أشتية: ضم أجزاء من الضفة يعيد الصراع إلى مربعه الأول

TT

أشتية: ضم أجزاء من الضفة يعيد الصراع إلى مربعه الأول

قال رئيس الوزراء محمد أشتية، إن تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو حول ضم أجزاء من الضفة الغربية، خطيرة للغاية، وستعيد الصراع على فلسطين إلى مربعه الأول.
وطالب أشتية في مستهل اجتماع الحكومة الفلسطينية، أمس، المجتمع الدولي، بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من يونيو (حزيران) عام 1967، وعاصمتها القدس، مؤكداً أن ذلك - إضافة إلى عودة اللاجئين - هو الحل الوحيد لصنع السلام في المنطقة.
ودعا أشتية إلى تجديد تفويض «الأونروا» وتعزيز دورها المالي والمؤسساتي لخدمة اللاجئين الفلسطينيين، لحين عودتهم إلى بيوتهم. ورفض أشتية العربدة الإسرائيلية في كل المنطقة في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق. وقال إن تلك العربدة تحتم على العالم أجمع لجم إسرائيل.
وكان أشتية يرد على تعهدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بضم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة. وقال نتنياهو إنه سيفرض «السيادة اليهودية» في جميع مستوطنات الضفة الغربية.
وتصريحات نتنياهو جاءت بعد وقت قصير من تقارير قالت إنه يسعى لدعم علني من قبل الرئيس الأميركي دونالد ترمب، لخطوة فرض السيادة على المستوطنات في الضفة الغربية، قبل الانتخابات التي تجرى في 17 سبتمبر (أيلول).
وتشكل المستوطنات إحدى أكثر القضايا الشائكة على طاولة المفاوضات. ويعيش اليوم في المستوطنات في الضفة، بما في ذلك القدس الشرقية، أكثر من 600 ألف مستوطن، بين نحو 2.9 مليون فلسطيني. وقال أشتية إنه تجب مواجهة الاستيطان، ليس فقط من خلال الأمم المتحدة والأروقة السياسة، إنما بالثبات على الأرض والتمسك بها.
وأصدرت وزارة الخارجية الفلسطينية بياناً أمس، قالت فيه إن تعميق سلطات الاحتلال الإسرائيلي الاستيطان، يكشف زيف الجهود الأميركية لتحقيق السلام.
ورأت الخارجية «أن ما توفره الإدارة الأميركية من دعم وإسناد للاحتلال والاستيطان، وأن عجز المجتمع الدولي عن تنفيذ قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالاستيطان والقدس الشرقية، بصفتها جزءاً لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، يدفع دولة الاحتلال للتمادي في عمليات فصل القدس بشكل نهائي عن محيطها الفلسطيني وربطها في العمق الإسرائيلي، في إطار المخططات الإسرائيلية الهادفة إلى تغيير الواقع التاريخي والقانوني القائم في القدس ومقدساتها، وفرض مزيد من التضييقات على مواطنيها المقدسيين، لإجبارهم على الرحيل عنها، ليسهل بعدها إحلال أعداد كبيرة من المستوطنين مكانهم».
وأدانت الخارجية «إقدام سلطات الاحتلال وبلديتها في القدس على الاستيلاء على نحو 85 دونماً من أراضي شعفاط في منطقة السهل، لإقامة طرق استيطانية ضخمة تخدم مستوطنة رمات شلومو، المقامة على أراضي البلدة، علماً بأن الاستيطان التهم مساحات شاسعة من أراضي شعفاط، في إطار مخطط استيطاني ضخم يتضمن شق أنفاق وإقامة جسور لتعزيز التواصل بين مستوطنات غور الأردن والمستوطنات المقامة شرقي القدس المحتلة، إضافة إلى توسيع المنطقة الصناعية الاستيطانية عطروت، شمال القدس».
كما أدانت الوزارة اعتداءات عصابات المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين، ورشق مركباتهم بالحجارة قرب مستوطنة كوخاف هشاحر، قرب قرية المغير شمال شرقي رام الله، ما أدى إلى تحطيم عدد منها.
وقالت الخارجية: «إن عمليات تعميق الاستيطان والتهويد في القدس الشرقية المحتلة ومحيطها، وفي عموم المناطق الفلسطينية المصنفة (ج)، تترافق مع إعلانات ودعوات يطلقها أركان اليمين الحاكم في إسرائيل لتوسيع الاستيطان، ومطالبات ووعود بفرض (القانون الإسرائيلي والسيادة اليهودية) على المستوطنات».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.