يساهم تطبيق السعودية لـ«رؤية 2030» التي ترسم تطلعات المملكة نحو مرحلة تنموية جديدة، غايتها إنشاء «مجتمع نابض بالحياة»، عن طريق اقتصاد قوي ومزدهر، في تحول المملكة إلى واحدة من أبرز دول العالم على مستوى جودة المعيشة وجاذبية الأجانب للإقامة والعمل.
وشهدت السعودية مؤخراً إنجازات ملموسة في مختلف مناحي الحياة، وهذه الإنجازات لا تفيد المواطن السعودي فقط، بل كذلك الوافدون، وأيضاً الأجانب الذين تجذبهم الرؤية الجديدة للسعودية في مختلف المجالات الاقتصادية والثقافية والعلمية والرياضية.
وانضمت السعودية مؤخراً إلى قائمة الدول العشر الأكثر جذباً للأجانب للعيش فيها، واحتلت المركز السابع بين الدول الكبرى وفقاً لإحصاء أجرته مؤسسة «غالوب» العالمية، وأبرزه المنتدى الاقتصادي العالمي عبر منصاته للتواصل الاجتماعي.
وجاءت الولايات المتحدة الأميركية في المركز الأول في قائمة أكثر البلاد المرغوبة من قبل الراغبين في الهجرة أو المعيشة خارج بلدانهم الأصلية، ثم ألمانيا، وكندا، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وأستراليا، وأكملت إسبانيا، وإيطاليا، وسويسرا، قائمة الدول العشر الأوائل، لتصبح السعودية هي الدولة العربية الوحيدة التي تنافس في هذه القائمة.
وحسب الإحصائيات، فإن 3 في المائة من الأشخاص الذين يريدون الهجرة (أي ما يقارب 25 مليون شخص) يفضلون المملكة العربية السعودية وجهة للإقامة والعمل.
وأصبح الاقتصاد السعودي ملاذاً آمناً للاستثمارات العالمية، بعدما صادق صندوق النقد الدولي على التقارير كافة التي أصدرتها المملكة، وعلى خطوات الإصلاحات المالية و«رؤية 2030» والتوازن المالي، ما يجعل المخاطر الائتمانية التي تحملها الإصدارات الحكومية السعودية هي الأقل، ويحمل رسائل طمأنة كبيرة حول القدرة على خدمة الدين واستمرارية العوائد، ودفع كامل الاستحقاق عند الموعد.
كما طرحت هيئة الاستثمار السعودية مسودة جديدة لنظام الاستثمار في المملكة، بموجبها يتمتع المستثمر الأجنبي بجميع المزايا والحوافز والضمانات المتاحة للمستثمر المحلي في ظروف مماثلة، ويشمل ذلك ما يتعلق بالتوسع في الاستثمارات، وإدارتها، وبيعها، والتصرف فيها، وفق الأنظمة واللوائح ذات العلاقة، وذلك بهدف الإسهام في تعزيز جاذبية بيئة الاستثمار في المملكة، وزيادة معدلات النمو الاقتصادي، وتوفير فرص العمل، بما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة.
وقال تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية (الأونكتاد) التابع للأمم المتحدة إن المملكة العربية السعودية نجحت في جذب أكثر من 37 مليار دولار استثمار أجنبي مباشر في الفترة من عام 2013 حتى نهاية عام 2018. هذه الاستثمارات لا تجذب فقط رؤوس الأموال، ولكن تجذب أيضاً الأيدي العاملة.
وتعتبر السعودية من أولى الدول التي تجذب العمالة الخارجية على مستوى الشرق الأوسط، كما تحتل المركز الرابع على مستوى العالم في جذب الوافدين إليها بغرض العمل، وفي هذا الإطار وفّرت المملكة من خلال وزارة الداخلية نظام «أبشر» الإلكتروني الذي يتيح للمواطنين السعوديين والمقيمين إجراء المعاملات الخاصة بهم إلكترونياً دون الحاجة إلى مراجعة مقر الإدارات.
وتقدم منصة «أبشر» أكثر من 160 خدمة إلكترونية، وتُقدَم الخدمات مجاناً على مدار 24 ساعة، ويمكن من خلالها الاستعلام عن مدة صلاحية الإقامة، ومعرفة كيفية تجديدها، كما يتم أيضاً من خلالها تجديد الإقامة وسداد الرسوم الخاصة بها.
وبعيداً عن الشق الاقتصادي وأسواق المال، فإن التغير الاجتماعي في السعودية أيضاً أصبح جاذباً للأجانب، وتبرز هنا أهمية خطوة السماح للمرأة بقيادة السيارة في شوارع المملكة، وهو ما يساهم في دخول المرأة إلى سوق العمل ويسهل الحياة الاجتماعية للعائلات والأفراد من المواطنين أو الأجانب.
وفي المجال العلمي، احتلت 3 جامعات سعودية المراتب الأولى على مستوى الجامعات العربية، وذلك بحسب تصنيف شانغهاي الدولي «ARWU» لجامعات العالم، ودخلت جامعتان في قائمة أفضل 200 جامعة على مستوى العالم في التصنيف نفسه. فتصدرت جامعة الملك عبد العزيز قائمة الترتيب للجامعات العربية، ودخلت ضمن قائمة أفضل 150 جامعة على مستوى العالم، بحسب وكالة الأنباء السعودية.
وحقّقت جامعة الملك سعود المرتبة الثانية على المستوى العربي للجامعات، لتكون ضمن أفضل 200 جامعة على مستوى العالم، وتفوقت الجامعات السعودية على عدد من الجامعات المعروفة في عدد من الدول الأجنبية، من خلال الإنجازات العلمية والتعليمية والبحثية التي حققتها خلال الأعوام الماضية، والتقدم في مخرجاتها التعليمية، التي تواكب التطور العلمي والتقني.
وللمهتمين بالثقافة والفنون فإن هيئة الترفيه تقيم العروض الفنية المختلفة من عروض السيرك العالمية والمسرحيات وحفلات الغناء لأبرز نجوم العالم والوطن العربي، والتي تلاقي نجاحاً وحضوراً جماهيرياً كثيفاً، حتى أصبحت السعودية قبلة لكثير من الفنانين المعروفين عالمياً.
وعلى صعيد الرياضة، فقد أطلقت الهيئة العامة للرياضة السعودية أغلى سباق خيول في العالم، بلغ مجموع جوائزه 20 مليون دولار، كما تبذل جهوداً متضافرة لجلب سباقات «الفورمولا 1» إلى المملكة، كما تستضيف السعودية مباراة الملاكمة العالمية للوزن الثقيل، بعد نجاح استضافة عروض المصارعة العالمية.
كيف صارت السعودية ضمن أبرز دول العالم جذباً للأجانب والمستثمرين؟
كيف صارت السعودية ضمن أبرز دول العالم جذباً للأجانب والمستثمرين؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة