روحاني «ملتزم بسياسات المرشد» ويرفض محادثات ثنائية مع واشنطن

طهران تعلن عن قدرتها على استئناف تخصيب اليورانيوم بدرجة نقاء 20 % خلال يومين

TT

روحاني «ملتزم بسياسات المرشد» ويرفض محادثات ثنائية مع واشنطن

رفض الرئيس الإيراني حسن روحاني مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة، وأبلغ نواب البرلمان التزامه بـ«سياسات» المرشد الإيراني علي خامنئي، نافياً وجود خلافات داخلية حول «القضايا الوطنية»، فيما حذر بأن بلاده ستخفض التزامات الاتفاق النووي ما لم يحدث اختراق في المباحثات مع الأوروبيين في غضون يومين.
وقال روحاني في خطاب أمام البرلمان أمس إن «إيران ستعيد النظر في خفض تعهداتها النووية إذا عملت مجموعة (4+1) على تنفيذ أجزاء مهمة من التزاماتها».
وقال روحاني للبرلمان: «لم ولن يوجد قرار لإجراء مفاوضات ثنائية مع الولايات المتحدة في أي فترة زمنية» وأضاف: «سياساتنا يقرها المرشد علي خامنئي، وكلنا نسير على طريق واحدة، ولا توجد خلافات في القضايا الوطنية»، مشيراً إلى أن استراتيجيته «تقوم على المقاومة الداخلية والدبلوماسية».
ورداً على ما جرى تداوله عن احتمال عقد مثل هذا اللقاء بعد تلميحاته حوله الأسبوع الماضي، قال روحاني: «ربما (...) حدث سوء فهم»، وإن «المفاوضات ليست مطروحة» وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكان روحاني قد ذكر الأسبوع الماضي أنه مستعد للقاء أي شخص من أجل تخفيف مشكلات الإيرانيين والمصالح القومية، قبل أن يعلن ماكرون عن خطة قد تؤدي إلى أول لقاء بين الرئيسين الإيراني والأميركي بعد نحو 40 عاماً من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلد.
وبعد ذلك بيوم رهن روحاني أي تطور في علاقات طهران وواشنطن برفع العقوبات. وعاد أمس مرة أخرى لتكرار قوله: «يمكن للولايات المتحدة أن تعود للمفاوضات في إطار (5+1) إذا رفعت كل العقوبات عن إيران».
وقال روحاني أمس للبرلمان إن «مقاومة» إيران بعد 16 شهراً من إعادة فرض العقوبات الأميركية «أدت إلى تغيير نظرة العالم إلى الشعب الإيراني».
وانتقد روحاني في خطاب أمام البرلمان أمس «تكرس ثنائية المقاومة والمفاوضات في إيران»، وطالب وسائل الإعلام بتجنب «تكريس المواجهة والازدواجية»، وقال في إشارة إلى منتقدي سياسته الخارجية: «ينبغي ألا نسمع في الداخل ما يردده الأعداء».
وتحاول طهران وثلاث دول أوروبية؛ هي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، إنقاذ الاتفاق الذي أُبرم عام 2015 والمخصص لوضع حد للبرنامج النووي الإيراني، بعدما انتقدت الولايات المتحدة دور إيران الإقليمي وتطوير الصواريخ الباليستية.
ورفعت إيران مخزونها من اليورانيوم المخصّب إلى ما فوق العتبة المحددة بموجب اتفاق فيينا وزادت أنشطة التخصيب إلى مستوى يحظّره النصّ (أكثر من 3.67 في المائة).
وفي الأسابيع الأخيرة، كثّف ماكرون جهوده وحاول إقناع الولايات المتحدة بتخفيف العقوبات التي تشلّ صادرات النفط الإيرانية.
وصرّح روحاني: «إذا لم تتوصل هذه المفاوضات إلى أي نتيجة بحلول الخميس، فسنعلن عن المرحلة الثالثة لتخفيف التزاماتنا». لكنّ نوه مجدداً بأن هذه التدابير يمكن الرجوع عنها، وبأن المفاوضات يمكن أن تتواصل بعد المرحلة الثالثة.
وأشار إلى أن ذلك سيحدث كما كان مقرراً «في الأيام المقبلة» إلا إذا اتخذت الأطراف الأخرى تدبيراً «مهماً»، مذكراً بأن إيران تريد التمكن من بيع نفطها إلى الخارج.
وتتحصل إيران على 80 في المائة من عائداتها بالعملات الأجنبية من بيع النفط والمنتجات النفطية. وإعادة فرض عقوبات عليها تعزلها بشكل شبه كامل عن النظام المالي الدولي، وتُفقدها جميع مشتري نفطها تقريباً.
وصادق البرلمان على التعيينين اللذين قام بهما روحاني لمنصبي وزيري التعليم والسياحة وهما على التوالي: حسن حاجي ميرزايي، وعلي أصغر مونسان.
في الأثناء، قال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، أمس، إن طهران قادرة على استئناف إنتاج اليورانيوم المخصب بدرجة نقاء 20 في المائة في غضون يومين.
ونسبت وكالة «فارس» التابعة لـ«الحرس الثوري» إلى كمالوندي القول: «إذا ما قررت إيران؛ فيمكنها الحصول على الوقود المخصب بدرجة نقاء 20 في المائة في غضون يوم أو اثنين».
ويعدّ تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 20 في المائة مرحلة وسيطة مهمة على طريق الحصول على يورانيوم انشطاري بنسبة نقاء 90 في المائة، وهي ما يلزم لصنع قنبلة.
وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الجمعة الماضي إنه تمّ تخصيب ما يزيد قليلاً على 10 في المائة من مخزون إيران من اليورانيوم بنسبة 4.5 في المائة، وهو مستوى أعلى من المسموح به بموجب الاتفاق.
وأشارت الوكالة إلى أن إجمالي مخزون إيران من اليورانيوم الذي يُفترض ألا يزيد على 300 كيلوغرام بموجب الاتفاق، يبلغ نحو 360 كيلوغراماً.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.