أوبريت «سيدي سمعا وطاعة» قدمه نجوم الأغنية السعودية في حفل جماهيري

كتبه الشاعر عبد الله أبو راس ولحنه «سهم»

عبد المجيد عبد الله وراشد الماجد (تصوير: سلمان المرزوقي)
عبد المجيد عبد الله وراشد الماجد (تصوير: سلمان المرزوقي)
TT

أوبريت «سيدي سمعا وطاعة» قدمه نجوم الأغنية السعودية في حفل جماهيري

عبد المجيد عبد الله وراشد الماجد (تصوير: سلمان المرزوقي)
عبد المجيد عبد الله وراشد الماجد (تصوير: سلمان المرزوقي)

ضمن احتفالات اليوم الوطني بالسعودية، أقيمت أول من أمس (الثلاثاء) الأمسية الوطنية الجماهيرية، بحضور ورعاية الأمير مشعل بن عبد الله بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة.
وتضمنت الأمسية عروضا فنية واستعراضية، بالإضافة إلى الأوبريت الغنائي الذي حمل عنوان «سيدي.. سمعا وطاعة»، وهو من كلمات الشاعر السعودي عبد الله أبو راس، وألحان السعودي سهم، وشارك فيه نجوم الأغنية رابح صقر وعبد المجيد عبد الله وراشد الماجد وراشد الفارس.
وحظيت الأمسية بإعجاب الحضور وكبار المسؤولين، حيث حضر الحفل الذي أقيم على شاطئ عروس البحر الأحمر أكثر من ثلاثة آلاف متفرج، لما يحمله من عمق شعري أبدع في كتابته الشاعر الوطني عبد الله أبو راس، وهو الشاعر نفسه الذي كتب أوبريت الجنادرية الأخير، وهو معروف ببصمته الشعرية الوطنية والعاطفية، فهو أيضا صاحب قصيدة أغنية «الحد الجنوبي» للفنان راشد الماجد و«أبشرك حنا بخير وسلامة» للفنان ماجد المهندس، وهو يعمل في الحقيبة الدبلوماسية ولديه مهام وطنيه مشرفة في وزارة الخارجية السعودية. فيما لامس الملحن سهم تلك الجمل الشعرية وقدمها بصياغته الموسيقية العميقة، وهو صاحب بصمة ونقلة مختلفة للأغنية السعودية، وقدم صورة موسيقية فريدة من خلال هذا الأوبريت.
ومن جانب نجوم الأغنية السعودية، فإنهم قدموا عصارة خبرتهم الطويلة، ونقلوا محبتهم للوطن من خلال أصواتهم العذبة. وكان لنجوم الأغنية ارتباط جميل ومحبة كبيرة، حيث لم يفترق الفنانون الأربعة منذ إقامتهم للبروفات، وكانت هناك ألفة واضحة تجمعهم، حيث اجتمعوا في مكان واحد بالفندق وكانا يتبادلان الحديث في جوانب فنية مختلفة، فيما حضر الجميع في سيارة واحدة مع الفنان عبد المجيد عبد الله، وهو الفنان الوحيد المقيم في جدة، وكان نجوم الأغنية موجودين قبل إقامة الحفل بثلاث ساعات، فيما بقي النجوم أكثر تلك الساعات داخل سيارتهم نظرا للحشود الجماهيرية الكبيرة الملتفة حولهم، وكانت «الشرق الأوسط» موجودة بجانبهم بصفة خاصة.
وكان سهم وشاعر الأوبريت استمرا طيلة الأشهر الستة الماضية في تنفيذ العمل، حيث أنجز الأوبريت بشكل نهائي قبل البروفات بساعات قليلة، لرغبة سهم في تقديم عمل وطني يليق بالحدث الكبير. والأوبريت المكون من سبع لوحات جسد العديد من المظاهر الوطنية المهمة، وهناك لوحة تحاكي وضع الشباب المغرر بهم أبدع الكاتب في كتابتها، تقول «المدى طوّل وطوّل يا غرير.. ارمي سلاحك ترى اسم الله سلام.. خل عنك الشوك واختار الحرير.. ارجع لدارك ملء عينك تنام.. أمك اللي حضنها شالك صغير.. من يجاوب دمعها تحت اللثام.. لي متى في عجة الفتنة تطير.. لي متى زهرة شبابك للحطام؟». فيما كتب لوحة جميلة في أسلوبها وفكرتها وتحاكي ما كتب من أغان وطنية شهيرة في السعودية، وتقول «سارعي للمجد هيا.. يا بلادي واصلي.. فوق هام السحب ويا.. راية العز اعتلي.. يا دار لا هنتي ولا.. هان لك راعي أبد.. الله البادي والأول.. ثم عزك يا بلد.. انت يا وطني الحبيب.. عشق ما في له مدى.. عاشت بلادي بلادي.. المنارة للهدى.. يا حبيب الشعب تسلم.. يا عيون المملكة.. أبشرك حنا بخير.. جعل ربي يباركه».
ولم ينس الشاعر أبو راس تقديم احترامه ومحبته لأمير منطقة مكة المكرمة، حيث قال في إحدى لوحاته «مشعل وصل جدة وجدة وصفها.. مليكنا الغالي وصوف حسينة.. يمينها مكة بعزة شرفها.. ويسارها قبر النبي والمدينة.. جدة النسيم اللي ييجي من طرفها.. يلقى به الحجاج أمن وسكينة.. طلت من الروشان والله نصفها.. أحلى عروس تزيد كل يوم زينة.. مشعل علوم الطيب صال وكشفها.. ما صب وادي بالسراة قد يمينه.. ومن الحرس للخارجية عرفها».



طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
TT

طوني أبي كرم لـ «الشرق الأوسط»: أخاف من خيبات الأمل المتكررة في بلادي

{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)
{مرفوعة الأرزة} أحدث أعمال أبي كرم مع الفنان ملحم زين (طوني أبي كرم)

يرتبط اسم الشاعر طوني أبي كرم ارتباطاً وثيقاً بالأغنية الوطنية اللبنانية، وله تاريخٌ طويلٌ في هذا الشأن منذ بداياته. قدّم أعمالاً وطنية لمؤسسات رسمية عدة في لبنان. أخيراً وبصوت الفنان ملحم زين قدّم أغنية «مرفوعة الأرزة» من كلماته وألحانه، التي لاقت انتشاراً واسعاً، كون شركة «طيران الشرق الأوسط» اعتمدتها في رحلاتها خلال إقلاعها أو هبوطها.

الشاعر طوني أبي كرم ألّف ولحّن أكثر من أغنية وطنية

وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» يعدّ طوني أبي كرم أن كتابة الأغنية الوطنية يجب أن تنبع من القلب. ويتابع: «الجميع يعلم أنني أنتمي فقط إلى لبنان بعيداً عن أي حزب أو جهة سياسية. وعندما أؤلّف أغنية وطنية تكون مولودة من أعماقي. فأنا جزء لا يتجزّأ من هذا الوطن. وعندما ينساب قلمي على الورق ينطلق من هذا الأساس. ولذلك أعدّ الحسَّ الوطني حاجةً وضرورةً عند شاعر هذا النوع من الأغاني، فيترجمه بعفوية بعيداً عن أي حالة مركّبة أو مصطنعة».

أولى الأغاني الوطنية التي كتبها الشاعر طوني أبي كرم كانت في بداياته. حملت يومها عنوان «يا جنوب يا محتل» بصوت الفنان هشام الحاج، ومن ثم كرّت سبحة مؤلفاته لأغانٍ أخرى. حقق أبي كرم نجاحات واسعة في عالم الأغنية كلّه. وأسهم في انطلاقة عدد من النجوم؛ من بينهم مريام فارس وهيفاء وهبي، وتعاون مع إليسا، وراغب علامة، ورامي عيّاش، ونوال الزغبي وغيرهم.

في عام 2000 سجّل طوني أبي كرم الأوبريت الوطني «الصوت العالي» مع 18 فناناً لبنانياً. ويروي لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الأغنية شاركت فيها مجموعة من أشهَر الفنانين اللبنانيين. وقد استغرقت تحضيرات طويلة لإنجازها تطلّبت نحو 6 أشهر. ورغبتُ في تقديمها لمناسبة تحرير الجنوب. وأعدّها تجربةً مضنيةً، ولن أعيدها مرة ثانية».

عدم تكرار هذه التجربة يعود إلى الجهد الذي بذله أبي كرم لجمع الـ18 فناناً في أغنية واحدة. «هناك مَن تردَّد في المشاركة، وآخر طالب بأداء مقطع غير الذي اختير له. أسباب عدة نابعة من الفنانين المشاركين أخّرت في ولادتها. وما سهّل مهمتي يومها هو الفنان راغب علامة. طلبت منه أن يرافقني إلى استوديو التسجيل لبودي نعوم، فوضع صوته على مقطع من الأغنية من دون أن أشرح له حقيقة الوضع. وعندما سمع الفنانون الآخرون أن راغب شارك في الأغنية، تحمَّسوا واجتمعوا لتنفيذها وغنائها».

أكثر من مرة تمّ إنتاج أوبريت غنائي عربي. وشاهدنا مشارَكة أهم النجوم العرب فيها. فلماذا يتردَّد الفنان اللبناني في المقابل في المشارَكة بعمل وطني جامع؟ يوضح الشاعر: «هذا النوع من الأغاني ينجز بوصفه عملاً تطوعياً. ولا يندرج على لائحة تلك التجارية. فمن المعيب أن يتم أخذ أجر مالي، فلا المغني ولا الملحن ولا الكاتب ولا حتى مخرج الكليب يتقاضون أجراً عن عملهم. فهو كناية عن هدية تقدّم للأوطان. ولا يجوز أخذ أي بدل مادي بالمقابل. ولكن في بلدان عربية عدة يتم التكفّل بإقامة الفنان وتنقلاته. فربما ذلك يشكّل عنصر إغراء يحثّهم على المشارَكة، مع الامتنان».

ويذكر طوني أبي كرم أنه في إحدى المرات فكّر في إعادة الكرّة وتنفيذ أغنية وطنية جماعية، فيقول: «ولكني ما لبثت أن بدّلت رأيي، واكتفيت بالتعاون مع الفنان راغب علامة وحده بأغنية من ألحانه (بوس العلم وعلّي راسك)».

يشير الشاعر طوني أبي كرم إلى أن غالبية الأغاني الوطنية التي كتبها وُلدت على خلفية مناسبة ما، ويوضح: «في أغنية (ممنوع اللمس) مع عاصي الحلاني توجّهنا إلى مؤسسة الجيش في عيدها السنوي. وكذلك في أغنية (دايماً حاضر) مع الفنان شربل الصافي لفتح باب التطوع في الجيش».

وعمّا إذا كان يختار صوت الفنان الذي سيؤدي الأغنية قبل الكتابة يقول: «لا، العكس صحيح، فعندما تولد الفكرة وأنجز الكلام، أختار الصوت على أساسهما. قد أقوم ببعض التعديلات بعدها، ولكنها تكون تغييرات قليلة وليست جذرية».

يستغرق وقت كتابة كلام الأغنية، كما يذكر الشاعر أبي كرم، نحو 15 دقيقة. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «لأنها تنبع من القلب أصبّ كلماتها بسرعة على الورق. فما أكتبه يصدر عن أحاسيسي الدفينة، وعن مشهد أو تجربة وفكرة عشتها أو سمعت بها. ولذلك تكون مدة تأليف الأغنية قليلة. فهي تخرج من أعماقي وأكتبها، وفي حال طُلب مني بعض التبديلات من قبل الفنان لا أمانع أبداً، شرط أن يبقى ثابتاً عنوانُها وخطُّها وفحواها».

وعمَّا يمكن أن يكتبه اليوم في المرحلة التي يعيشها لبنان، يقول: «أعدّ نفسي شخصاً إيجابياً جداً بحيث لا يفارقني الأمل مهما مررت بمصاعب. ولكن أكثر ما تؤذي الإنسان هي إصابته بخيبة أمل، وهي حالات تكررت في بلادنا وفي حياتنا نحن اللبنانيين. فكنا نتفاءل خيراً ليأتي ما يناقض ذلك بعد فترة قصيرة. وهو ما يولّد عندنا نوعاً من الإحباط. اليوم لا نفقد الرجاء ولكن لا يسعنا التوسّع بأفكار إيجابية. وعلى أمل عدم إصابتنا بخيبة أمل جديدة، سأتريث في الكتابة في هذه المرحلة».