حركة «نساء من أجل السلام» تبدأ سلسلة مظاهرات في إسرائيل

TT

حركة «نساء من أجل السلام» تبدأ سلسلة مظاهرات في إسرائيل

قررت حركة «نساء من أجل السلام» في إسرائيل البدء بسلسلة مظاهرات على طول البلاد وعرضها، بهدف تذكير الأحزاب التي تخوض المعركة الانتخابية بأن هناك صراعاً إسرائيلياً عربياً يحتاج وينبغي السعي لتسويته بعملية سلام.
وقد اجتمعت قيادة الحركة التي تضم 25 امرأة أمس (الجمعة)، في مفترق طرق شمال تل أبيب، لإطلاق هذه المبادرة، وقمن بإعداد مجموعة شعارات وصور يرفعنها في مساراتهن، مثل: «لا نتنازل عن السلام» و«لا يهمنا يسار ولا يمين، المهم اتفاق سلام مع الفلسطينيين»، وصور الرؤساء جيمي كارتر وأنور السادات ومناحم بيغن، عندما وقعوا على اتفاقية كامب ديفيد، وصور إسحق رابين والملك حسين عندما وقعا على اتفاق السلام الإسرائيلي - الأردني.
وتقول تامي يكيرا، إحدى المبادرات لهذا النشاط، إنه «من المؤسف أن الأحزاب التي تخوض الانتخابات في 17 سبتمبر (أيلول) المقبل لم تجد من المناسب حتى الآن أن تتحدث عن السلام.
والسبب في ذلك هو النفاق. فبعدما عملوا كل جهد لكي تصبح كلمة سلام لعنة في المجتمع الإسرائيلي، ما عادوا يجرؤون على ذكرها في المعركة الانتخابية حتى لا يخسروا الأصوات. ونحن نريد أن نذكرهم بأن الجمهور في الحقيقة يريد السلام، بل يتعطش للسلام، ولكنه يفتش عن قادة يتمتعون بالشجاعة الكافية لصنع السلام».
وأكدت أن مجموعتها تضم نساء من مختلف الشرائح السياسية والاجتماعية: «توجد معنا نساء من المستوطنات، ونساء عربيات، وتوجد قوى يمين وقوى يسار، كلنا أمهات يحرصن على أرواح أبنائهن، وينشدن السلام. ليس مهماً أي سلام، المهم أن يتوصل إليه القادة من الطرفين. كل ما يقره القادة، نوافق عليه». ورداً على سؤال: من أين تستقي معلوماتها عن رغبة الجمهور الإسرائيلي بالسلام، قالت يكيرا: «كل استطلاعات الرأي تشير إلى أن غالبية الجمهور تؤيد السلام على أساس حل الدولتين. ونحن بأنفسنا معيار لذلك. فعندما بدأنا نشاطنا في أعقاب الحرب الأخيرة على قطاع غزة سنة 2014، كنا 40 امرأة، واليوم صار عدد النساء المسجلات في حركتنا، اللواتي يدفعن اشتراكات منظمة، لا يقل عن 40 ألف امرأة؛ هذا دليل على أن الجمهور متعطش للسلام، ولكنه يبحث عن قادة مخلصين للسلام».
وروت نوريت حجاج، إحدى مؤسسات الحركة، أن عدداً من رجال اليمين حاولوا تشويش نشاطهن، وراحوا يهتفون ضدهن في إحدى المظاهرات، فأجابته: «أنتم تخافون من السلام»، فتحول هذا الشعار للازمة يردون بها على كل من يهاجم مظاهراتهن، وقالت: «حتى الآن، لم يهاجمنا سوى رجال من اليمين. فعندما تقول للرجل أنت تخاف، يغضب ويرتعش ويتراجع؛ هو يحسب أن الرجولة هي أن تحارب، ونحن نعتقد أن الرجولة هي أن تكون قوياً لدرجة أن تصبح من أنصار السلام وصانعي السلام. واليوم، نجد رجالاً كثيرين يؤمنون بموقفنا، ونحتاج إلى قادة يؤمنون به».
من جهة أخرى، شارك متظاهرون في غزة أمس في فعاليات «مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار» على الحدود الشرقية للقطاع، في الجمعة الـ72 للمسيرات. ودعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار أهالي القطاع إلى أوسع مشاركة، والحشد الكبير في فعاليات اليوم التي ترفع شعار «الوفاء للشهداء». وأكدت الهيئة في بيان استمرار المسيرات، كأداة وطنية سلمية شعبية فاعلة بيد الجماهير المنتفضة، وكأداة كفاحية جماهيرية للتصدي للاحتلال ومشاريع التصفية، وحماية الحق الفلسطيني في العودة.
وشددت على أن القدس كانت وما زالت عاصمة للشعب الفلسطيني، وقبلة المسلمين الأولى. وطالبت الهيئة الوطنية بالإسراع في استعادة الوحدة الوطنية المبنية على أساس الشراكة في المؤسسات والبرامج الوطنية. ويوم الجمعة الماضية، أصيب 122 فلسطينياً بجراح مختلفة، بينهم 50 بالرصاص الحي من جانب القوات الإسرائيلية، وذلك خلال مشاركتهم في فعاليات جمعة «لبيك يا أقصى»، شرق قطاع غزة. ومنذ انطلاق المسيرات في مارس (آذار) العام الماضي، قتل 306 فلسطينيين، وأصيب أكثر من 31 ألفاً بجراح مختلفة، خلال اشتباكات مع القوات الإسرائيلية، بحسب إحصائية وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.