أربيل توافق على تنفيذ مذكرات قبض على المطلوبين للقضاء العراقي

TT

أربيل توافق على تنفيذ مذكرات قبض على المطلوبين للقضاء العراقي

أعلن وزير الداخلية العراقي ياسين الياسري، أنه تم الاتفاق مع حكومة إقليم كردستان على تنفيذ مذكرات القبض بحق المطلوبين للقضاء العراقي، مشيراً إلى بحث قضايا خلافية أخرى.
وقال الياسري خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في أربيل مع وزير داخلية الإقليم، إن «اجتماعات أربيل مثمرة وتناولت قضايا تتعلق بالتعاون في الملف الأمني، بتنفيذ أوامر قبض بحق مطلوبين للقضاء وملف الجنسية والجوازات ورفع رسوم الدخول للإقليم».
وفي حين أكد وزير داخلية إقليم كردستان، من جانبه، أهمية مثل هذه اللقاءات التي هي تعبير عن تقارب أكبر بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم، فإن زيارة الياسري إلى أربيل تأتي قبيل زيارة مرتقبة لوفد رفيع المستوى من حكومة كردستان إلى بغداد لبحث جملة من الملفات العالقة بين الطرفين.
وكان الياسري بحث مع المسؤولين في الإقليم الكثير من المسائل الإدارية والسياسية بمن فيها الجوانب التي تتعلق بمذكرات القبض، وهي إحدى الإشكاليات التي بقيت عالقة بين الطرفين خلال السنوات الماضية. وقال بيان لمكتب وزير الداخلية بشأن نتائج زيارته إلى أربيل عاصمة إقليم كردستان، إن «الاجتماعات التي عقدها الياسري ناقشت عدداً من الملفات المهمة والمتعلقة بالمسائل الإدارية لعمل دوائر الجنسية والجوازات والبطاقة الوطنية، إضافة إلى بحث موضوع توسيع رقعة إصدار البطاقة الوطنية الموحدة للمواطنين وفتح مراكز إصدار جديدة في إقليم كردستان».
وأضاف البيان، أن «الاجتماع بحث وسائل تقديم الدعم من الوزارة الاتحادية إلى وزارة الإقليم؛ كون هناك الكثير من الدوائر ذات الارتباط بين المركز والإقليم منها الجوازات والبطاقة الوطنية، وكذلك الأمور المتعلقة في مديرية السفر والجنسية». وأوضح البيان، أن «الوزيرين اتفقا على أهمية التعاون المشترك فيما يتعلق بالتدريب والتطوير الأمني، والتفاهم بشأن تنفيذ مذكرات إلقاء القبض الصادرة بحق المطلوبين وتسليم الموقوفين للقضاء العراقي إلى المحافظات الأخرى، وتوحيد جهود مكافحة المخدرات والجريمة العابرة للحدود والجرائم الجنائية».
وتابع البيان، إنه «تم الاتفاق أيضاً على ضرورة تسهيل إجراءات إنجاز معاملات المواطنين في محافظات إقليم كردستان وجميع المحافظات العراقية الأخرى، والتأكيد على تسهيل دخول المواطنين العراقيين إلى الإقليم ورفع رسوم الدخول البالغة 10 آلاف دينار».
في هذا السياق، يقول عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية عبد الله الخربيط في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الاتفاق بشأن المطلوبين للقضاء من كردستان إلى بغداد سوف يعتمد على التصنيف لدى الكرد بالدرجة الأولى، حيث إن هناك أوامر قبض تصنف إنها سياسية وليست جنائية أو إرهاباً»، مبيناً أن «مذكرات القبض بحق السياسيين سوف تكون خارج المعادلة».
وأضاف الخربيط، إنه «في مقابل ذلك، فقد تم استغلال الإقليم لكي يكون ملجأ لبعض المجرمين التقليديين». وحول ما إذا كان مثل هذا الإجراء سوف يتسبب في أزمة بين بغداد وأربيل مستقبلاً، يقول الخربيط «لن يؤدي مثل هذا الإجراء إلى خلق أزمة أبداً، بل على العكس تماماً، حيث يمكن أن تترتب عليه انفراجة بالعلاقات أكثر من السابق». وأوضح الخربيط، أن «المطلوبين بتهم سياسية حسب تقدير حكومة الإقليم معروفون، وبالتالي لا يوجد خلط بينهم وبين المطلوبين لأسباب تقليدية، حيث وصل الأمر أن المطلوب بدعوى نفقة يهرب إلى كردستان حتى لا ينصاع إلى القضاء».
يذكر أن العلاقات بين بغداد وأربيل شهدت توتراً متصاعداً على خلفية الاستفتاء الذي نظمه الإقليم خلال شهر سبتمبر (أيول) عام 2017، ودخول الجيش العراقي في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) مدينة كركوك وفرض السيطرة على المناطق المتنازع عليها وخروج قوات البيشمركة منها. لكن بعد تولي عادل عبد المهدي رئاسة الحكومة خلال اكتوبر عام 2018، وتولي نيجرفان بارزاني رئاسة إقليم كردستان، ومسرور بارزاني رئاسة حكومة الإقليم هذا العام أخذت العلاقة مجرى آخر تمثل بتبادل الزيارات والوفود واتفاق الطرفين على بدء صفحة جديدة.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.