مهرجان بالم سبرينغز الأميركي (الذي يُقام في الشهر الأول من السنة المقبلة) نحو 70% مما يجري إرساله إلى أكاديمية الأوسكار من أفلام أجنبية.