تترقب القاهرة اجتماعاً سداسياً جديداً يضم وزراء الخارجية والمياه في مصر والسودان وإثيوبياً، ويعقد منتصف سبتمبر (أيلول) الحالي، وذلك بهدف «التوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة» الذي تشيده أديس أبابا.
وأظهرت مصر مرونة بشأن تعديل موعد الاجتماع الذي كانت مقررة إقامته الشهر الماضي. وقال وزير الموارد المائية والري محمد عبد العاطي، أمس، إن «مصر قد وجهت الدعوة بناء على مطلب الجانب الإثيوبي بتعديل موعد الاجتماع (...) للتوصل إلى اتفاق حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة».
وأفاد عبد العاطي، خلال افتتاح برنامج تدريبي تستضيفه بلاده لـ«تنمية الري وإدارة استخدامات المياه في قطاع الزراعة في أفريقيا»، بأن مصر سلمت إثيوبيا والسودان «رؤيتها فيما يتعلق بأسلوب الملء والتشغيل في أثناء فترات الفيضان والجفاف، وطبقاً لحاله الفيضان، في إطار تعاوني، وبما يحقق أهداف إثيوبيا، وأهمها التوليد المبكر للطاقة، دون الإضرار الجسيم بالمصالح المائية المصرية».
وتخوض دولتا مصب نهر النيل (مصر والسودان) ودولة المنبع (إثيوبيا) مفاوضات انطلقت قبل أكثر من 7 سنوات بشأن بناء «سد النهضة»، وتجنب الإضرار بحصة مصر من مياه النيل (تقدر بـ55.5 مليار متر مكعب). وقد تمكنت الدول الثلاث في سبتمبر (أيلول) عام 2016 من التوصل إلى اتفاق مع مكتبين فرنسيين لإجراء الدراسات الفنية اللازمة لتحديد الآثار الاجتماعية والبيئية والاقتصادية المترتبة على بناء السد الإثيوبي. غير أنه لم يتم التوصل إلى نتائج نهائية محل توافق بين الأطراف كافة حتى الآن، ولا تزال المفاوضات قائمة.
وقبل أقل من أسبوعين، أبدت الحكومة المصرية امتعاضاً مبطناً بسبب طول أمد التفاوض، وذلك في عقب اجتماع عقدته «اللجنة العليا لمياه النيل»، التي يترأسها رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، وتضم وزراء الخارجية والري، وممثلين عن «المخابرات العامة والرقابة الإدارية»، وخبراء مختصين.
وقال المستشار نادر سعد، المتحدث الرسمي باسم رئاسة مجلس الوزراء، في أعقاب الاجتماع إن اللجنة العليا «استعرضت المراحل المتعددة للمفاوضات بين مصر والسودان وإثيوبيا حول سد النهضة، وما استغرقتها من مدة زمنية طويلة دون التوصل إلى اتفاق».
وفي حين نوه بأن «مصر قدمت مقترحاً فنياً عادلاً، يُراعي مصالح إثيوبيا واحتياجاتها للكهرباء من السد، دون الإضرار الجسيم بالمصالح المائية المصرية»، دعا متحدث الحكومة المصرية إلى «الانتهاء من المفاوضات وفقاً لبرنامج زمني محدد».
وعلى صعيد قريب، بدأت في القاهرة، أمس، فعاليات التدريب على «تنمية الري، وإدارة استخدامات المياه في قطاع الزراعة في أفريقيا»، الذي يعقد على مدار 10 أيام، وبحضور متدربين من 15 دولة أفريقية. وأعرب وزير الري المصري عن «تقديره لهذا التعاون المثمر بين بلاده والدول المشاركة في التدريب»، مبدياً «الاستعداد لتقديم سُبل الدعم كافة للأشقاء من الدول الأفريقية».
مصر تترقب اجتماعاً جديداً مع إثيوبيا للتوصل لاتفاق بشأن «سد النهضة»
مصر تترقب اجتماعاً جديداً مع إثيوبيا للتوصل لاتفاق بشأن «سد النهضة»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة