رحّبت المعارضة السورية ببدء تنفيذ التحالف الدولي ضرباته ضدّ التنظيمات المتطرفة في سوريا، وأبرزها «داعش»، مبينة أنّها ستساعد في معركته ضد الرئيس السوري بشار الأسد. وجدّدت المعارضة التأكيد على عدم اختزال الإرهاب بـتنظيم داعش، بل ضرورة أن يشمل «النظام السوري» والتنظيمات المدعومة من إيران التي تقاتل في سوريا. وبدا واضحا أنّ توقيت بدء تنفيذ الضربات كان مفاجئا بالنسبة إلى المعارضة، ما يشير إلى غياب التنسيق معها من قبل التحالف كما مع النظام، وهو الأمر الذي سيؤدي إلى بذل الجهود لإعادة ترتيب الأوراق السياسية منها والعسكرية، لا سيّما بعد حل رئيس الائتلاف الوطني هادي البحرة المجلس العسكري أوّل من أمس.
وهو ما لفت إليه سفير الائتلاف لدى فرنسا منذر ماخوس لجهة أنّ الضربة كانت أسرع مما كان متوقعا. وكشف حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنّ ما حصل في كوباني في حلب، في الأسبوع الأخير، وأدّى إلى تهجير أكثر من 130 ألف كردي، سرّع في تنفيذ الضربة العسكرية. ودعا ماخوس في الوقت عينه إلى التسريع في تنفيذ وعود تسليح وتدريب الفصائل المعارضة، لتشكيل فصيل ثالث من شأنه تولي السيطرة على المناطق التي يحتلّها «داعش».
وقال مصدر معارض لـ«الشرق الأوسط» إنّ كلا من المعارضة والنظام فوجئا ببدء تنفيذ التحالف الدولي ضرباته العسكرية ضدّ «داعش»، مؤكدا أنّه لم يكن هناك أي تنسيق مع الطرفين، وهو ما أكّده مصدر في الائتلاف لـ«الشرق الأوسط»، مستبعدا أن تكون أميركا نسقت عسكريا مع دمشق، مضيفا أنهم «ليسوا بحاجة إلى التنسيق، فهم يمتلكون القدرات اللازمة للقيام بذلك، وخير دليل على ذلك الطلعات الجوية التي نفّذت في الأيام الماضية فوق مناطق يسيطر عليها التنظيم».
وأكّد ماخوس أنّ ممثلي دول التحالف، وعلى رأسهم أميركا، أكّدوا للمعارضة أنّه لم ولن يحصل أي تنسيق مع النظام السوري، وعدَّ أنّ أمرا كهذا سيكون خطأ استراتيجيا قد يؤدي إلى تكرار السيناريو العراقي. وأضاف: «يجب عدم اختزال الإرهاب بـ(داعش)، بل ضرب مصدر هذا الإرهاب المتمثّل بالنظام السوري والمجموعات لتابعة لإيران في سوريا».
من جهته، قال أمين عام الائتلاف نصر الحريري أثناء اللقاء بالقادة العسكريين في ريف إدلب وحلب: «إنّ أي حل بمعزل عن إسقاط (الرئيس السوري بشار) الأسد لن ينقذ سوريا ولن يحل المشكلة وسيحافظ على انتشار التطرف». وأضاف: «إنّ هذه الضربات العسكرية إن أصرّت على تجاهل الأسد، فإن أحدا لن يستطيع تفسيرها إلا أنها محاولة إنتاج وتأهيل للأسد وعصابته».
وتوقّع مصدر معارض أن يؤدي غياب الخطة الواضحة لغاية اليوم من قبل التحالف الدولي وتشرذم المعارضة، إلى حالة من الفوضى ستصيب المناطق التي يسيطر عليها «داعش»، لا سيّما أنّه ليس للجيش الحر أي وجود في هذه المناطق، بينما أكّد ماخوس أنّ الأيام المقبلة من شأنها توضيح نتائج الضربة العسكرية المفاجئة. وأشار إلى أنّ الهمّ الأوّل بالنسبة إلى المعارضة اليوم هو التسريع بتسليح المعارضة ومدّها بالسلاح اللازم لتشكيل فصيل ثالث معتدل ليتولى السيطرة على المناطق التي يوجد فيها تنظيم داعش.
ورأى ماخوس أنّ حلّ المجلس العسكري قبل يوم واحد من بدء ضربات التحالف الدولي، من شأنه أن يؤثّر معنويا على الجيش الحرّ، لكنّه لن يغيّر من المعادلة العسكرية، لا سيّما أنّ التنسيق يحصل مع فصائل معتدلة اختارها التحالف وهي نحو 20 فصيلا، أبرزها «حركة حزم» و«ثوار سوريا» و«لواء الفرسان» والفرقة 13 والفرقة 101.
وكان البحرة أعلن في بيان له أوّل من أمس حل القيادة العسكرية العليا، داعيا لإعادة تشكيلها بالتشاور مع الفصائل العسكرية والثورية الفاعلة في الساحة السورية خلال فترة أقصاها شهر، بعدما أكد أن «انسحاب فصائل أساسية في مؤسسة الجيش الحر جعل مجلس القيادة العسكرية العليا فاقدة لتمثيل الفصائل العسكرية والثورية الفاعلة على الأرض».
من جهته، قال ماخوس إنّه وإن كان قرار البحرة صائبا في مكان ما، لكن التوقيت لم يكن مناسبا كما أنّه غير قانوني، على اعتبار أنّه يجب أن يصدر عن الهيئة العامة، وسوف يكون هذا الموضوع محور بحث اجتماع الهيئة العامة في 10 و11 أكتوبر (تشرين الأوّل) المقبل.
وفي هذا الإطار، أشار مصدر في الائتلاف إلى أنّ قرار رئيس الائتلاف هادي البحرة بحلّ المجلس العسكري جاء نتيجة اقتناع الجميع بفشل هذا المجلس وأدائه العسكري في المرحلة الأخيرة، لإعادة تشكيل مجلس عسكري جديد يكون تحت مظلّة الائتلاف، مشككا في الوقت عينه في إمكانية التوصّل لهذا الاتفاق في ظل الخلافات داخل الائتلاف.
وكان الائتلاف أعلن في بيان له تأييده للضربات الجوية التي نفذها التحالف الدولي على أهداف تابعة لـ«داعش» على الأرض السورية.
وأكّد الائتلاف في بيان له «أن الغارات الجوية وحدها لن تكون كافية لهزيمة المتطرفين»، مشددا على «ضرورة استمرار العمليات العسكرية البرية وضمان عدم وجود قوات أميركية برية على الأرض، واستمرار الائتلاف المعارض بمحاربة جذور التطرف».
من جهته، قال منذر أقبيق المبعوث الخاص لرئيس الائتلاف لوكالة رويترز إن هذه الضربات ستزيد من قوة المعارضة في حربها ضد الأسد وإن الحملة يجب أن تستمر لحين اجتثاث تنظيم داعش من الأراضي السورية. وتابع أن الائتلاف سيساعد الشعب السوري في حربه ضد الإرهاب، معبرا عن أمله في تحرير الأراضي السورية وتحقيق الديمقراطية التي يطمح إليها الشعب.
وفي شمال سوريا حيث سيطر «داعش» على مساحات من الأراضي، قال الجيش السوري الحر الذي يقاتل ضد الأسد إنه يتعين على الغرب أن يزيد دعمه لمقاتلي الجيش السوري الحر من أجل هزيمة تنظيم داعش المتشدد.
وأضاف في بيان أنه يعرف «داعش» - الذي وصفه بالعدو - كما يعرف جغرافية المنطقة بما يمكنه من النجاح. وفي الوقت نفسه حث حلفاءه في الخارج على مواصلة الضغط على الأسد.
ووجدت المعارضة السورية المعتدلة نفسها في مواجهة مع «داعش» والقوات الحكومية في آن واحد. وقال مسؤولون أميركيون إن الخطة تهدف لتمكينها من الحفاظ على مكاسبها على الأرض في الحرب التي تزداد تعقيدا.
8:6 دقيقة
الائتلاف الوطني يرحب بالضربات الجوية ويدعو لاستمرارها
https://aawsat.com/home/article/187821
الائتلاف الوطني يرحب بالضربات الجوية ويدعو لاستمرارها
سفيره لدى فرنسا: ننسق مع 20 فصيلا أبرزها «حزم»
- بيروت: كارولين عاكوم
- بيروت: كارولين عاكوم
الائتلاف الوطني يرحب بالضربات الجوية ويدعو لاستمرارها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة