لجنة الانتخابات تأمر نتنياهو بإزالة صوره مع الجيش من مواقع التواصل

TT

لجنة الانتخابات تأمر نتنياهو بإزالة صوره مع الجيش من مواقع التواصل

في الوقت الذي يُتهم فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمحاولة الإفادة من التوتر العسكري على مختلف الجبهات لأغراضه الحزبية الانتخابية، ومع انتقاد رئيس لجنة الانتخابات المركزية، القاضي حنان ميلتسر، ظهوره مع الجنود في الجبهة، واعتباره «خرقاً لقانون الانتخابات»، دلت استطلاعات الرأي على أن نصف الجمهور الإسرائيلي غير راضٍ عن معالجة نتنياهو الوضع على الحدود الشمالية مع «حزب الله»، وغالبيته غير راضٍ عن سياسته في قطاع غزة.
ويعمل نتنياهو كل ما في وسعه لكي يفوز في هذه الانتخابات، إذ إنه يعرف أن عدم الفوز يعني دخول السجن بتهم الفساد. وهو لا يوفر وسيلة إلا ويستخدمها. ويوم أمس (الاثنين)، أصدر رئيس لجنة الانتخابات أمراً بأن يزيل نتنياهو الصور التي يظهر فيها مع جنود الجيش الإسرائيلي من حساباته في الشبكات الاجتماعية، وبلَّغه بوضوح أن الإكثار من الظهور في معسكرات الجيش عشية الانتخابات هو أمر محظور، ويخالف قانون الانتخابات.
من جهته، هاجم رئيس الدولة رؤوبين رفلين، الخطاب السياسي في الانتخابات، وقال إن السياسيين يستخدمون لغة تخاطب حقيرة ومتدنية. وإن هذه اللغة تزداد سوءاً مع اقتراب موعد الانتخابات، في 17 الجاري.
فقد نشرت هيئة البث الإسرائيليّة الرسميّة (كان)، استطلاعاً حول الانتخابات؛ لكنها وجهت سؤالاً حول عدة قضايا ذات علاقة بمهامّ رئيس الحكومة. وأعرب 45 في المائة منهم عن رضاهم عن سياسة نتنياهو في مواجهة المخاطر الأمنية شمالي البلاد؛ بينما عارضهم 45 في المائة قالوا إنهم غير راضين. كما قال 61 في المائة من المُستطلعة آراؤهم، إنهم غير راضين عن سياسة نتنياهو في التعامل مع قطاع غزة.
وكان الاستطلاع في هذه القناة قد تركز على نتائج التصويت فيما لو جرت الانتخابات الآن، فاتضح أن «الليكود» برئاسة نتنياهو ما زال يتفوق، إذ يحصل على 32 مقعداً، وهو العدد نفسه الذي حصل عليه في استطلاع سابق (32 مقعداً في الاستطلاع السابق وله اليوم 39 مقعداً)، بينما يحصل منافسه، حزب الجنرالات «كحول لفان»، برئاسة بيني غانتس، على 31 مقعداً (31 مقعداً في الاستطلاع السابق وله اليوم 35 مقعداً). وتحصل «القائمة المشتركة» برئاسة أيمن عودة على 11 مقعداً، كما في الاستطلاع السابق، بينما هي ممثلة اليوم بعشرة مقاعد. ويحصل حزب الاتحاد اليميني «يمينا» على 10 مقاعد، وحزب اليهود الروس «يسرائيل بيتينو»، برئاسة أفيغدور ليبرمان، على 9 مقاعد، وحزبا اليهود المتدينين الشرقيين «شاس» والغربيين الأشكناز «يهدوت هتوراه» 9 مقاعد، أما «المعسكر الديمقراطي»، الذي يضم حزب «ميرتس» اليساري، سوية مع رئيس الوزراء الأسبق، إيهود باراك، على 7 مقاعد لكل منهما، بينما يحصل حزب «العمل» برئاسة عمير بيرتس، على 6 مقاعد.
ونشرت نتائج استطلاع آخر في «القناة 13» التجارية للتلفزيون الإسرائيلي، فظهرت فيها نتائج مختلفة؛ حيث دلت على فوز حزب الجنرالات بقيادة غانتس بـ32 مقعداً مقابل 31 لـ«الليكود». ووفقاً لهذا الاستطلاع يفوز ليبرمان بـ11 مقعداً، وكل من «يمينا» و«القائمة المشتركة» بـ10 مقاعد، وكل من «المعسكر الديمقراطي» و«يهدوت هتوراه» بـ7 مقاعد، وكل من «شاس» و«العمل - غيشر» بستة مقاعد.
ولكن ما يجمع بين الاستطلاعين هو أن معسكر اليمين بقيادة نتنياهو يزيد عن معسكر اليسار الوسط بتسعة مقاعد (54 مقابل 45 مقعداً). وما زال ليبرمان لسان الميزان بينهما. وليبرمان، كما هو معروف، يصر على أن تقوم حكومة وحدة وطنية تجمع «الليكود» و«كحول لفان». ويقول «كحول لفان» إنه يحبذ هو أيضاً حكومة وحدة كهذه، ولكن بشرط ألا يكون فيها نتنياهو. ويقولون في «الليكود» إن ليبرمان، في حال عرض منصب القائم بأعمال رئيسة الحكومة، سيغير رأيه وينضم إلى حكومة نتنياهو.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.